الثورة – خاص
كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن خطة تضليل محكمة نفذتها إسرائيل قبل شنّ ضربتها الجوية المفاجئة على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، في واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيداً منذ سنوات.
وبحسب ما أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن الحكومة الإسرائيلية تعمّدت إرسال إشارات مهدئة للرأي العام ولطهران، بهدف صرف الانتباه عن الاستعدادات العسكرية التي كانت تجري بسرية. وأكد مصدر إسرائيلي للصحيفة أن الاجتماع الأمني المصغر للحكومة مساء الخميس، ركّز ظاهرياً على ملف الأسرى، في حين كان الهدف الحقيقي إعطاء الضوء الأخضر للعملية الجوية.
فور انتهاء الاجتماع، وقّع الوزراء الحاضرون على وثيقة سرية تُعرف باسم “شمر سود” (كاتم السر)، تُلزمهم بعدم تسريب أي تفاصيل عن القرار العسكري. ولم يُطلع على كامل الخطة سوى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعدد محدود من كبار المسؤولين بينهم مدير الموساد وقادة الجيش ووزير الشؤون الاستراتيجية.
في سياق التضليل، بثّ مكتب نتنياهو مؤشرات مغلوطة شملت إعلاناً عن عطلته العائلية، وتحضيره لحضور زفاف ابنه، بالإضافة إلى خبر عن زيارة وهمية لمسؤولين كبار إلى واشنطن لبحث ملف إيران النووي. وحتى عندما بدأت إشاعات عن خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الضربة، امتنعت الحكومة عن التعليق، ما عزز الانطباع بأن العمل العسكري مستبعد.
صحيفة “يسرائيل هيوم” بدورها وصفت ما جرى بأنه “أكثر عمليات الخداع تعقيداً في تاريخ إسرائيل الحديث”، مؤكدة أن إشغال الرأي العام الإسرائيلي بقضايا داخلية مثل قانون تجنيد الحريديم والتكهنات حول انتخابات مبكرة، ساعد في إخفاء مؤشرات الاستعداد العسكري.
كما أشارت الصحيفة إلى أن علامات عدة ظهرت قبيل الضربة كان يمكن رصدها من قِبل المتابعين، مثل أوامر البيت الأبيض بإجلاء موظفيه من عدد من دول المنطقة، لكنها لم تُفسّر حينها على أنها تمهيد لضربة إسرائيلية.
بهذا المشهد، بدت الضربة الجوية الإسرائيلية وكأنها جاءت من العدم، مما جعلها ضربة مفاجئة واستراتيجية في توقيتها وتنفيذها، وكرّست قدرة إسرائيل على المبادرة في مواجهة خصمها الإقليمي الأول، إيران، مستخدمة أدوات الاستخبارات والسياسة والإعلام في آن واحد.