الثورة – نور جوخدار:
أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية عن وقوع تلوث داخل محطة نطنز النووية، عقب استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة.
وأكد المتحدث باسم الهيئة، بهروز كمالوندي، أنه “تم رصد التلوث — كيميائياً أو إشعاعياً — داخل الموقع فقط، ولا توجد مؤشرات على أي تلوث خارجي”، مضيفاً بأنه “لا داعي للقلق بشأن المناطق المحيطة.. لكننا بحاجة لتنفيذ عمليات تنظيف داخل المنشأة.”
وفيما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي في عدد من المواقع الاستراتيجية المنتشرة على أراضيها، بعضها معلن ويخضع لإشراف جزئي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يُعتقد أن هناك مواقع أخرى تستخدم لأغراض غير معلنة.
ويرى خبراء عسكريون أن المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين تحت الأرض، لا يمكن تدميرها سوى باستخدام قنبلة “جي بي يو-57” الأميركية- القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة المسلحة، ومع أن إسرائيل لا تمتلك طائرات قادرة على حمل هذه القنبلة، حيث تعجز مقاتلات “إف-35” عن نقلها نظراً لوزنها الذي يتجاوز 12 طناً، ما يعني أن القاذفات الاستراتيجية الأميركية هي الوحيدة القادرة على حملها، وفي هذا السياق، تبرز عدة مواقع نووية رئيسية داخل إيران محور اهتمام أميركا وإسرائيل فما هي هذه المواقع؟.
محطة نطنز (Natanz) – هي قلب برنامج التخصيب الإيراني والمنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران تقع في محافظة أصفهان، وتحتوي على مجموعات من أجهزة الطرد المركزي من نوع (IR-1) و(IR-2m)، بنيت تحت الأرض بعمق 8 أمتار بمساحة نحو 2.7 كيلومتر مربع، محاطة بجدار خرساني بسماكة تبلغ 2.5 متر، ومنظومة دفاع جوي وأسلاك شائكة وقوات من الحرس الثوري الإيراني، وتضم مرافق عدة، تخضع جزئياً لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مفاعل آراك (Arak) – مفاعل الماء الثقيل يقع غرب وسط إيران وظيفته إنتاج البلوتونيوم، كطريق بديل لصناعة السلاح النووي، يحتوي على مفاعل بقدرة 40 ميغاواط للماء الثقيل (IR-40)، ويعتمد المفاعل في تشغيله على الماء الثقيل واليورانيوم الطبيعي المتوفر في إيران، دون الحاجة لتخصيب اليورانيوم الذي تطالب الدول الكبرى طهران بوقف عمليات إنتاجه، وطلب من إيران إعادة تصميمه لمنع إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
محطة فوردو (Fordow) – منشأة تحت جبلية عالية التحصين تقع قرب مدينة قم جنوب طهران، وظيفتها تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، بُنيت داخل جبل، مما يجعلها شديدة التحصين ضد الضربات الجوية، واصلت إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة فيها رغم الاتفاق النووي (JCPOA) الذي ينص على استخدامه فقط لأغراض البحث.
محطة أصفهان (Isfahan) – مركز تحويل اليورانيوم تقع وسط إيران، وظيفتها تحويل اليورانيوم الخام (الكعكة الصفراء) إلى غاز (UF6) المستخدم في أجهزة الطرد المركزي، ويعد مرفقاً أساسياً في سلسلة إنتاج الوقود النووي، ويخضع لإشراف محدود من الوكالة الدولية.
موقع بارشين (Parchin) – موقع عسكري مثير للجدل يقع شرق طهران، وهو مجمع صناعي عسكري يُعتقد أنه استخدم لاختبارات تفجيرات نووية غير مباشرة، لا يخضع للرقابة المستمرة، وقد منعت إيران مراراً وصول مفتشي الوكالة إليه.
محطة كرج (Karaj) وموقع “أمير آباد” – منشآت لتطوير أجهزة الطرد المركزي وظيفتها تجميع وصيانة أجهزة الطرد المركزي من طرازات متقدمة، تعرضت منشأة كرج لهجوم تخريبي في حزيران 2021، ويُعتقد أنها جزء من سلسلة عمليات “الحرب السرية” ضد البرنامج النووي.
ويعد البرنامج النووي الإيراني من أعقد الملفات في المنطقة، حيث أجرت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المباحثات بشأن برنامج طهران النووي قبل الضربات الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، وقبيل انطلاق الجولة السادسة المقررة في سلطنة عُمان يوم الأحد المقبل.
وبحسب آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بحلول منتصف آب، 5751.8 كيلوغراماً، أي ما يعادل 28 ضعف الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015 المعروف رسمياً بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”.
ومن هذا المخزون، بلغت كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من 90% المطلوبة للأغراض العسكرية أي نحو 164.7 كيلوغراماً، وهي كمية تكفي لإنتاج نحو أربع قنابل نووية، وفقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.