التواصل اللا عنفي.. نحو بناء علاقات سليمة وحياة متوازنة

الثورة – منال السماك:

العنف ليس بجديد أو طارئ على مجتمعنا، فالممارسات اليومية وطرق التعامل وأساليب الحوار السائدة بين أفراد مجتمعنا، تكاد تعكس واقع حالنا في حياتنا الأسرية والاجتماعية، وكذلك في بيئة العمل والدائرة المحيطة، فيظهر التواصل العنيف من خلال بعض التصرفات المؤذية، كالحكم على الآخرين والتمييز الطبقي أو العنصري، والتسلط وانتقاد الآخرين أو أنفسنا، والشتائم أو اللوم وتوجيه أصابع الاتهام والتعامل العنيف عند الغضب.

نتساءل هنا ما الذي يثير هذا العالم بكل أبعاده ليسوده هذا العنف، وما مبرر العنف الذي يحيط بنا ويلون علاقتنا الاجتماعية بلون قاتم متوتر، وما أسبابه.. وكيف نستطيع الحد منه ليعم السلام؟ تحديد الاحتياجات وفهم المشاعر

للإجابة عن هذه التساؤلات التقت “الثورة” الاختصاصي بعلم النفس يامن شحاف، الذي أكد أن التواصل اللاعنيف هو مسيرة حياة للعمل على الذات، حتى نبني منجها لتواصل بعيد عن العنف في حياتنا الاجتماعية والعملية، وبهذه الطريقة نكون فعالين أكثر، عبر اتباع الأسلوب الصحيح والقويم في تعاملنا مع الآخرين.

فنحن اليوم بأشد الحاجة لنفهم أنفسنا وشخصيتنا، لذلك علينا أن نبحث عن الطريقة الصحيحة في تواصلنا مع الآخر، من خلال توجيه بعض الأسئلة لأنفسنا مثل، ما هي حاجاتنا، وما هو شعورنا الذي يكمن وراء هذه الحاجة أو ما هو الشعور الذي أشعر به الآن ولماذا؟ فعندما أشعر بالغضب ينبغي أن أعرف ما هي الحاجة التي لم ألبها، وذلك لتصبح حاجاتي أكثر أماناً وأكثر راحة، عندما أكتشف نفسي وأعرف ما هي حاجاتي غير المحققة.

تفعيل لغة الحوار

وتابع الشحاف بقوله: نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة جداً ليعم السلام علاقاتنا مع الآخرين، وذلك من خلال تفعيل منهج التواصل اللاعنفي، وذلك للوقوف أمام ما يسود مجتمعنا اليوم من موجة عنف تكاد تتغلغل في أسلوبنا الحياتي، ما يهدد مجتمعنا بانعدام السلام والأمان، لذلك نحن اليوم بأمس الحاجة للبحث عن أسس التواصل اللاعنفي بحياتنا اليومية، من خلال تفعيل لغة الحوار بحياتنا وحياة الأشخاص المحيطين بنا، فعندما يراني اليوم شخص أنني أتعامل معه بهذه الطريقة اللاعنيفة، فهو حتماً سيتأثر وينقل هذه الطريقة لتعامله مع الآخرين، وبذلك يكون المجتمع قوياً ومتماسكاً، من خلال انتشار السلام والأمان والانسجام بين أفراد المجتمع.

وأكد شحاف أن المجتمع الذي يعرف أفراده حاجاتهم ومشاعرهم، ويعبر عنها بطريقة غير مؤذية ولا عنيفة، فإنه يكون قد وصل إلى مرحلة السمو بحياة أفراده، وهذا الشيء الجميل الناتج عن طريقة التعامل بين أفراده، فالتواصل اللاعنيف ينبغي ألا يكون لحظياً وآنياً فقط، بل هو مسيرة حياة طويلة، ومنهج على مدى سنوات حتى نستطيع أن نفهم الأشخاص من حولنا باحتياجاتهم و شعورهم.

التعاطف والاحترام

وتابع قائلاً: يشير التواصل اللاعنيف إلى أسلوب اتصال يعتمد على التعاطف والاحترام، ويساعد على فهم المشاعر الذاتية والآخرين، ويعرف بالتواصل الرحيم، ويركز على مبادئ أساسية كالملاحظة دون الحكم، والتعبير عن المشاعر والاحتياجات، وتقديم توقعات واضحة بهدف تحويل النزاعات إلى حوار و تعزيز الانسجام، فالمجتمع اللاعنفي يتميز بالحوار والاحترام والتسامح الذي يبني يتحرم حقوق الآخرين، كما يمتاز بالأمان الشخصي والاجتماعي لجميع أفراد المجتمع، ويرفض استخدام العنف سواء جسدياً أم لفظياً أم نفسياً.

ولفت شحاف إلى أنه للوصول إلى مجتمع بلا عنف ينبغي إطلاق برامج ومبادرات مجتمعية، لتعزيز قيم التسامح، ووضع آليات عمل مؤسسية مشتركة لمواجهة العنف، ومعالجة أسباب الفقر والظلم والقهر التي تؤدي إلى العنف، وتمكين الفئات الأكثر ضرراً من العنف.

آخر الأخبار
صدور النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرتي رأس العين وتل أبيض  عودة 400 لاجئ من لبنان ضمن العودة الطوعية من الغياب الى الاستعادة.. إدلب تسترجع أراضيها لتبني مستقبلاً من النماء  "التربية": كرامة المعلم خط أحمر والحادثة في درعا لن تمر دون عقاب البيانات الدقيقة.. مسارات جديدة في سوق العمل خطّة التربية والتعليم".. نحو تعليم نوعي ومستدام يواكب التطلعات سرقات السيارات في دمشق... بين تهاون الحماية وانتعاش السوق السوداء فرنسا تصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق المخلوع "بشار الأسد" إعادة تأهيل معبر الرمثا..رافعة للتنمية والاستقرار في الجنوب افتتاح مسجد "أبو بكر الصديق" بعد إعادة تأهيله في بلدة التح محافظ حلب: 842 شكوى تسوّل خلال شهرين واستجابة ميدانية تتجاوز 78بالمئة تجربة ميدانية لتجميل دمشق تبدأ من شارع برنية افتتاح قسمي العمليات وغسيل الكلى في مشفى عائشة بمدينة البوكمال قطع غيار السيارات المستعملة " مصيبة " جديدة تستنزف الناس و القطع الأجنبي تصحيح العلاقات بين دمشق وبكين بعيداً عن المحاور والاستقطاب  تنظيم إقامة المناسبات في حلب.. خطوة لضبط الأمن أم عبء إداري جديد؟ هل تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة بذريعة خطة ترامب؟   "سفير فوق العادة".. مهام استثنائية وصلاحيات كبيرة بريطانيا.. حنين إلى الاتحاد الأوروبي وشعور باليتم الجيوسياسي ثقة العالم بـ سوريا الجديدة تتنامى.. وعجلة التعافي نحو الأمام