الثورة أون لاين – فردوس دياب:
يضيف عيد المرأة العالمي الذي يحتفل فيه العالم في الثامن من آذار كل عام، ويضيف هذا العيد إلى آذار، شهر الربيع والعطاء المتجدد معاني جديدة من العطاء والحب والتضحية في سبيل الآخرين، خصوصاً إذا كانت هذه الإضافة من المرأة السورية التي تعتبر رمز الحب والجمال والتضحية بلا حدود.
لقد شكلت المرأة على مر العصور وانطلاقاً من دورها وقيمتها الإنسانية محور الاهتمام والعناية بغض النظر عن عصور الظلم والاستبداد والقهر والعبودية التي حاولت النيل من كرامتها وإنسانيتها ودورها الكبير في صناعة الإنسان وتقدم وتطور المجتمع، وهذا ما أعطى الاهتمام بها بعداً إضافياً لجهة إيلائها كل الرعاية والاهتمام والحقوق بقدر عطاءاتها وتضحياتها الجليلة، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي الجزء الذي تكتمل به إنسانية الإنسان ومسيرة العطاء والبناء.
المرأة السورية نالت كل حقوقها، بل إن سورية كانت السباقة في تكريمها وإعطائها كامل حقوقها انطلاقاً من إنسانيتها بالدرجة الأولى وانطلاقاً من مكانتها ودورها المحوري والأساسي في بناء الإنسان والمجتمع والقيم والأخلاق، في وقت لم تزل فيه المرأة في كثير من دول العالم غير قادرة على نيل أبسط حقوقها كقيادة السيارة والعمل، وهذا ما طبع المرأة السورية بكثير من الخصوصية والتفوق والإبداع والتفرد عن باقي نساء العالم. فهي الملكة منذ مئات السنين، أي منذ ما قبل ولادة جميع الدول الغربية التي تدعي الحضارة والحرية والديمقراطية والحرص والخوف على حقوق الإنسان والمرأة والطفل، فيما إرهابها ونفايات حضارتها من قيم زائفة وخادعة تسعى بها لضرب كل حضارتنا وتاريخنا وقيمنا.
لقد شكلت المرأة السورية أنموذجاً حياً للإرادة الصلبة والتضحية بلا حدود، خصوصاً في ظل هذه الحرب القذرة التي تشن على وطننا الغالي منذ أكثر من عشر سنوات كانت المرأة بصمودها وعطاءاتها وتضحياتها وعزيمتها ووجعها عنوانها العريض ومحورها الرئيس.
فأينما تشرق الشمس تطال بأشعتها أماً ثكلى أو زوجةً مكلومة بزوج أو ابنة مفجوعة بأب، ففي كل بيت حكاية صمود وأسطورة شموخ ومقاومة.
لقد أولت الدولة السورية جل اهتمامها وتشريعاتها لحماية وصون حقوق المرأة انطلاقاً من حقيقة إنسانيتها ومواطنيتها الكاملة ودورها الأساسي في ممارسة واجباتها وحقوقها، كما أن المرأة السورية لم تتوقف عند ممارسة حقوقها التقليدية المعروفة، بل تجاوزت ذلك إلى مراحل متقدمة جداً في العطاء والنضال والفداء والتضحية ومقاومة كل المخططات والمشاريع الاستعمارية والعدوانية التي لا تزال تستهدف وطننا وشعبنا العظيم، ولهذا تجدها في الخطوط الأمامية المتقدمة لمواجهة الإرهاب والعدو الذي تعددت أوجهه وأقنعته ووسائل إرهابه وإجرامه وتدميره، في مشهد تكرر على امتداد تاريخ المرأة السورية النضالي والبطولي.
لقد اقتحمت المرأة في سورية مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فأصبحت الوزيرة والسفيرة والمديرة والنائبة والطبيبة والقاضية والمهندسة والصحفية والجندية والمعلمة، وباتت مصانع حقيقية للعلم والعمل والعطاء بلا حدود.