الثورة – خديجة ونوس:
تلعب الرياضة دوراً مهماً في حياة الإنسان، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل أيضاً من الناحية النفسية والاجتماعية، وباعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع وأساس بنائه، بدأت المرأة على مر العقود الماضية تأخذ مكانها الطبيعي في عالم الرياضة، رغم التحديات الاجتماعية والثقافية التي واجهتها، ويمثل موضوع الرياضة الأنثوية أحد أبرز القضايا المعاصرة، لما له من علاقة مباشرة بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.
مفهوم الرياضة الأنثوية
الرياضة الأنثوية تشير إلى مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية، سواء على المستوى الترفيهي أم المهني، وتعتبر الرياضة، أكثر من كونها نشاطاً بدنياً للمرأة، رمزاً للتمكين والتحرر، وتعزز الثقة بالنفس، وتتجاوز بها الحدود والقيود المفروضة عليها، وتثبت قدرتها على تحقيق الإنجازات والنجاح في مختلف المجالات، في جميع الرياضات الفردية والجماعية، الأمر الذي يعكس مدى تطور المجتمعات واعترافها بحقوق المرأة.
مشاركة المرأة في الرياضة
في بداية القرن العشرين، كانت مشاركة المرأة في الرياضة محدودة، وغالباً ما كانت محاطة بالرفض أو السخرية، بحجة أن الرياضة حكر على الرجال، لكن مع ظهور التغييرات الاجتماعية، بدأت المرأة تفرض وجودها، وتم إدراج بعض الرياضات النسائية في الألعاب الأولمبية، منذ عام (1900) وتوسعت حتى أصبحت المرأة حاضرة وبقوة في معظم المحافل الرياضية حتى العالمية، لكن كان هناك تحديات واجهت الرياضة الأنثوية محلياً وعربياً،
رغم التقدم الكبير، أهمها :
1-قلة الدعم المادي والإعلامي، والنظرة الاجتماعية التقليدية، إذ تعاني الرياضة النسائية من قلة التغطية الإعلامية مقارنة بالرياضة الرجالية، مما يؤثر سلباً على فرص الدعم والرعاية.
2- مازالت بعض الدول، تفرض قيوداً على حركة المرأة وملبسها أثناء التمارين أو المشاركة في البطولات.
3-غياب البنية التحتية اللازمة، على الرغم من وجود وزارة للرياضة بأغلب البلدان حول مستوى العالم، إلا أن الرياضات النسائية لا تحظى بالاهتمام الكافي، لاسيما عربياً، مما يؤثر على مشاركة اللاعبات واستمراريتهن في المنافسات.
نماذج ملهمة لنساء رياضيات
من أبرز الأسماء التي سطعت في سماء الرياضة الأنثوية، نوال المتوكل (المغرب) التي غيّرت تاريخ الرياضة العربية، فكانت أول امرأة عربية إفريقية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وأول وزيرة عربية للرياضة والشباب.
غادة شعاع (سوريا) أيقونة الرياضة السورية، حين توّجت بذهبية أولمبية صيف (1996) في أتلانتا، وذهبية الألعاب الآسيوية في هيروشيما (1994) وبطلة العالم لسباعي الألعاب بالسويد.
سيرينا ويليامز (الولايات المتحدة) واحدة من أعظم لاعبات التنس في التاريخ.
رفعة حافظ (السعودية) أول لاعبة تمثل المملكة رسمياً في الأولمبياد.
الرياضة الأنثوية في سوريا
تشهد الرياضة النسائية في سوريا تطوراً ملحوظاً، بالرغم من التحديات، حيث تسعى الهيئات الرياضية مع المدربات لتوسيع قاعدة المشاركة، وتجاوز العقبات المجتمعية، وهناك جهود حثيثة لتشجيع الفتيات والسيدات على ممارسة الرياضة، وتوفير الدعم اللازم لهن، لتحقيق النجاح في جميع الألعاب، وتعزيز الوعي المجتمعي بدور المرأة الرياضية، من خلال الأنشطة المجتمعية والبرامج الإعلامية،
فالرياضة الأنثوية ليست مجرد نشاط بدني، بل هي شكل من أشكال التعبير عن حرية المرأة وتمكينها في المجتمع، ومع تزايد الوعي بأهمية دور المرأة في مختلف المجالات، يتعين دعم الرياضة النسائية، وتوفير البيئة المناسبة لتطورها، من خلال تغيير القوانين وتوفير المنشآت الرياضة، وتشجيع الإعلام على تسليط الضوء على الإنجازات النسائية في الرياضة.