الثورة أون لاين- غصون سليمان- ميساء الجردي- هنادة سمير:
مع بدء أعمال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي في قصر المؤتمرات بدمشق ( تحت عنوان سورية والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات) تناول المشاركون واقع وتحديات التحول نحو الاقتصاد الرقمي، الذي يشكل أحد التوجهات الرئيسية في مجال عالم التحول الرقمي، وهو أحد المحاور الهامة في المؤتمر، التجارة الإلكترونية كحجر أساس في التحول الرقمي ودعمها للاقتصاد الوطني، وأمن المعلومات في ظل التحول الرقمي في سورية.
الدكتور ايهاب أبو الشامات نائب رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية في تصريحه لموقع الثورة أون لاين أكد على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الحالي لدعم المشروعات الإلكترونية، والدفع نحو التحول الرقمي وخاصة أن المؤتمر احتضن حضوراً كبيراً، وعدداً واسعاً من المشاركين الذين استفادوا من التجارب الأجنبية والعربية في التحول الرقمي لدى الشركات والمؤسسات التي عرضت ما توصلت إليه في هذا المجال.
وأثنى أبو الشامات على الحضور اللافت للشباب السوريون الراغبين بالاستماع والمناقشة، على أننا في اليوم الثاني، وبصورة ورسالة هامة يجلس الشباب السوري على المدرجات وهم يستمعون إلى آليات التحول الرقمي ويسعون لمعرفة كيفية تأسيس الشركات الإلكترونية.
وبيَّن أننا في هذا المؤتمر نبدأ من حيث انتهى الآخرون لنبني على تجاربهم، وقد أثبتنا للعالم أننا شعب حي وجبار وقادرون على صنع المستحيل.
الدكتورة نبال إدلبي مديرة الابتكار في اللجنة الاقتصادية للإسكو أكدت على ضرورة القدرة على التعامل مع البيانات لكونها عصب المرحلة القادمة في معالجة واستخراج الأمور المفيدة منها، وتطبيقها في الحياة العملية، مشيرة كيف ظهرت أهمية البيانات المفتوحة منذ عدة سنوات في الدول المتقدمة، وواصلت انتشارها بشكل متواضع في الدول الأخرى حيث يظهر هذا المفهوم على الساحة في المجال الرقمي على نطاق واسع.
وتحدثت إدلبي حول البيانات الحكومية المفتوحة التي تشكل تقاطعاً مع عدد من المفاهيم ومنها الانفتاح على المعلومات، والذي شكل منهجا جديدا من أجل الشفافية التي يطالب بها المواطنون عادة في جميع أنحاء العالم، لافتاً أن البيانات المفتوحة تسمح بخلق قيمة اجتماعية واقتصادية يمكن استثمارها في جميع القطاعات وليس فقط بالقطاع الذي أنشئت منه، بحيث تصبح التقنيات متاحة للجميع، ويمكن ان يستفيد منها المجتمع ككل.
المستشار القضائي الدكتور عمار مرشحة كان حديثه حول القاعدة التشريعية في سورية للتحول الرقمي تحدث عن ضرورة وجود منظومة تشريعية متكاملة في سورية وفي المنطقة للانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الرقمي والذي يعتمد على مقومين أساسيين هما: الإدارة الالكترونية والتجارة الالكترونية، وبالتالي وجود دورة متكاملة متسلسلة هو أمر ضروري لأن الانتقال مباشرة إلى التجارة الالكترونية دون أن يسبقها إجراءات مناسبة يمكن أن يخلق مشكلة عديدة.
وبيَّن مرشحة أنه في سورية توجد عدة إجراءات تشريعية وخاصة عندما صدر التوقيع الإلكتروني منذ عام 2009 الذي وضع منظومة خاصة للتصديق الإلكتروني، كما صدر القانون 3 لعام 2014 الذي نظم المعاملات الكترونياً، وتبعه إصدار قانون متعلق بجرائم التواصل الاجتماعي والمعلوماتية عام 2011، كما تم إحداث الشركة السورية للقطاعات الإلكترونية عام 2013، وهي عدة إجراءات تشريعية تصب في هذا التوجه.
وأكد المستشار مرشحة على ضرورة الانتباه إلى وجود جهة قضائية تتولى معالجة هذه المنظومة، ويجب أن يكون هناك فلسفة خاصة بالقانون المدني لاستيعاب هذه الإجراءات القضائية المتخذة فيه، لافتاً إلى الموقف القضاء من موضوع التحول الإلكتروني، وخاصة من جهة العدالة الجنائية والعقوبات و الضمانات الدستورية وهي أمور يجب أن تكون على طاولة البحث.
