المرأة السورية عنوان الصمود ومرآة الهوية الوطنية

الثورة – إيمان زرزور:

لم تكن المرأة السورية يوماً مجرد فرد في مجتمع أثقلته التحديات، بل شكّلت واجهة حيّة لسوريا، اختزلت ألمها وجمالها، ومثّلت حضارتها وصمودها أينما كانت عبر حضورها الفاعل في شتى مجالات الحياة، قدّمت صورة ناصعة عن وطنها بصبرها وثقافتها وعطائها، حتى غدت رمزاً إنسانياً وسفيرة غير رسمية لبلدها في مختلف بقاع العالم.

أفضت ظروف الحرب السورية طيلة 14 عاماً، لهجرة مريرة لملايين السوريين، كانت المرأة جزءاً من هذه الهجرة، عانت مرارتها وواجهت تحديات كبيرة في سبيل الوصول إلى برالأمان، لكن لم تقف هنا تلك المرأة السورية، بل سارعت للتعايش والتأقلم مع المجتمع الجديد، واستطاعت تقديم صورة ناصعة للمرأة السورية في بلاد الاغتراب والنزوح.

واصلت المرأة السورية داخل البلاد أداء أدوارها المجتمعية رغم مشقّات المعيشة، وانهيارالخدمات، وتراجع فرص العمل، فكانت الأم المعلّمة، والمدرسة المتنقلة التي تنقل القيم والمعرفة لأبنائها في ظل ضعف النظام التعليمي، وكانت الطبيبة والممرضة والمعلمة والحرفية والفلاحة، لم تتوقف عن العطاء في أشدّ الظروف.

وفي الحي والعائلة، حافظت على التماسك الاجتماعي ونقلت العادات والتقاليد من جيل إلى جيل، مجسدة بصبرها وإيمانها وقدرتها على التحمّل، صورة حقيقية عن صلابة السوريين وعمقهم الإنساني.

مثّلت المرأة السورية في دول اللجوء والاغتراب وجهاً حضارياً لوطنها، بعد أن اضطرت ملايين السوريات لمغادرة البلاد نتيجة الحرب، في الجامعات، تألقت الطالبات السوريات علمياً، وفي الإعلام، برزت الصحفيات والمراسلات والمثقفات كأصوات تعبّر عن قضايا الوطن، بينما ساهمت كثيرات في نشرالثقافة السورية من خلال المطاعم، والحرف اليدوية، والموسيقا، والمنتجات التقليدية، فعرّفن العالم بسوريا عبر فنّها ومطبخها وتراثها، من أوروبا والخليج إلى تركيا وأميركا اللاتينية.

ورغم الغربة، تمسّكت المرأة السورية بجذورها، وحرصت على نقل هويتها إلى أبنائها، فعلّمتهم اللغة العربية، وروَت لهم الحكايات الشامية والفلكلور الريفي، وارتدت لهم الأزياء السورية في الأعياد، واحتفظت بالعادات والتقاليد في المنافي كما في الوطن، لتحمي سوريا من الذوبان في ثقافات أخرى، وتبقيها حاضرة في الذاكرة والوجدان.

فقد شكّلت النساء السوريات في بلدان اللجوء والجاليات صوتاً صادقاً للوجع السوري، وأسهمن في إيصال معاناة الشعب إلى المنابر الدولية، وفي الوقت ذاته حافظن على التراث والثقافة في وجه محاولات الذوبان في المجتمعات المضيفة.

آخر الأخبار
لجنة تطوير البلديات.. خطوة واعدة نحو مستقبل سوريا المشرق دخول قافلة محروقات تحمل 120 ألف ليتر إلى محافظة السويداء دعم مراكز اللشمانيا في حلب بالآزوت السائل وأطباء جلدية مشروع دمشق الكبرى مطلب قديم .. م. ماهر شاكر: يبدأ من تنمية المدن والمناطق المهملة نقل الغاز الأذربيجاني لسوريا  ..انعكاس إيجابي على المواطن والإنتاج  أطفال النادي البيئي بدمشق يتعرفون على مهام مديرية الدفاع المدني حالات فساد وهدر للمال العام في عدد من الوحدات الإدارية في طرطوس الرياضات الالكترونية.. اقتصاد رقمي جديد وفرصة استراتيجية لسوريا خبير اقتصادي لـ"الثورة": الغاز الأذربيجاني سينتج 1300ميغا واط كبداية للتعافي مجلس الشعب القادم.. من هيمنة الحزب الواحد إلى اختبار المشاركة الشعبية نحو إنتاج واقع انتخابي جديد  يكرس الديمقراطية بصورة صحيحة لقاءات شعبية ودبلوماسية.. والغاية إنجاح العملية الانتخابية القادمة من التصفيق إلى التشريع.. انتخابات مجلس الشعب على طريق بناء الديمقراطية سوريا تعود للمشاركة بفعاليات الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة انتخاب مجلس الشعب القادم ..الدور المأمول في بناء سوريا " حصار " السويداء .. بين التضليل والتطبيل واستجداء التدخل الخارجي ترامب في خلاف معها.. إسرائيل تخسر المزيد على الصعيد الدبلوماسي العالمي  مكب باب شرقي إلى خارج دمشق تنفيذ مذكرات التفاهم الكهربائية حجر أساس في الانتعاش الاقتصادي إلغاء الموافقة الأمنية وتخفيض القيم الرائجة.. "المالية": حزمة من التسهيلات العقارية