سياسيون وكتّاب وإعلاميون عرب للثورة: واشنطن وأتباعها لا يعترفون بهذه الانتخابات ولا بنتائجها لأنها ستفضح تضليلهم وستعري مخططاتهم
الثورة أون لاين – هلال عون:
يرى الكثيرون أنه إذا كانت هناك دولة في هذا العالم لعبت دوراً في إسقاط الهيمنة الأمريكية على العالم وحالت دون استمرار حالة الأحادية القطبية التي سعى إلى تثبيتها المتطرفون في البيت الأبيض، فإن هذه الدولة هي سورية بصمودها وقدرتها الأسطورية على خوض المعارك والحروب وتكييفها وانتزاع الانتصارات.. صحيفة “الثورة” تتابع حواراتها مع سياسيين وكتّاب وإعلاميين عرب لتستطلع آراءهم حول هذه الحقيقة وحول الانتخابات الرئاسية السورية الحالية وأهميتها في ظل التحولات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم ومنطقتنا بشكل خاص.
الأخرس: على العالم احترام إرادة وخيارات الشعب العربي السوري
الأسير الفلسطيني المحرَّر ماهر الأخرس، صاحب معركة الأمعاء الخاوية مع الاحتلال الصهيوني، قال في حوارنا معه: تحية العروبة والمقاومة لسورية التي انتصرت على المؤامرة الكونية التي قادتها ضدها أمريكا والصهيونية العالمية وأتباعهما في العالم.
وأضاف: الانتخابات الرئاسية السورية الآن ستكرس وتجذر هزيمة الإمبريالية الأمريكية، وستنهي المؤامرة الدولية على سورية، ويجب على العالم احترام إرادة الشعب العربي السوري واحترام خياراته.
ورأى أن أمريكا لا تعترف بهذه الانتخابات لأنها ستنهي هيمنتها على منطقتنا وستفشل مخططاتها ومؤامراتها لتركيع سورية وتقسيمها.
وأوضح أن نتائج الانتخابات لن تأتي على الهوى الأمريكي، لأن الشعب العربي السوري الذي قدم التضحيات والشهداء هو شعب واع، ولن يبيع دماء شهدائه، ولن يفرط بحقوقه.
وعن العلاقة بين الصمود العربي السوري والصمود الفلسطيني، قال: العلاقة هي علاقة طردية واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، فلو حدث انكسار – لا قدّر الله – للصمود العربي السوري، فبالتأكيد كان ذلك سيؤثر على صمود الشعب الفلسطيني سلباً، وما كان لصمود الشعب الفلسطيني أن يستمر لولا صمود سورية وقيادتها وجيشها وشعبها.. مضيفاً بأن المصير واحد لشعبنا في سورية وفلسطين، ونصرنا في محور المقاومة سينعكس على كامل المحور، وهو نصر لكامل المحور، مبيناً أن سبب معاداة الغرب لسورية هو دعمها للمقاومة. واختتم الأسير المحرر ماهر الأخرس حديثه بتقديم التحية لسورية شعباً وجيشاً وقيادة.
غدار: سورية لم ترفع راية بيضاء في تاريخها
رئيس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار – لبنان- قال في حديثه للثورة: باختصار شديد، وبفخر واعتزاز، ولأنها سورية التي لم ترفع راية بيضاء في تاريخها قط.. ولأنها سيدة الأمم ومنشئة الحضارات وأرض الرسالات لم ولن تقبل إملاء من أحد مهما علا كعبه، فلها أجندتها ومواقيتها ودقات ساعتها تضبط أمورها وتلزم العالم أن يتعامل معها كما تريد هي.
وأضاف: في الحرب العالمية العظمى التي خاضتها بكفاءة واقتدار وتنجز أثمن نصر في تاريخ الحروب تُجري استحقاقها الرئاسي متمكنة مطمئنة سائرة بوعي إلى النصر والى حقبة النهوض والريادة وقيادة الشرق والعرب وإقليمهم وعصرنته لتعود الأمة سيدة حرة موحدة.
