‘ الأنثروبومترية’… ليست للصناعة والهندسة فقط!

الثورة- حسين صقر:

رغم أن القياسات الأنثروبومترية تلعب دوراً مهماً في التصميم الصناعي، وتصميم الملابس، وبيئة العمل والهندسة المعمارية التي تستخدم فيها بيانات إحصائية حول مقاسات أجسام السكان بهدف تحسين المنتجات، إلا أنها دخلت بصحة الإنسان وخاصة بشأن التغيرات في أنماط الحياة والتغذية والتكوين العرقي للسكان، والتغييرات في مقاس الجسم، بهدف تجميع المعلومات المتعلقة فيه وبشكل منتظم من أجل البناء المادي للشخصية، ومعالجة قصر القامة والنحافة”الهزال ” والبدانة .

الدكتورة هلا محمد شهير داود مديرة برنامج التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، تحدثت لصحيفة الثورة عن مصطلح الأنثروبومترية والمقياس الخاص به، ولاسيما أن البيانات الإحصائية لتوزيع أبعاد الجسم للسكان باتت ضرورية من أجل الوصول إلى الحل الأفضل، حيث لعبت التغيرات بأساليب الحياة والتغذية بتكوين وتشكيل هوية التركيب العرقي للشعوب.

وقالت داود: إن هذه القياسات أساسية في برنامج التغذية كأداة تشخيصية لمعرفة الحالة التغذوية للطفل، إما طبيعي، أو لديه سوء تغذية حاد شديد أو متوسط أو قزامة أو بدانة، لأن الإجراء يشمل أخذ قياسات الوزن والطول ومحيط منتصف العضد عند الأطفال “المواك “.

ومنها نأخذ مؤشرات مهمة لتشخيص الحالة التغذوية لدى الطفل.

مؤشرات حسب العمر

وأضافت أن هذه القياسات يتم إسقاطها على منحنيات تدعى z score التي تحوي ثلاث مجموعات من المؤشرات.

المؤشر الأول هو الوزن حسب عمر الطفل، فيما إذا كان مناسباً، وهل هناك زيادة أم نقصان، بهدف معالجة الحالة، وبهدف الحد من البدانة إذا كان زائداً، والهزالة والضعف إذا كان ناقصاً، والمؤشر الثاني هو مؤشر الطول بالنسبة لعمر للطفل، والذي يدل ان طوله مناسب أم قصير القامة، أو لديه قزامة، وإذا كان طويلاً بشكل زائد فهو يحتاج إلى تقييم أعمق.

وأوضحت أن هناك مؤشراً ثالثاً هو الوزن بالنسبة للطول، وهذا يشير بأن الطفل إما طبيعي أو أن لديه سوء تغذية متوسطاً أو شديداً، وهناك أيضاً مقياس “المواك” محيط منتصف العضد الذي يشخص وجود سوء تغذية حاد شديد، أو سوء تغذية حاد متوسط.

ونوهت أن هناك أيضاً ثلاث فئات عمرية ضمن ال z score ، من عمر يوم لست شهور، ومن ست أشهر لسنتين، وسنتين للخمس سنوات، أي إن كل فئة عمرية لها ثلاث مؤشرات خاصة فيها، وكل فئة عمرية لها وزن العمر، وطول حسبه، وكذلك وزن للطول، ويتم تنزيلها على منحنيات لأن تلك القياسات تختلف، بينما “المواك” لما هم أعمارهم من ست شهور للخمس سنوات.

مسطرة “المواك”

وقالت مديرة برنامج التغذية في وزارة الصحة: يمكن استخدام مسطرة “المواك’ الملونة البسيطة و هي سهلة الاستخدام أحياناً كمؤشر وحيد في حال تنفيذ مسح مجتمعي للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات لوحده حيث يتعذر حمل باقي المقاييس.

لكن يجب الانتباه أن أخذ تلك القياسات يحتاج إلى تدريب دقيق جداً ليكون التشخيص صحيحاً، والعلاج مناسب لحالة سوء التغذية، وذلك حسب بروتوكول السيمام الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والذي يستخدم فيه مواد علاجية جاهزة الاستخدام متل زبدة الفستق.

