المؤتمر الدولي للسلام.. مسار سياسي لا رجعة فيه نحو حل الدولتين

 الثورة – ترجمة هبه علي:

أرسل اليوم الأول من المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً، رسالة موحدة مفادها “إن الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية بدأ يتبلور”، حيث تعمل الجهات الفاعلة الدولية على رسم ما وصفه وزير خارجية فرنسا بأنه “مسار سياسي لا رجعة فيه” نحو حل الدولتين. ويهدف المؤتمر، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية وفرنسا في الأمم المتحدة في الفترة من 28 إلى 30 تموز، إلى إحياء الزخم العالمي حول الاعتراف بفلسطين- الزخم الذي تراجع وسط الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي اندلعت بسبب الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول 2023.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في قاعة شبه ممتلئة أمس الاثنين: “هذه مرحلة تاريخية تعكس توافقاً دولياً متزايداً”، “وأن التجمع يهدف إلى تحويل الأجواء الدولية بشكل حاسم نحو حل الدولتين”.

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن الحضور الواسع في المؤتمر أثبت “توافق المجتمع الدولي وحشده حول الدعوة لإنهاء الحرب في غزة”، وحثّ المشاركين على اعتبار هذا التجمع “نقطة تحول- منعطفاً تحويلياً نحو تطبيق حل الدولتين”.وقال بارو: “لقد بدأنا زخماً غير مسبوق ولا يمكن إيقافه من أجل التوصل إلى حل سياسي في الشرق الأوسط، والذي بدأ بالفعل يؤتي ثماره”، مستشهداً بخطوات ملموسة مثل “الاعتراف بفلسطين، والتطبيع والتكامل الإقليمي لإسرائيل، وإصلاح الحكم الفلسطيني، ونزع سلاح حماس”.

في حين اقترحت خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة عام 1947 في الأصل إقامة دولتين يهودية وعربية منفصلتين، فإن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل لا تزال ترفض أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية، وتدعو بدلاً من ذلك إلى الضم الدائم للأرض، وفي بعض الحالات، طرد السكان الفلسطينيين. إلى ذلك قال داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة: “هذا المؤتمر لا يعزز الحل بل يعمق الوهم”، متهماً المنظمين بـ”الانفصال عن الواقع” من خلال إعطاء الأولوية للسيادة الفلسطينية على إطلاق سراح الرهائن وتفكيك حماس. وقد هيمن مستقبل حركة حماس وعنف المستوطنين الإسرائيليين على المناقشات في اليوم الأول، ومن المتوقع أن يظل محور التركيز طوال المؤتمر.

وقال خوان مانويل سانتوس الرئيس الكولومبي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام في المؤتمر: إن الحكومة الإسرائيلية الحالية “تسعى إلى تحقيق إسرائيل الكبرى من خلال تدمير غزة وتوسيع المستوطنات غير القانونية وضم الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية”، داعياً الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين، قائلاً: إن ذلك سيبعث برسالة واضحة مفادها أن “أجندة إسرائيل التوسعية لن يتم قبولها أبداً ولا تخدم مصالحهم الحقيقية. وفي مداخلته في هذه القضية، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى غزة بأنها “أحدث وأكثر مظاهر الأزمة وحشية”. بالمقابل قال نتنياهو: “إن فكرة أن السلام يمكن أن يأتي من خلال تدمير أو إخضاع شعبنا هي وهم قاتل”، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني- وليس حماس- “أظهر التزاماً راسخاً بالسلام في مواجهة العنف الوحشي”.

دافعت إسرائيل عن أفعالها باعتبارها ضرورية لأمنها القومي، وأشارت إلى نيتها الحفاظ على السيطرة العسكرية على غزة والضفة الغربية بعد الحرب، لكن يوم أمس، أصرت العديد من الدول على أن الأمن الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بدون سلام. “كما أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون أمن، فإنه لا يمكن أن يكون هناك أمن بدون سلام”، قالت الممثلة الإيطالية ماريا تريبودي. وفي كلمته أمام الوفود أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الصراع وصل إلى “نقطة الانهيار”، داعياً إلى التحول من الخطابة إلى العمل الملموس. وقال: إنه لا شيء يبرر “تدمير غزة الذي حدث أمام أعين العالم”، مشيراً إلى التوسع الاستيطاني غير القانوني، وعنف المستوطنين، والنزوح الجماعي، وحملة الضم كعناصر من “واقع منهجي يفكك اللبنات الأساسية للسلام”.

ودعا غوتيريش إلى وقف فوري للإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين، وأكد مجدداً رؤية الأمم المتحدة لدولتين ذات سيادة وديمقراطية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام، على أساس حدود ما قبل عام 1967 والقدس عاصمة مشتركة. وقال: “يظل هذا هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي، والذي أقرته هذه الجمعية، ويدعمه المجتمع الدولي، مشدداً على أنه السبيل الوحيد الموثوق لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الشرط الأساسي للسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

 

المصدر- Arab News

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية