في يـــوم الأرض..!!

ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم :غيبت الأحداث التي شهدتها المنطقة، الكثير من أولويات القضايا العربية، وكان يراد ليوم الأرض هو الآخر أن يُغيّب، بل في بعض المحاولات كان يراد له أن يمحى من الذاكرة، وبعض الركب العربي لم يتأخر عن اللحاق بتلك المحاولات إلى حد المساهمة بذلك بكل ما امتلك من أدوات.

بهذا المشهد أفصحت المتغيرات العربية عن وجهها الحقيقي، وأضافت عليها خواء حقيقياً لأي معنى من معاني الدلالة حتى الرمزية منها، وأوصدت الباب كي لا تسمع تلك الأصوات التي قد تتجرأ على تذكيرها بالهموم العربية.‏

وبالتوازي مع هذا الغياب والتغييب، لم تدخر تلك المتغيرات جهداً في استحضار حالة من الاستطالة المرضية في هواجسها وعوامل القلق الملتبسة لديها، فسارعت لاستغلال أي فرصة متاحة كي توجه رسائل الاطمئنان لإسرائيل، سواء كانت مقروءة هناك أم لم تقرأ.. وعلى الأغلب قُرئت جيداً وأخذت إسرائيل بمضمونها في أكثر من اتجاه وعملت وفق مقتضاها على الأرض!!‏

اللافت أن عملية التغييب تلك، كانت على الضفة الأخرى من المشهد حافزاً لإعادة استحضارها بقوة لم تعرفها من قبل، وتحولت إلى عامل استنهاض للقوى الشعبية الفلسطينية وقوى المقاومة العربية، وكانت الرسائل هنا بمضمونها ودلالاتها أكثر وضوحاً من أي وقت سابق.‏

غير أنها ليست كافية للرد العملي على هزال الوضع العربي، حين تحولت القضية الفلسطينية في مشروع القرارات العربية إلى ترويسة أو استهلال روتيني تكاد الكلمات تتكرر وفي الموضع ذاته دون أي تعديل يذكر.‏

والمفجع أن دعاة التغيير العربي، استندوا إلى القاعدة ذاتها لتكون المفارقة بهذا الشكل المدوي في عناوين يوم الأرض، وهي ترسم ملامح إرادة جديدة انبثقت من قلب المأساة العربية متجاوزة خطوطاً وإحداثيات فرضتها عليهم أحداث ومتغيرات الوضع العربي، وفي بعض الأحيان جاءت رداً على الترهات المزدهرة هذه الأيام في خطاب سياسي لامس حضيضاً عربياً غير مسبوق في ملاقاته وتقاطعاته مع المنحى الأميركي وتالياً الإسرائيلي بالضرورة.‏

بين هاتين الضفتين، كانت الهوامش على الجانبين تتسع دون إدراك لمخاطرها، وفي بعض الأحيان فضفاضة تصلح للقياس والمداورة في الاتجاهين، حيث حالة اللامبالاة كانت القاسم المشترك رغم الفارق الكبير، ورسمت التداعيات المشتركة أحد عوامل الإحباط الإضافية في مشهد إحياء يوم الأرض والتمسك بحدود دلالاته الدنيا.‏

وحدهم أصحاب الأرض ومن بقي معهم المؤمنون بالوجود والهوية والقضية.. وحدهم كانوا في يومهم الطويل يعيدون تعبيد طريقهم نحو الأرض بما تعنيه وما تعكسه في الوجدان الجمعي للفلسطينيين الذين وصلوا إلى القناعة الأكيدة بأن قضيتهم رهن بهذه الإرادة التي نبتت من تصميمهم ومن معهم منذ اللحظة الأولى للقضية، وأن الكثير ممن انضموا إليهم لاحقاً للدعاية السياسية أو للمتاجرة باسمهم أضاعوا القضية بل باعوا واشتروا باسمها حتى لم يبقوا منها شيئاً.‏

وحدهم الذين تعنيهم الأرض والذين قاتلوا من أجلها وبذلوا حياتهم في سبيل استرجاعها يعنيهم يوم الأرض.‏

وحدهم المؤمنون بخيار المقاومة، والمتمسكون بخطها الوطني كانوا عرضة لهذا الاستهداف، وذلك القصف السياسي اللامتناهي، وتلك المؤامرة بأبعادها الكونية وأدواتها الإرهابية، فكانت أصداء هذا اليوم تتردد في دمشق والجولان كما هي في فلسطين وجنوب لبنان.‏

يوم الأرض مناسبة لإعادة تحديد الاتجاه.. لإعادة قراءة الإحداثيات الطارئة, وفهم مدلولاتها, والنظر لما هو أبعد مما يطفو على السطح، والتعمق في دراسة تلك الظواهر الآنية التي غالباً ما تتلاشى عند أول اختبار وأحياناً عند هبوب أول ريح ومن أي اتجاه جاءت؟!!‏

a-k-67@maktoob.com ‏

 

آخر الأخبار
نقلة نوعية في إدارة المال العام..وزير المالية يعلن إنجاز القانون المالي الجديد أمسية موسيقية تجمع بين الجمال والفرح في جرمانا اكتمال عقد أندية مرحلة الدوري للشامبيونزليغ أخيراً... السومة وقّع مع الحزم السعودي واليوم ظهوره الأول خروج مخزٍ لمانشستر يونايتد من كأس الرابطة في الطريق إلى آسيا (2027).. منتخبنا الوطني يلاقي الإمارات والكويت استعداداً لمواجهة ميانمار رئيس نادي الشرطة: فريق رديف للرجال وحافظنا على الكوادر الفنية دوري المحترفين السعودي.. بنزيمة يتحدى كريستيانو والهلال يحشد النجوم دمشق والرياض تبحثان تحديث الاتفاقيات وتطوير الأسواق المالية الرئيس الشرع يفتتح الـدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي:لطالما احتلت الشام المراكزَ المرموقةَ بين دول ... وزير الاقتصاد والصناعة يزور عدداً من أقسام معرض دمشق الدولي بمشاركة سوريا.. انطلاق المؤتمر الـ20 لرؤساء أجهزة الدفاع المدني في بغداد وزير المالية: إيقاف تراخيص شركات التأمين والتمويل العقاري لمراجعة شاملة محليات معرض دمشق الدولي يستقبل أولى الوفود الرسمية والعربية خطوة نوعية طال انتظارها.. قرار التربية بعودة الكوادر المفصولة إلى أعمالها سوريا وبريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي دمشق في معرضها ال٦٢ تفتح نوافذها الاقتصادية للشراكات والاستثمارات "موتكس خان الحرير 2025".. بين الفرصة والتحدي من مرفأ طرطوس.. تحميل باخرة بنحو 7 آلاف رأس من الغنم إلى السعودية "سيريانا الخير" تقدم مساعدات طبية لمستشفى إزرع الوطني