الثورة أون لاين -غصون سليمان:
اربع وسبعون محطة متجددة من عمر الزمن النضالي ، أضاءت على حياة السوريين وعيا وقدرة على العطاء والانجاز، بعدما عاشوها بطولها وعرضها فعلا وسلوكا في مسيرة النهج والتصحيح والمسار والبناء .
فالولادة لم تكن متعثرة بقدر ماكانت مخاضا حقيقيا أشرف عليها حزب متنور بعث في أخاديد الروح نبض المجتمع ، منتصرا على صراع الوهم والتضخم، ورغبات التقسيميين والمستغلين.
حزب اخذ على عاتقه سيرورة ولادة التغيير الايجابي والانتقال من حالة الضعف والتفرقة والتمزق إلى حالة القوة،محركا الطاقات الكامنة لدى أبناء الشعب السوري والعربي من خلال البناء النفسي والاجتماعي في اطار المظلة الوطنية والقومية بابعادها السياسية والعسكرية ..
لقد أسس حزب البعث بمعادلة الاتقان لمرحلة من الثقة تنامت واستنبتت حقائق المجتمع،ماعزز التلاحم بين الحزب كفكر وبين الشعب الوفي المعطاء ،فغدا بحق حزب الجماهير ولايمكن لأحد أن ينفي عنه هذا الدور وهذا الوصف ،فهو الذي نطق بهواجسها ،وتوقد بأحلامها وسعى من أجلها ومازال طيلة هذه السنوات،مغتنيا بنضالها ،فهي الدافع والهدف وهي الأداة والمبتغى،وخير دليل على ذلك مواجهة السوريين على مدى عشر سنوات لأدوات الإرهاب وداعميه.
لقد ادرك مفكروا ومؤسسوا حزب البعث العربي الاشتراكي ،أن لاقيمة للأفكار مهما سمت ولمع بريقها مالم تكن قادرة على الفعل وتغيير الواقع بصورة ايجابية .لذلك كان فكر الحزب المنصهر بنهج التصحيح والملهم والمستنبط لمشاريع النهضة العمرانية حيث الاستراتيجية التنموية بعيدة المدى والتي صاغها بعقل منفتح وارادة صلبة القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الاسد الذي خاض مع شعبه وجيشه أعتى الضغوطات والحروب، وجعل من سورية حجر الرحى ومركز القرار في المعادلات الاقليمية والدولية لطالما جعل من جوهر الحزب تلك الرئة التي تضخ الاوكسجين النقي الى خارج حدود البلاد إلى جسد الأمة العربية، وهذا السلوك والنهج عززه أفق ورؤية السيد الرئيس بشار الأسد ولاسيمها استمرار دعمه للمقاومة والوقوف إلى جانبها في لبنان وفلسطين،وعمل على تطوير البنا ء الداخلي بكل ماتتطلبه حركة القوة والتقدم والتطور ، الأمر الذي لم يرق لأعدائنا وفي المقدمة الامبريالية العالمية والكيان الاسرائيلي ودول الاستعمار الغربي وغيرها من الدول الرجعية العربية .
هؤلاء جميعا حاولوا الانتقام والثأر بكل عناصر الحقد والبغضاء من شعارات الحزب الوحدوية باختلاق شعار الربيع العربي لتبييض وجوه السفهاء الذين تنكروا لسورية دورها في صون كرامة العرب من المحيط إلى الخليج .وكي لاتكون سورية السد المنيع والحصين في في وجه الكيان الغاصب، فكانت حربهم العدوانية بكل الاتجاهات وعلى جميع المستويات ،من قتل واجرام وحصار ظالم.
إلا أن دولة المؤسسات والمشاريع والبنى التحتية التي بناها فكر الحزب القائد مع تصحيحه المجيد، وواجهت من خلالها الدولة السورية أقزام العالم ولصوصه ومجرميه بهمة جيشها وشعبها الوفي المخلص وحكمة قيادتها ،استطاعت أن تتغلب على معظم المشاريع العدوانية المرسومة والصعوبات والضغوطات التي تظهر كمتوالية هندسية بين الحين والآخر ،ومع ذلك تبقى الارادة الوطنية قادرة على التكيف وتحقيق النصر كفعل النصر العسكري لجيشنا البطل في جميع الميادين .كل عام وسورية الحزب والقائد والمجتمع بألف خير في ذكرى ميلاد الفكر المتوهج.