أنطوان لحد النسخة السورية!

سلمان المسعودي – كاتب سعودي

جاء خفض التصعيد الأخير في السويداء، أو ما يمكن أن نسميه كذلك، بدون أدنى شك من خلال تفاهمات عدة، بين دول عربية فاعلة، إضافة إلى تركيا و أعضاء فاعلين في مجلس الأمن، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار، تأكيد الولايات المتحدة، الخميس الماضي، أنها عارضت ضربات إسرائيل في سوريا.

إلا أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، مازالت تبعث على مزيد من القلق، حيث أعلن: نعمل على ضمان، بقاء جنوب غرب سوريا “منزوع السلاح”!
هذا يعني، أن إسرائيل، تريد المثلث الممتد من دمشق إلى السويداء ثم الجولان، منطقة منزوعة السلاح!
مما يهيّئ بدوره لعدة خيارات مستقبلية، فتل أبيب تسعى إلى فرض إدارة تتبع لها بالقرب من حدودها في منطقة جنوبي سوريا، إلا أن الأخطر، هو إمكانية عزل المنطقة تماماً عن السيادة السورية، أو حتى إقامة كيان مستقل، يحظى بالدعم والحماية الإسرائيلية، وهو مطلب، لا تخفي كثير من الدوائر الإسرائيلية، الحديث عنه وإن بشكل علني.

إلا أن عدة اشكاليات، تقف أمام الطموحات الإسرائيلية المعلنة وغير المعلنة في الجنوب السوري، فدرعا المحافظة والمدينة “مهد الثورة السورية” بثقلها السكاني السني، تفصل بين السويداء والحدود الإسرائيلية المفترضة في الجولان، إضافة، إلى أن مدينة دمشق العاصمة، ومركز الثقل السياسي للبلاد، وثاني أكبر المدن السورية بعد حلب، لاتبعد أكثر من 100كم عن محافظة السويداء .
هذه إشكاليات جيوسياسية حقيقية، وتعد من أكبر العقبات أمام المشاريع الإسرائيلية المستقبلية، في الجنوب السوري.

إن الطموحات الإسرائيلية، التي يعلن عنها المسؤولون الإسرائيليون، تذكرنا بمشاريع مماثلة، استثمرت فيها إسرائيل الكثير من الوقت والجهد والمال، وانتهت بفشل ذريع، لم تتوقعه حتى أكثر النخب السياسية الإسرائيلية تشاؤماً.

ففي عام 1982، خاضت إسرائيل، عقب اجتياحها جنوب لبنان تجربة مماثلة لما تنوي القيام به الآن في سوريا، ولم يتأخر الوقت كثيراً حتى وجدت العملاء، وظهر ماعرف وقتها “بجيش لبنان الجنوبي” بقيادة الضابط المنشق، عن الجيش اللبناني آنذاك، أنطوان لحد.

لاحقاً، وفي عام 2000 انهار الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وانهار معه جيش لبنان الجنوبي، وهرب أنطوان لحد إلى إسرائيل، حيث أمضى بقية حياته، يدير مطعماً صغيراً في تل أبيب.
وقد عبّر أنطوان لحد في كثير من التصريحات الصحفيّة، التي أجرتها معه وسائل إعلام عبرية، عن ألمه الشديد، من تخلّي إسرائيل عنه، وعن مشروعه في حكم جنوب لبنان، وإن كان تحت الاحتلال الإسرائيلي!

فهل يعيد الإسرائيليون، استنساخ أنطوان لحد جديد، بعباءة سورية هذه المرة ؟!
مع الأخذ في الاعتبار، أن سوريا ليست لبنان، لا طائفياً، ولا ديمغرافياً، ولا جيوسياسياً، ولا حتى أي شي آخر.

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية