باعتراف جيفري.. “النصرة” أداة واشنطن الاستراتيجية في سورية!

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

لا يختلف اثنان على أن الاستراتيجية الأميركية المتبعة حالياً في سورية قائمة على التضليل والكذب والادعاء والفبركة، لا سيما إذا تعلق ذلك بما تدعيه واشنطن أنه مكافحة الإرهاب، ناهيك عن التضليل في الملفات الأخرى التي لها علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا اللاجئين والحل السياسي..الخ، فمن يتابع تفاصيل السنوات العشر الماضية من الحرب الإرهابية على سورية سيجد أن لواشنطن وحلفائها دوراً محورياً لا يمكن نكرانه أو التعمية عليه، ولو استشهدنا فقط بما يقوله المسؤولون الأميركيون على اختلاف درجات المسؤولية لكان ذلك كافياً بما لا يدع مجالاً للشك حول طبيعة هذا الدور المتناغم مع الإرهاب والفوضى والدمار.
فمن ينسى قول الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في أوج دعم بلاده للجماعات المسلحة في سورية “إن الحديث عن معارضة معتدلة في سورية هو فانتازيا” أي خيال، ولعل الاستخبارات الأميركية التي كانت تشرف على نشاط تنظيم القاعدة من أفغانستان إلى العراق وصولاً إلى نشوء تنظيمي “داعش” ولاحقاً “جبهة النصرة”، هي أكثر من يعرف حقيقة الإرهاب الذي تواجهه سورية، ولعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان أكثر صراحة ووضوحاً حين أكد بأن إدارة أوباما هي من أسس تنظيم داعش، رغم أن ترامب لم يقصر في دعم التنظيم وإن ادعى محاربته في سورية.
اليوم تأتي شهادة جديدة حول العلاقة الأميركية المشبوهة مع تنظيم القاعدة (فرع جبهة النصرة) من قبل جيمس جيفري الذي كان يشغل منصب ما يسمى”السفير الأميركي في سورية”، فرغم قيام الخارجية الأميركية بتصنيف جبهة النصرة “القاعدية” التي يتزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني كمنظمة إرهابية منذ العام 2013 وعرضها مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله، إلا أن المقابلة التي أجراها مراسل FRONTLINE مارتن سميث مع هذا المتزعم الإرهابي، تقدم دلائل واضحة وأدلة دامغة على العلاقة بين الطرفين، وتبين تقاطع المصالح بين واشنطن وهذا التنظيم الإرهابي، ومن هنا نستطيع أن نفهم كيف يستميت نظام أردوغان وهو أحد حلفاء واشنطن في الحرب على سورية في الدفاع عن التنظيم وتقديم كل الدعم اللوجستي الذي يحتاجه التنظيم لاستمرار عصيانه المسلح في محافظة إدلب، حيث تعتبر تركيا الرئة التي يتنفس منها هذا التنظيم.
يقول جيفري، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية و”ممثلاً خاصاً” لبلاده في سورية ومبعوثاً خاصاً لما يسمى “التحالف الدولي” لهزيمة داعش خلال إدارة ترامب، إن منظمة الجولاني “ويقصد جبهة النصرة” كانت “رصيداً” في استراتيجية أميركا في إدلب، ثم يضيف في مقابلة أجراها معه سميث “هم الخيار الأقل سوءًا من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب، فإدلب هي واحدة من أهم الأماكن في سورية، وهي واحدة من أهم الأماكن حاليًا في الشرق الأوسط”.
من الواضح أن واشنطن تعول كثيراً على جبهة النصرة الإرهابية من أجل تنفيذ استراتيجيتها المعطلة للحل السياسي في سورية، والإبقاء على ديمومة الصراع بهدف الضغط على الحكومة السورية وابتزازها في العديد من الملفات الإقليمية، فـ”داعش والنصرة” هما فرعان لتنظيم القاعدة المصنف أميركياً ودولياً كتنظيم إرهابي، فلماذا تشكل واشنطن منذ العام 2014 تحالفاً دولياً “وهمياً” بقيادتها لمحاربة داعش، ثم تتجاهل وجود الفرع الآخر للقاعدة الذي لم يكن أقل سوءاً بانتهاكاته وجرائمه بحق المدنيين السوريين عن تنظيم داعش، ففي سجل التنظيم، الذي بدل اسمه مرات عديدة بناء على أوامر أميركية وتركية لنفي صلته بالقاعدة، مئات العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين السوريين والمنشآت المدنية والصحية والتعليمية والخدمية في سورية، كما وثقت منظمات حقوقية الكثير من أعمال التعذيب والانتهاكات من قتل وحرق وتمثيل بالجثث بحق الأسرى والمعتقلين لعناصر التنظيم الإرهابي.
في المقابلة التي أجرها المراسل سميث مع الإرهابي الجولاني متزعم جبهة النصرة يقول الأخير إن دوره في محاربة “الدولة السورية” وداعش، وفي السيطرة على منطقة فيها ملايين النازحين السوريين الذين يمكن أن يصبحوا لاجئين، عكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب، ثم أضاف: “إن جماعته ـ أي هيئة تحرير الشام الإرهابية حالياً- لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، ويجب على الحكومة الأميركية إزالته من قائمة الإرهابيين المصنفين”.
قال الجولاني لسميث: “أولاً وقبل كل شيء، لا تمثل هذه المنطقة تهديدًا لأمن أوروبا وأمريكا.. هذه المنطقة ليست نقطة انطلاق لتنفيذ “الجهاد” الأجنبي”.

في المقابلتين يتضح تماماً تقاطع المصالح بين واشنطن والتنظيم الإرهابي، فواشنطن تشيد بالتنظيم وتعتبره من أساسيات استراتيجيتها في سورية، ومتزعم التنظيم ينفي أي نية أو أي رغبة باستهداف مصالح أميركية وغربية، بل هو يضع نفسه وتنظيمه في خدمة الغرب، لتنفيذ الأجندة الأميركية في سورية، رغم أنه شكل على مدى عقدين خارطة للتشدد والعنف والإرهاب في كل من سورية والعراق، وقد سجنه الأميركيون ثم أفرجوا عنه، حاله حال متزعم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
يذكر أن الجولاني سعى لإبعاد جماعته الإرهابية علناً عن تنظيم القاعدة وأعاد تسميتها بـ”جبهة فتح الشام”، بعد أن اندمج مع مجموعات إرهابية متطرفة أخرى عام 2017، ليتم تشكيل ما يسمى “هيئة تحرير الشام” المعروفة اليوم بهذا الاسم، وكلها خطوات متفق عليها مع كل من الجانبين الأميركي والتركي، من أجل تعويم الحركة وإدخالها في ما يسمى الحل السياسي، رغم تفاهمات آستنة بين الدول الضامنة للحل السياسي في سورية “روسيا وإيران وتركيا” التي تصنف التنظيمات الموجودة في محافظة إدلب كجماعات إرهابية يجب إخراجها من المحافظة قبل الولوج للحل السياسي، لكن مماطلة النظام التركي بتنفيذ تفاهمات آستنة ومحاولاته اللعب والرقص على كل الحبال السياسية بين واشنطن وموسكو، وكذلك الفيتو الأميركي هو الذي أفضى إلى الوضع الراهن في محافظة إدلب وساهم في تأخير حسم هذا الملف.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا