الثورة-رسام محمد:
تمتلك سوريا في منطقة القريتين احتياطياً ضخماً من رمال السيليكا عالية النقاوة يتجاوز 172 مليون طن، وتدير المؤسسة العامة للجيولوجيا هذا الاستثمار الوطني بالكامل، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال ثلاث سنوات.
98% نقاوة السيلكون
مدير مؤسسة الجيولوجيا والثروة المعدنية الجيولوجي سراج الحريري أكد في تصريح خاص لـ”الثورة” أن منطقة القريتين في ريف حمص تمتلك احتياطياً ضخماً من الرمال الكوارتزية يتراوح بين 172 و 195 مليون طن، وتتميز هذه الرمال بنسبة نقاء فائقة من أكسيد السيليكون (SiO₂) تتجاوز 98بالمئة، مع نسب شوائب منخفضة جداً، مما يضعها في مصاف أفضل أنواع رمال السيليكا على مستوى المنطقة، وأضاف أن هذه المواصفات النوعية تجعلها مادة مثالية لصناعات دقيقة ومتطورة مثل الزجاج عالي الجودة، والألياف البصرية، والسيليكون الصناعي، وشرائح الطاقة الشمسية،كما أنّ امتلاك سوريا لمثل هذا الاحتياطي وبهذه الدرجة من النقاوة يمثل فرصة تاريخية نادرة.
وبحسب”الحريري” فالحديث هنا ليس عن مجرد مادة خام، بل عن أساس لسلسلة صناعات تحويلية قادرة على تحقيق قيمة مضافة عالية، وتلبية احتياجات السوق المحلية، وفتح أبواب التصدير نحو أسواق جديدة.
نفياً للشائعات
وأوضح بأنه وخلافاً للشائعات، فإن استثمار مرملة القريتين هو استثمار ذاتي بالكامل تقوم به كوادرها الوطنية، ولا يوجد أي استثمار خاص في الموقع حالياً ويُقدّر الإنتاج السنوي الحالي بأكثر من مليون طن، مع توجه نحو النمو التدريجي رغم التحديات اللوجستية والأمنية التي شهدتها السنوات الماضية وتلعب سياسات “إحلال بدائل المستوردات” دوراً محورياً في هذا التوجه، حيث تم تصنيف صناعة السيليكا كأولوية حكومية لتقليل الاعتماد على الخارج في قطاعات حيوية مثل الزجاج والسيراميك، وتعمل المؤسسة بالتنسيق مع الجهات المعنية، على وضع جدول زمني لتحقيق الاكتفاء المحلي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
رؤية استراتيجية
وأشار إلى أن الخطة تتجاوز مجرد استخراج الرمال وبيعها كمادة أولية بل تهدف إلى تحويل السيليكا محلياً لإنتاج منتجات صناعية متقدمة تتضمن الزجاج المسطح والعبوات الزجاجية السيراميك والبورسلان عالي الجودة والألياف الزجاجية والمواد العازلة والسيليكون الصناعي المستخدم في صناعة الشرائح الإلكترونية وألواح الطاقة ولتحقيق هذه الرؤية، تم إعداد دراسات جدوى أولية لمشاريع تحويلية، ويجري العمل على جذب استثمارات محلية ودولية عبر تقديم حوافز وتسهيلات بموجب قانون الاستثمار الجديد.
معوقات
وأشار إلى جملة تحديات ومعوقات من أبرزها نقص البنية التحتية في بعض المواقع، وارتفاع تكاليف الطاقة والنقل، والحاجة إلى تحديث تقنيات المعالجة والتحليل، ونوه إلى خطة المؤسسة لتذليل العقبات من خلال تنفيذ برامج تدريب متخصصة، وعقد شراكات تقنية، وتحسين البنية التحتية بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.