* الداتا نفط العصر..
وقدم المستشار في مجال العمل الحكومي باستخدام التكنولوجيا الدكتور عباس بدران عبر المنصة الافتراضية من لبنان محاضرة بعنوان قيادة التحول الرقمي الاستراتيجية تحدث فيها عن أهمية اقتصاد المعرفة في الوقت الحاضر الذي أصبحت فيه البيانات أو الداتا هي نفط العصر الحالي، وبيَّن أن التحول الرقمي هو عملية تغيير ينبغي أن تقودها الحكومات، وأن الحكومات الأكثر تقدماً في هذا المجال تتمتع بعدة ميزات منها أن تكون استراتيجيات التحول عندها متوافقة مع قدرات التنفيذ الحالية، وأن تتوفر لديها منصة موحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية المتمحورة حول المواطن. إضافة إلى توافر وتكامل خدمات البنية التحتية الرقمية، ووجود هيكلية تنظيمية لإدارة شؤون الحكومة الرقمية، ووجود قيادي يتولى توجيه السياسات الرقمية طويلة الأمد.
وأوضح بدران أن التحول الرقمي الحكومي يتطلب تغيير النموذج المتعارف عليه للحكومات الكلاسيكية لتكون هناك استراتيجيات ومهارات بشرية وخدمات وإجراءات وسياسات عامة جديدة، وبحيث يصبح لدى المواطن عدة قنوات للوصول إلى هذه الحكومة، وتكون الوزارات عبارة عن ناقل، وتكون الحكومة مدعومة بإجراءات آلية ويتوفر التوافق بين البيانات كافة.
وخلص إلى القول بأن التحول الرقمي هو عملية تغيير جذرية تحتاج إلى قيادة حكيمة تنظر إلى الصورة الكلية وليس إلى الجزئيات وتشتمل على مجموعة تحولات وهي التحول التنظيمي يستهدف الهيكليات والأدوار، وتحول ثقافي بحيث يتقبل الموظفون التغيير ويعدون أنفسهم جزءاً منهم. وتحول تشريعي وإجرائي بإعادة هندسة الإجراءات. إضافة إلى التحول البشري على مستوى المجتمع أو القوى العاملة والقيادات، وتحول تقاني بحيث يتوفر إطار عمل وخدمات تطبيقات واستراتيجية لأمن المعلومات.
*إعلام وتعليم
وحول تأثير عمليات التحول الرقمي على بنية الإعلام بشكل عام وكيف له أن يكون توعوياً وتثقيفياً مع وجود محددات لابد منها، وبالتالي ماهو الدور المناط بالإعلام والإعلاميين.
الاستاذ علي الاحمد المستشار الإعلامي أشار إلى أن الإعلام هو من أصل الكلمة، إعلام وتعليم، والإعلام هو أول المتأثرين والمؤثرين في موضوع التحول الرقمي، حيث كان إعلاماً تقليدياً في المسموع والمقروء والمرئي، بينما الإعلام الرقمي اليوم غيَّر المفاهيم التي كان لها علاقة بالإعلام، لأن النخب هي التي كانت تقود فيما اليوم يشارك الأفراد في كل شيء، لافتاً إلى أن التحول الرقمي لايمكن أن يكون داخل جدران القاعة، وإنما يتطلب الولوج الى كافة شرائح المجتمع كمعيار لنشر الثقافة والتوعية، وهذا يحتاج لوسائل وادوات الإعلام بوسائله المختلفة باعتباره الأكثر قوة وتأثيراً وحضوراً.
وأكد الأحمد أن الإعلام الرقمي بالذات هو حاضر في كل لحظة وبين أيدي الجميع، لكن أهم مايميز الإعلام هو جودة المحتوى كي لايفقد الثقة، مايستدعي تكامل جميع العناصر بين مؤسسات الدولة، فالإعلام هو الذي سينقل المواضيع ويحولها إلى برامج تدرس سيكولوجيا الجماهير، وتستطلع الشارع، وترصد مكامن الخلل، وغيرها.
تضمنت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الذي ينظمه الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية بالتعاون مع المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات معرضاً لهيئة التميز والإبداع بعنوان (مخترعون ومتميزون من سورية.. محلياً وعالمياً)