الثورة – نيفين أحمد:
شنّت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً واسعاً أطلقت عليه اسم “الأسد الصاعد” مستهدفة أكثر من 100 موقع داخل إيران، تشمل منشآت نووية، مصانع صواريخ باليستية، ومقاراً عسكرية ومسكن قادة كبار .
أوضحت إسرائيل وفق فرانس برس أن الضربة “وقائية”، تهدف لوقف التقدّم الإيراني في برنامجها النووي والذي اقترب من مستوى التخصيب العسكري، وصدّ التهديد الوجودي المفترض.
ونقلت العربية أن الهجوم نفذته حوالي 200 مقاتلة إسرائيلية (طراز F‑35 وغيرها)، أسقطت أكثر من 330 ذخيرة دقيقة توزعت على 5 موجات غارات ضخمة، مستهدفة طهران، نطنز، أخرى منها خُونداب وخورمآباد في المحافظات الإيرانية.
بالإضافة إلى القصف الجوي، نفّذ الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي (الموساد) هجمات تخريبية سرية داخل إيران على مواقع الصواريخ والدفاع الجوي.
بالمقابل أعلنت إيران مقتل عدد من كبار قادتها العسكريين والعلماء النوويين، منهم:
اللواء حسين سلامي (قائد الحرس الثوري) اللواء محمد باقري (رئيس الأركان العامة) اللواء غلام علي رشيد.
إضافة إلى العلماء فريدون عباسي، مهدي طهرانجي، أحمد رضا ذو الفقاري الأميرال علي شمخاني.
كما أكّد تلفزيون إيران وقوع انفجارات ضخمة في مواقع مدنية وعسكرية بطهران.
ردّت إيران بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل، تم اعتراض الغالبية منها من الدفاعات الإسرائيلية.
وأكد المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، أن على إسرائيل توقع “عقاباً شديدا” .
وفي طهران، أعلنت السلطات عن حالة طوارئ وبدء تعيين قادة فوراً لتعويض القادة القتلى.
الولايات المتحدة، عبر وزير الخارجية ماركو روبيو، أوضحت أنها لم تشارك في الضربة لكنها تدعم إسرائيل وتدعو طهران لعدم استهداف مصالح أمريكية.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “التصعيد العسكري” من قبل إسرائيل في الشرق الأوسط.
وقال غوتيريش، في بيان عبر المتحدث باسمه، إنه “قلق” من تصرف إسرائيل “في الوقت الذي تجري فيه المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول وضع البرنامج النووي الإيراني”.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان صدر فجر الجمعة: “يطالب الأمين العام الجانبين التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أعمق، وهو وضع لا يمكن للمنطقة تحمله”.
بدورها الأطراف الدولية (بريطانيا، أستراليا، اليابان، نيوزيلندا، السعودية، إندونيسيا، عمان) أعربت عن قلقها، وناشدت بضبط النفس، معتبرة الضربات تصعيداً خطيراً في منتصف محادثات نووية.
الهجوم يُعدّ الأضخم على إيران منذ حرب الخليج (1980–88)، ايران تملك قدرات نووية متقدمة بعد تجاوز جدول التخصيب 60%.
وذكرت فرانس برس أن توقيت الضربة جاء مع مشاكل في تسوية الملف النووي مع الولايات المتحدة، وكسرت عمليات زرع الطائرات الإسرائيلية خطوطاً حمراء استعراضياً.
و تمثّل أول تصعيد عسكري مباشر بين الجانبين على هذا المستوى، وقد تشكّل نقطة تحول دراماتيكية في ديناميكيات الصراع الإقليمي.
الضربة الإسرائيلية كانت منسقة وعميقة، مستهدفة قلب البرنامج النووي الإيراني، وتسببت بخلخلة في صفوف القيادات العليا. إيران ردّت بهجوم طائرات بدون طيار، بينما ضغوط دولية تتزايد لمنع حلقة تصعيد قادمة.