الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم
بالرغم من أنّ الحرب الكونيّة على سورية، أنهت عامها العاشر، لكن إرادة الشعب السوري وثقته بقيادته، كانتا بحجم التحدّي الذي فرضه الإرهاب، عبر ما قام به من تخريبٍ وتدميرٍ ممنهج، طالَ البشرَ والشجر والحجر.
هذه الإرادة الحيّة، المُنبثقة من الرّوح الوطنيّة المُتجذّرة في الأرض والتاريخ والحضارة، أثبتت أنّ السوريين، هم وحدهم صُنّاع الفجر وبُناة الحضارة.
فمنذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها الدولة السورية، وبكلّ إمكاناتها ومقدّراتها، التصدّي للإرهاب القادم ومحاربته، والقضاء عليه واجتثاثه من جذوره، أعلنت في الوقت ذاته، استعدادها لبدءِ مسيرة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة.
إنّ خطة إعادة إعمار ما دمرته الحرب، لم تكن طارئة، أو اعتباطية أو انفعالية، بل جاءت وفق برامجٍ وخططٍ منظّمة ومدروسة، تنطلق من الوضع الاقتصادي والمعاشي، وصولاً إلى مرحلة التنمية الشاملة والمستدامة.
هذه الخطّة، انطلقت من تحديد الأولويات، وتوافر الإمكانيات، حيث شكّلت نقطة الارتكاز الرئيسية في معركة البناء وإعادة الإعمار، وكانت لا تقل أهميّة ووقعاً وتأثيراً، عن معركة محاربة ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومسمّياته وتبعاته الفكرية والثقافية والاجتماعية والحياتية.
إن عجلة إعادة الإعمار قد بدأت، وهي مستمرة ولن تتوقّف رغم الصعوبات والعراقيل والضغوطات الخارجية والداخلية، فالحصار الجائر، والعقوبات الاقتصادية، وسرقة ثروات الشعب السوري من قبل الميليشيات العميلة المدعومة من الاحتلال الأمريكي، من أبرز ما تتعرض له مسيرة إعادة الإعمار التي تسير بخطواتٍ متسارعة، وعلى كافة الصعد. هذه العملية يساهم فيها وبشكلٍ فعَّال، كلّ القطاعات المنتجة بالتوازي مع المواطنين الذين عادوا إلى مدنهم وقراهم، وبدؤوا هذه المسيرة بهمةٍ عالية وثقة مطلقة.
إنّ زيادة خارطة الإعمار، يؤكد مضي الدولة في إعادة ما هدّمه الإرهاب من بنى تحتية في مختلف المناطق التي طالتها يد التخريب والهدم، وهذا ما عبر عنه السيد الرئيس “بشار الأسد” في حديثه لمجلة “باري ماتش” الفرنسية بتاريخ 2019/11/28 بقوله:
“أما بالنسبة لإعادة إعمار ما هُدْم، فتستطيع أن تذهب إلى حلب، التي كانت مدمّرة بشكلٍ كبير من قِبل الإرهابيين، وترى الفرق الكبير كلّ عام، وأن الدولة تقوم بعملية إعادة إعمار، وأيضا المواطنون”.
هذه العجلة ترتبط سرعتها بشكلٍ مباشرٍ ووثيق، برفع العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها قوى العدوان على الشعب السوري، وطالت حياته ولقمة عيشه أمنه واستقراره، بعيداً عن كلِّ القوانين والأعراف الدوليّة.
ولعلّ ما قامت به الدولة من إجراءاتٍ وخطواتٍ، يصبُّ وبشكلٍّ فعّال في تنشيط هذه العملية، مثل إصدار المراسيم، تطوير القوانين وتحديثها، تشجيع المستثمرين ومنحهم التسهيلات اللازمة للبدء بإعادة الإعمار، كما عملت الدولة انطلاقاً من دورها الرئيس في هذه العملية، على رصدِ الموازنات اللازمة والمخصصة لهذا الجانب، وذلك ضمن الموازنات العامة للدولة، أضف إلى تشجيع العمل وزيادة الإنتاج، وخاصة ما يتعلق بمواد البناء من إسمنت وبلوك و…. ومواجهة المشكلات الاقتصادية التي تعترض هذه المسيرة، وإقامة معارض تسويقية لإعادة الإعمار على أرض معرض دمشق الدولي في أيلول 2019، وذلك لتشجيع المستثمرين والمغتربين، للانخراط في هذه المسيرة الوطنيّة الكبرى.
إنّ إعادة الإعمار تعتمد بشكلٍ رئيس على السوريين الحقيقيين، أبناء هذه الأرض الطّيبة، لأنهم يمتلكون الإرادة أولاً والإيمان بأنَّ وطناً تمتد حضارته لآلاف السنين، يستحق كلّ تضحية وفداء ثانياً، إضافة إلى الدور الإيجابي المُنتظر للدول الصديقة والحليفة، والتي يمكنها أن تساهم بشكلٍ حقيقي، بهذه المهمّة الإنمائية الكبيرة.
إلى ذلك يقول السيد الرئيس “بشار الأسد”: “الدول الصديقة لديها قدرات ولديها رغبة، ونحن لدينا رغبة أن تكون إعادة الإعمار، بمشاركة منها لكي تستفيد ولكي نستفيد كسوريين من هذه العملية”.
هي مسيرةٌ، بدأت وتستمر بإرادة السوريين. أبناء الشَّمس والحضارة والتاريخ والانتصارات.
التاريخ: الثلاثاء16-3-2021
رقم العدد :1037