ركائز خطة الاستعداد والاستجابة الاستراتيجي لكوفيد -19.. تحسين إدارة حالات الطوارئ والأمن الصحي على المدى الطويل
الثورة أون لاين- عادل عبد الله:
في ختام اجتماع أصحاب المصلحة بشأن المراجعة المرحلية لإجراءات الاستجابة لكوفيد- 19 والخطوات المستقبلية في سورية، أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون مع الشركاء بما في ذلك وزارة التعليم العالي والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وتسريع تطوير نظام المعلومات الإلكتروني للمختبر، وتعديل قانوني في استيراد عناصر المختبر ذات الصلة بـ COVID-19 (تقصير عملية الموافقة في الجمارك لشحنات المختبر)، إضافة إلى تطوير سياسة واستراتيجية المختبرات الوطنية (تحديد قدرات المختبرات).
المسؤول الوطني للوائح الصحية الدولية الدكتور زهير السهوي أكد لـ “الثورة” أن المراجعة المشتركة (IAR) هي عملية مراجعة نوعية متعددة القطاعات يتم إجراؤها بمشاركة كاملة مع كافة الشركاء المعنيين الذين ساهموا بتطبيق التوصيات والإجراءات المتخذة منذ بداية عملية التأهب والاستجابة حتى الآن، وتساهم نتائج وتوصيات المراجعة المشتركة في تحسين إدارة حالات الطوارئ والأمن الصحي على المدى الطويل، كما تسمح هذه العملية بتحديد أفضل الممارسات (نقاط القوة) والفجوات (نقاط الضعف) والدروس المستفادة واقتراح الإجراءات والحلول الأفضل.
وبين أن أهداف المراجعة المشتركة لتقييم أداء الاستجابة لكوفيد -19 تتضمن توفير فرصة لمشاركة الخبرات والتحليل المشترك للاستجابة المستمرة من خلال تحديد نقاط القوة والضعف، وتسهيل بناء توافق وتجميع الآراء المقدمة من قبل مختلف أصحاب المصلحة خلال الاستجابة لتعزيز الاستجابة الحالية، وتوثيق وتطبيق الدروس المستفادة حتى الآن لتعزيز الأمن الصحي، ووضع أساس للتحقق من صحة وتحديث الخطة الوطنية الاستراتيجية للتأهّب والاستجابة.
وأشار إلى أن أهم ركائز خطة الاستعداد والاستجابة الاستراتيجي لكوفيد -19 التواصل أثناء المخاطر والمشاركة المجتمعية، والترصد، المعابر الحدودية، نظام المختبرات الوطنية، ضبط العدوى، تدبير الحالة المشتبهة والمؤكدة والمحتملة، ويعد التشخيص المخبري السريع والدقيق والعزل المبكر وإدارة الحالات المؤكدة أمراً مهماً للاستجابة لتفشي الفيروس، ما يساهم في إبطاء انتشار المرض والسيطرة عليه داخل المجتمع.
بدورها الدكتورة هانية الحسيني مسؤولة اللوائح الصحية في مكتب منظمة الصحة العالمية بدمشق أكدت في مداخلتها على أهمية اللوائح الصحية للحفاظ على الأمن الصحي بين الدول، مبينة أن 169 دولة مشاركة باللوائح الصحية الدولية، ويوجد عدة أدوات للمراقبة بالنسبة لتطبيقها، أحدها التقرير السنوي الذي يصدر من منظمة الصحة ومسؤولي الصحة في أي دولة، إضافة إلى التقييم الخارجي المشترك.
ولفتت إلى أن سورية وبالرغم من ظروف الحرب والحصار الاقتصادي الجائر عملت على التقييم الذاتي ولم تستطع إكمال التقييم الخارجي بسبب الجائحة، مشيرة أنه في عام 2006 أقرت منظمة الصحة العالمية اللوائح الصحية، وفي عام 2007 صدر المرسوم التشريعي في سورية لاعتماد اللوائح الصحية، إضافة إلى أطر المراقبة وهي تقييم ما بعد الحدث، وبسبب الجائحة تمت مراجعة مرحلية أثناءها كون الجائحة لم نته بعد، موضحة أنه من خلال التقييم برزت النقاط الإيجابية التي عملت عليها سورية، وتوثيقها يساعد الدول الأخرى والأجيال القادمة بنقاط النجاح والاستفادة من الثغرات التي واجهتها في ظل جائحة كوفيد- 19 والحصار، والقدرة على تجاوزها.
وأكدت الدكتورة الحسيني أنه منذ اتخاذها من منظمة الصحة العالمية إعلان حالة الطوارئ الصحية في جميع الدول العالم، استجابت سورية بشكل مباشر لخطة الطوارئ وعملت على خطة للتأهب والاستجابة، وخاصة من خلال عمل فرق الترصد على المعابر الحدودية، الأمر الذي ساهم في تأخير دخول الفيروس وانتشاره ما ساعد الأشخاص على استيعاب التعامل مع الفيروس، وبعد رفع إجراءات الحظر تمت الهجمة الأولى للفيروس والتي رفعت معدل الإصابات.
وأوضحت أكيكو تاكوشي- منظمة الصحة العالمية- في مداخلتها أن الاجتماع أظهر عدة نقاط لتجاوز التحديات وتطبيقها على أرض الواقع، مثل الإجراءات الاحترازية التي قامت بها سورية مع بداية الجائحة لمنع الانتشار ودخول الفيروس وتصبح سرايته محلية، فالكثير من الدول أرادت الاستفادة من الإجراءات لمنع دخول وانتشار الفيروس لديها.
من جانبه غيث المصري- منظمة الصحة العالمية- بين أهمية التعاون والتنسيق مع وزارة الصحة وأنه من الضروري إيصال الرسائل الرئيسية بشكل فعال إلى المجتمع، مشيراً إلى أن الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية يهدف إلى ضمان ممارسة عامة السكان لسلوكيات الوقاية والسلوكيات الصحية للمساعدة في حماية أنفسهم من كوفيد-19.