حبر على ورق

تعتبر المؤسسة السورية للتجارة أحد أهم أذرع وأدوات الدعم الاجتماعي كما يناط فيها مهمة التدخل الإيجابي والذي وعلى الرغم من إعلان الحكومة السورية استمرارها في هذا التدخل عبر تخصيص مبالغ ضخمة من الموازنة العامة للدولة في كل عام يقدر بعشرات المليارات من الليرات السورية إلا أن واقع الحال يشير إلى التخلي عن دعم هذه المؤسسة في دورها الهام بالتدخل الإيجابي ليبقى الدعم المعلن عنه حبراً على ورق.
اليوم سأتحدث عن جزئية محددة تتمثل في دور السورية للتجارة في تأمين المواد المقننة والتي توزع عبر البطاقة الذكية أو التي أصبحت تسمى الإلكترونية اليوم فالمؤسسة التي وضعت بحكم عملها ودورها في الوجه تقوم بتأمين هذه المواد من مواردها الذاتية الأمر الذي يفسر عدم قدرتها على تأمين كامل الكميات المطلوبة على مستوى سورية فهي تشترتي هذه المواد بسعر السوق من الموردين لتقوم ببيعها بالسعر المدعوم اي بأقل من ثمنها السوقي الأمر الذي مازال يحملها حجماً كبيراً من الأعباء المالية ويحد قدراتها على تحقيق الأرباح وسد فجوة التركة الثقيلة من الديون التي حملتها بعد قرار الدمج وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال محق ومنطقي.
لماذا لا تتدخل وزارة المالية في تحمل هذه الفروقات من الكتلة المخصصة للدعم الاجتماعي المحدد في الموازنة العامة للدولة…؟.
الدعم الحكومي المقدم للسورية يتمثل في السلف المالية التي تقدم للمؤسسة بشكل دوري إلا أن المشكلة أن هذه المبالغ لا تقدم كهبات للمؤسسة أو تحت بند تغطية فروقات الأسعار بين السعر السوقي والمدعوم لبيع المواد المقننة، فالسلف هي بمثابة دين من الخزينة للمؤسسة التي يتوجب عليها إعادته دون نقصان أو خسارة في الوقت الذي تتحمل فيه السورية للتجارة عبء تأمين هذه المواد مع الخسارة وبالتالي فالسلف الممنوحة للمؤسسة لا تغطي فروقات الأسعار التي بالنتيجة لا تحول إلى المؤسسة بل تحتسبها وزارة المالية تسديداً للسلف القديمة قبل الدمج و السلف الجديدة.
وهذا ما أوقع المؤسسة في عجز مالي كبير يقدر ب ٦٠ مليار ليرة سورية ناهيك عن المسؤولية الشعبية أمام الجمهور الذي لا يدرك إلا أن السورية هي من يتوجب عليها تأمين هذه المواد وهي من يلقى عليها اللوم جراء أي تقصير ولعمري فإن هذا الواقع ليس بعادل ولا منطقي تجاه جهة تعتبر الأداة والذراع الأقوى للتدخل الإيجابي.

على الملأ – باسل معلا

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً