الثورة أون لاين- رفاه الدروبي:
لقد احتل اضطراب التوحد أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة لسبر أغواره ومعرفة أسبابه، وخُصصت له في محافظة حمص جمعية الربيع لأطفال التوحد ليأخذ الطفل المريض مكانه في المجتمع.
وفي ندوة أقامتها الجمعية بعنوان “الفن والتوحد” لمعرفة دور الفن في تقدم حال الأطفال، وما دوره وأساليب التعلم ضمت الباحث والموسيقي جمال عودة والفنان التشكيلي يوسف محمد المدرسين فيها كانت في قصر الثقافة بحمص.
بدأ جمال عواد حديثه عن خدمة الموسيقا في تنمية مدركات الطفل الحسية وأثرها في اضطراب التوحد فالدماغ باعتباره أداة التوحد بشكل عام ويحمل قدرات وراثية لا يمكن تبديله وبالرغم من الأصول الوراثية نستطيع إدخال معطيات جديدة عليه لافتاً بأن العلاج الفيزيائي يكون الرسم والموسيقا والدراما جلهم يشكلون أداة لدى طفل التوحد وخص بالذكر الموسيقا فالتعلم والتدخل الموسيقي الكافي لآليات الدماغ عند الأطفال يمكنهم بعد التدخل المهم بالحصول على مجموعة من المعطيات المترابطة مع بعضها البعض في التعلم والتطور.
الموسيقي عواد تابع حديثه عن فوائد التدخل الموسيقي وأهمها التواصل بكل أنواعه اللفظي وغيرها، وخلق الفرصة بجدية كي يصبح لدينا بوابة للمخاطبة والتواصل والانتقال والتفاعل، معتبراً بأن طرق الباب وكأنه في المجهول ولا نجد طفلين يشبه بعضهما الآخر، وعندما نفتح ثغرة نكون قد أنجزنا نصف المهمة الملقاة على عاتقنا من العلاج والمرور يكون بعدة مراحل تأهيلية للتواصل ومنها التدريب على الآلات الموسيقية نفخة لتحسين أداء الطفل في الكلام ومخارج الحروف لسهولة التواصل الفيزيائي مع الآخرين طارحاً مثال الطفلة ليليان وكيفية تطورها بالعزف والتفوق الدراسي.
وانتقل بالحديث عن التكامل والتنسيق الحسيين ودور الموسيقا في كافة الحواس لدفع الطفل باتجاهات حسية أعقد فأعقد حتى يتعود الدماغ على المعطيات المدمجة، مشيراً بأن مساعدة الأطفال من مشكلات التخطيط الحركي حيث يتطلب جملة من المعطيات الحسابية الدماغية والتخطيط لأي حركة ومنها رمي الكرة في السلة وتبدو مجمل المعطيات معقدة وغير قادر على القيام بها على أكمل وجه، ويقوم بها بالكفاءة والسرعة رغم أننا نجدها لدى الطفل العادي بسيطة.
كما أكد بأن توفر الأغاني تعد حاملاً ممتازاً للمعلومات الأكاديمية وزيادة مدى الانتباه والاستمرار بأداء نشاط معين ولها دور في التعزيز أفضل من الأطعمة ربما تمكنه من التركيز في المعطيات الهامة وتحسين التتبع البصري والذاكرة البصرية والسمعية والاستخدام الوظيفي الصحيح لكل من الرؤية البؤرية والمحيطية والعضلات.
من جهته محمد يوسف تناول حديثه عن تجربته مع أطفال التوحد وبأنه شعر بنوع من اليأس والإحباط والخوف عندما بدأ العمل معهم في الجمعية ولكن بعد مرور أشهر لم يجد نتائج بشكل عام، لكنه وجد بأن بين الأطفال من فازوا بمسابقات للرسم على مستوى القطر، مبيناً أنه لابد من تغيير الأساليب لتعليمهم وبأنه اتبع أساليب جامدة ووضع منهاج للعمل بطريقة علمية، وأصبح على أسس للبحث عن قدرات الطفل لتطويرها والنزول عند رغبته لحصد النتائج وقدرته على التناغم والتماهي