الثورة أون لاين – غصون سليمان – ميساء الجردي – هنادة سمير:
انطلقت أعمال المؤتمر الدولي للتحول الرقمي في دورته الثالثة بقصر المؤتمرات بدمشق اليوم تحت عنوان سورية والتحول الرقمي – الفرص والتحديات.. برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس.
حيث بدأ المؤتمر أعماله بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء الأطهار والنشيد العربي السوري بعروض فنية رائعة تعكس حضارة السوريين وقدرتهم على العطاء والحياة المتجددة رغم سنوات الحرب العدوانية المقيتة، بعدها تحدث ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب قائلاً: إن المؤتمر ورغم الظروف الصعبة والتحديات التي يعقد في ظلها سيشكل طريقاً للاستثمار التكنولوجي الحقيقي في سورية، وبوابة عبور نحو التحول الفعال، مؤكداً أنه مع الاتجاه العالمي نحو تزايد الاعتماد على الوسائل الرقمية وفي ظل التوسع لاستخدام الانترنت أصبح من الضروري تطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسات والجهات الحكومية العامة والخاصة. لافتاً إلى أنه رغم قسوة الدمار والإجرام فإن الحكومة تتابع تنفيذ الحكومة الالكترونية باهتمام بالغ من خلال الإشراف المباشر عليها وتنفيذ العديد من المشاريع الهامة عبر الوزارات المختصة وأهمها وزارة الاتصالات المعنية به بشكل مباشر حيث تم مؤخراً وضع عدد من مشاريع الخدمة التي تصب في بناء البنية الأساسية، للحكومة الالكترونية والتي أهمها مركز التصديق الالكتروني، مركز خدمة المواطن الالكتروني، ومنظومة المعاملات الالكترونية، وتوسيع شبكة المعطيات السورية واستعادة الخدمة وتحسينها وخاصة في المناطق التي تم تحريرها.
وبين ممثل راعي المؤتمر أهمية الدور الكبير للتحول الرقمي في تعزيز التواصل والشفافية وزيادة سرعة المعالجة، والكفاءة التشغيلية، والحد من هدر المال والوقت، حيث اتضح للعالم أجمع أهمية زيادة القدرات الرقمية ووجوب الاعتماد عليها في جميع المجالات ولا سيما في المجالين التعليمي والاقتصادي. مؤكداً أن المؤتمر يعد فرصة ومنصة مثالية لاكتساب المعرفة المتعمقة، واستكشاف العقول النيرة بهدف تشجيع الاستثمار في التنمية المستدامة للاقتصاد الرقمي.
اتفاقيات تعاونية..
وبعد أن عبر عن أهمية المؤتمر الذي يقام تحت مظلة بيت العرب.. تحدث الدكتور والخبير الدولي طلال أبو غزالة عن توقيع أربع اتفاقيات تعاونية في مجال التحول الرقمي مع منظمات وأجهزة الجامعة العربية، مؤكداً ضرورة وحتمية التوجه الرقمي الذي ليس منه مهرب، والتي تعتبر التجارة الالكترونية إحدى بداياته.
وبين أبو غزالة أن المجتمع الرقمي هو بمثابة الجهاز العصبي بالنسبة للجسد في مجتمع يحرك فيه الانترنت كل شيء، لافتاً إلى أن ما نتعلمه اليوم هو كيف نصنع الأجهزة المطلوبة للتحول الرقمي صناعة عربية بالكامل رغماً عن المعارضة الدولية الكبرى.
وأشار في كلمته إلى إنشاء أول جامعة عربية رقمية بعد أن اصبحت المعرفة متاحة في الانترنت للجميع وهي أفضل ما يملك حالياً. منوهاً أنه ليس مطلوباً من الحكومات في هذا التطور سوى تأمين الاتصال بالانترنت. مشيراً إلى بحر هائل من الفرص والاختراعات في ظل العالم الرقمي الجديد.
دعم المشاريع الحكومية..
وعبر الدكتور محمد فرعون رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية عن فخره واعتزازه بهويته السورية وانتمائه لهذا البلد الذي وقف صامداً بعز وإباء وشموخ رغم سنوات الحرب العجاف، وقال: علينا أن نستعد لإعادة إعمار وطننا الذي نحب كل بمجاله واختصاصه وخبراته ومن هنا تم التقدم إلى مجلس إدارة الاتحاد لانعقاد الدورة الثالثة للمؤتمر على أراضي سورية حيث تمت الموافقة بالإجماع انطلاقاً من ترسيخ مبدأ التعاون لدعم التحول الرقمي في البلاد العربية الذي يعد أهم مبادىء الاتحاد.
وبين أن انعقاد المؤتمر يأتي انطلاقاً من دعم السيد الرئيس بشار الأسد لكافة الفعاليات التي تسعى للتنمية الفكرية وتحقيق النماء الاجتماعي والاقتصادي وتقديم كافة متطلبات عملية التحويل.
وإيماناً من الاتحاد العربي بأهمية المعرفة لكونه من الفعاليات الهامة التي ستسهم في دعم المشاريع الحكومية واستقطاب الجهات الاستثمارية الدولية وهذا من شأنه أن يسرع الحركة الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وهو منصة لتبادل الخبرات بين المشاركين واكتشاف العقول النيرة في هذا المجال والاطلاع على أحدث التقنيات واستثمارها بالصورة الصحيحة.
وأشار إلى دور الاتحاد في تجاوز الصعوبات للسير لتحقيق التحول الرقمي من خلال الاستفادة من الخبرات الناجحة لتكون علامات واضحة لتطوير الاستراتيجيات آملاً الخروج بتوصيات ومخرجات يستفاد منها في دفع عملية التحول الرقمي في سورية.
بعد ذلك بدأت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان التحول الرقمي في سورية ” حتمية التطبيق ما بين الفرص والتحديات.
هذا ويعد المؤتمر الدولي للتحول الرقمي
الذي أطلقه الاتحاد العربي للتجارة الالكترونية بالتعاون مع المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات، بحضور الجهات الحكومية المحلية والعربية والأجنبية التي تعنى بالتحول الرقمي في سورية من صناع قرار وباحثين أكاديميين ومستقلين. ملتقى علمياً مهنياً ودورياً يجمع الباحثين والخبراء في مجال التحول الرقمي، وصناع القرار والمستثمرين. ويعمل على ترسيخ العمل الدولي لتحقيق النجاح في التحول الرقمي للبلدان، وتسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا.
يحضر المؤتمر كل من دول مصر، الإمارات، سلطنة عمان، تونس، الجزائر، العراق، الأردن، لبنان، السعودية، الكويت، اليمن البحرين، روسيا، النمسا، اليونان، الهند، سويسرا، حيث سيقدم جميع المشاركين خبرتهم على الطاولة في مجال التحول الرقمي.