الثورة – راما نسريني:
عادت مدينة حلب، لتتجه نحو مكانتها السياحية من جديد، بعد سنوات من الحرب والدمار، حيث شهدت المدينة حركة واسعة على المستوى السياحي، تمثلت بالسياحة الداخلية بين المحافظات، التي كانت مغلقة قبل تحرير البلاد من النظام البائد، ولاسيما في ظل الطرقات المغلقة و الحواجز الأمنية.
إضافة لذلك، فقد فتحت حلب أبوابها للعديد من السياح من مختلف الجنسيات، فضلاً عن المغتربين من أبناء المدينة، الذين عادوا بعد غياب 14 سنة لأرض الوطن.
من الصين و أوروبا
في حديثه لـ “الثورة”، أكد طارق سليمان، موظف استقبال في فندق شيراتون حلب، أنه وخلال أشهر الصيف استقبل الفندق عدداً كبيراً من الزوار، بين مغتربين سوريين عادوا لزيارة أهلهم في حلب، وسياح من جنسيات مختلفة، كالصين وألمانيا، علاوة على السياحة الداخلية المتمثلة بزيارة سكان المحافظات الأخرى لمدينة حلب.
وأكد سليمان أن هذا الصيف شهد إقبالاً كثيفاً، وخاصةً لوفود من دول أجنبية مختلفة، الأمر الذي يعزز الاقتصاد الوطني، ويشير لعودة المكاتب السياحية العالمية، لتنظيم رحلات إلى حلب على المدى القريب، وهي خطوة هامة جداً في طريق تعافي المدينة وعودة الحياة لها على حد تعبيره.
في سياق ذلك، رصدت عدسة الثورة، سائحة صينية أمام قلعة حلب، والتي أكدت في حديثها الذي ترجمته “الثورة”، أنها سعيدة جداً بزيارتها لمدينة حلب، التي وصفتها بالمدينة الساحرة مضيفةً: “مضى أسبوع من أصل أسبوعين أخطط لقضائهما في المدينة، لم أتعرض لأي مشكلة من أي نوع، الشعب هنا ودود ومحب للغاية”، وفي ختام حديثها أبدت إعجابها الشديد بقلعة حلب وبحضارة تلك المدينة العريقة.
تحديات.. وخطوات للتحسين
بدوره، أكد مدير السياحة في حلب حسان سويد، خلال حديث لـ “الثورة”، أن المديرية تواجه العديد من المشكلات في تطوير هذا القطاع، متمثلة في البنية التحتية المتضررة، حيث عاشت حلب سنوات من الإهمال، وهذا يعني بالضرورة أن الكثير من المواقع التراثية تحتاج لترميم شامل.
وبين أن ضعف الخدمات في المدينة كالكهرباء والنقل والإنترنت، يشكل عائقاً كبيراً أمام المديرية، علاوة على تضرر عدد كبير من الفنادق والأسرّة، حيث انخفض العدد منذ العام 2010 من الـ 6 آلاف إلى ألفي سرير.
وأكد أن الحكومة تعمل على مدار الساعة لتذليل هذه العقبات، حيث بدأ العمل على ترميم عدد كبير من الفنادق.
مشيراً أن السياحة الداخلية والعربية أكبر بكثير من السياحة الأجنبية، الأمر الذي يتطلب خطة خاصة لجذب شرائح سياحية أجنبية أكثر.
ترميم المعالم الأثرية
أما فيما يخص خطط المديرية لتنشيط السياحة، فأوضح سويد، أن المديرية تعمل على إعادة ترميم المعالم التاريخية، مثل قلعة حلب والمسار السياحي المحيط لقلعة حلب، إضافةً إلى الترويج والتسويق السياحي داخلياً وخارجياً، للتعريف بسوريا كمقصد سياحي، وإقامة الفعاليات السياحية والترويجية في يوم السياحة العالمي، وافتتاح قلعة حلب للعموم.
وتابع: العمل جارٍ على جذب الاستثمارات السياحية، من خلال طرح عدد من المشاريع السياحية للاستثمار، وتفعيل الدعوات للمستثمرين من الداخل والخارج، مؤكداً على أهمية الاهتمام بسوق العمل السياحي، ورفده بالعمالة الخبيرة من خلال الاهتمام بالمدارس، والمعاهد الفندقية العامة والخاصة على حد سواء.
3 آلاف سائح أجنبي
وفي ختام حديثه لـ “الثورة”، أفاد سويد بأن عدد نزلاء الفنادق من الأجانب في المدينة خلال أشهر الصيف المنصرمة بلغ 2923 نزيلاً، أقام 1725 نزيلاً أجنبياً منهم في فنادق 5 نجوم، بينما فضّل 799 نزيلاً الإقامة في فنادق 4 نجوم، وسجلت فنادق 3 نجوم إقامة 280 نزيلاً، بينما سجلت فنادق ذات النجمتين 64 نزيلاً، وكان أقلها عدد فنادق نجمة واحدة، حيث سجلت 55 نزيلاً، وفقاً لإحصائيات المديرية.
وفي ظل هذه الإحصائيات شبه المرضية، يتطلع سكان حلب اليوم لعودة وفود السياح الأجانب إلى مدينتهم، كونها تمتلك كل المقومات العالمية، التي من شأنها أن تجعل من المدينة قبلة سياحية لكل سكان العالم.