وأضافت داود أنه بعد ولادة أي طفل من الضروري أن يتم أخذ القياسات الجسدية ” وهو أمر مهم جداً” وهي الوزن و الطول ومحيط الجمجمة لمراقبة نمو الطفل الجسدي والعصبي والمراجعة الدورية لطبيب الأطفال مهمة جداً للمتابعة و مراقبة تطور النمو خلال الخمس سنوات الأولى من العمر، و تطور الطفل الروحي والحركي.

أهمية كبيرة

ختاماً، وعطفاً على ما قدمته طبيبة الأطفال الدكتورة داود معروف عن هذا العلم بأن القياسات البشرية الفردية تعَد إحدى أقدم الأدوات للأنثروبولوجيا الطبيعية، وقد استُخدمت للتمييز، بغرض فهم التنوع الجسدي للبشر، في علم مستحاثات البشر، وفي العديد من المحاولات للربط بين السمات الجسدية والعرقية والنفسية، و تشمل القياسات البشرية القياس النظامي للخصائص الجسدية للجسم البشري، بشكل أساسي، والأوصاف البعدية حجم الجسم وشكله، إذ إن الوسائل والمنهجيات شائعة الاستخدام في تحليل مستوى المعيشة لم تكن مجدية بما يكفي، أصبح تاريخ القياسات البشرية ذا أهمية كبيرة بالنسبة للمؤرخين في الإجابة على الأسئلة التي شغلتهم.

اليوم، حيث تلعب القياسات البشرية دوراً مهماً في التصميم الصناعي، وتصميم الملابس، وعوامل الإنسان والعمارة، و تُستخدم البيانات الإحصائية لتوزيع أبعاد الجسم للسكان في الوصول إلى الحل الأفضل في المنتجات، كما أدت التغيرات في أساليب الحياة والتغذية والتركيب العرقي للشعوب إلى تغيرات في توزيع أبعاد الجسم “على سبيل المثال زيادة السمنة” ما تطلب أيضاً التحديث المستمر لمجموعات بيانات القياسات البشرية.

آخر الأخبار
البيانات الدقيقة.. مسارات جديدة في سوق العمل خطّة التربية والتعليم".. نحو تعليم نوعي ومستدام يواكب التطلعات سرقات السيارات في دمشق... بين تهاون الحماية وانتعاش السوق السوداء فرنسا تصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق المخلوع "بشار الأسد" إعادة تأهيل معبر الرمثا..رافعة للتنمية والاستقرار في الجنوب افتتاح مسجد "أبو بكر الصديق" بعد إعادة تأهيله في بلدة التح محافظ حلب: 842 شكوى تسوّل خلال شهرين واستجابة ميدانية تتجاوز 78بالمئة تجربة ميدانية لتجميل دمشق تبدأ من شارع برنية افتتاح قسمي العمليات وغسيل الكلى في مشفى عائشة بمدينة البوكمال قطع غيار السيارات المستعملة " مصيبة " جديدة تستنزف الناس و القطع الأجنبي تصحيح العلاقات بين دمشق وبكين بعيداً عن المحاور والاستقطاب  تنظيم إقامة المناسبات في حلب.. خطوة لضبط الأمن أم عبء إداري جديد؟ هل تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة بذريعة خطة ترامب؟   "سفير فوق العادة".. مهام استثنائية وصلاحيات كبيرة بريطانيا.. حنين إلى الاتحاد الأوروبي وشعور باليتم الجيوسياسي ثقة العالم بـ سوريا الجديدة تتنامى.. وعجلة التعافي نحو الأمام مخلفات الحرب في سوريا.. خسائر كبيرة والدعم الدولي غير كاف "الشؤون الصحية" بحلب .. خطوات ثابتة نحو بيئة صحية آمنة التعليم العالي تمهّد لإلغاء مقرر "الثقافة القومية" وتحديث مناهج المواطنة صاحب الظل القصير!!