وأوضح الدكتور غدار أن أمريكا دولة عدوانية باغية، فعلت كل ما استطاعت ضد سورية وقادت أشرس الحروب والمؤامرات وفشلت، بل هزمت وتأزمت في بنيتها وخسرت رهاناتها وبددت قوتها وتحالفاتها.. لكل هذا هي تحاول الحؤول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولكن موقفها ليس مهما لسورية ولشعبها الأبي ولجيشها الأسطوري، وطبيعي أن يكون موقفها معادياً للانتخابات فهي عدو غادر متورط بالدماء العربية السورية ولا فرق عند سورية إذا أقرت أمريكا وقبلت بالانتخابات ونتائجها أو لم تقبل.. فلتشرب مياه البحر.
جابر: مخطط أمريكا في سورية فشل
رئيس التجمع الإنمائي لساحل بيروت الجنوبي الأستاذ يوسف جابر قال للثورة: إن قرار إجراء الانتخابات في موعدها، ورغم أنه تعبير عن الاستقرار واحترام الدستور وحقوق المواطن السوري، إلا انه يحمل دلالات تؤكد على انتصار سورية وقيادتها ونجاحها في إفشال أخطر مؤامرة تعرض لها وطن في هذا العصر.
وأضاف: الانتخابات هي فعل والتزام بالدستور، وفي الوقت ذاته إعلان تحدٍّ وانتصار تستحقه سورية بما قدمته من تضحيات في الميدان ومن ذكاء في السياسة.
ورأى أن عدم اعتراف أمريكا بنتائج الانتخابات في سورية هو أمر بديهي يكرسه اعتراف أميركي بفشل مخططها الذي جندت له موازنات ضخمة، وحشدت من أجله مرتزقة ومجرمين من كل أصقاع الأرض.
والأخطر أنها حددت أهدافها مباشرة أو عبر عملائها في المنطقة وهو محاولة تبديل شكل النظام السياسي في سورية تمهيداً لتغيير وجه سورية ودورها، وذلك مقدمة لتحقيق أحلام الصهيونية، التي لا يوجد عائق أمامها سوى سورية في قيادة محور المقاومة الداعمة لقوى المقاومة في المنطقة.
وتوقع أن تستمر روح التحدي والمقاومة والدفاع عن الحقوق والمقدسات نتيجة الانتخابات.
عوض: سورية تنهي العشرية السوداء وتتحفز لعشرية البناء والنهوض
الباحث والإعلامي والكاتب السياسي الأستاذ ميخائيل عوض قال لصحيفة الثورة: إن إجراء الانتخابات السورية في موعدها الدستوري المحدد هو تأكيد المؤكد.. فسورية لم تخضع أبداً لضغوط ولم تسلم قرارها أو سيادتها برغم ما تعرضت له تاريخياً من مؤامرات وحروب بلغت درجة الحرب العالمية العظمى خلال السنوات الماضية التي تصح تسميتها بالعشرية السوداء طيلة فترة الحرب وبرغم انحسار سيطرة الدولة في بعض الفترات على نسبة عالية من الأرض السورية إلا أنها وقتت استحقاقاتها الدستورية بتوقيتها هي، وأدارت الحرب ووقتت مستوياتها وأبعادها المختلفة بموجب دقات ساعتها هي و لم تعر أي اهتمام لأي مطالبات أو لأي ضغوط من أي جهة كانت.
وتابع: فالمنطقي، وسورية تنهي العشرية السوداء وتتحفز لعشرية البناء والنهوض والريادة لتشكل قوة صلبة وتعيد العروبة وتعصرنها وتعيد للعرب مكانتهم في التاريخ والجغرافيا، بل تتوثب وتقفز بهم إلى مصاف الأمم الكبرى القادرة على إعادة صياغة قوانين وإدارة الحياة البشرية على الكرة الأرضية، من المنطقي أن تعتد بنفسها و بشعبها وجيشها، وتنجز انتخاباتها الرئاسية بحسب روزنامتها هي وموعدها وعلى طريقتها هي لتؤكد أنها وهي تقاتل تفكر وتنجح في السياسة.
ورأى أن لا أهمية لما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الانتخابات السورية، ففي تاريخ سورية لم تسجل على نفسها يوماً أنها رضخت للضغوط، وعندما كانت أمريكا في عز قوتها وهيمنتها على العالم استمرت سورية، قلب العروبة والمقاومة، وساعدها ورايتها الخفاقة أبداً.
وأضاف: إن لعبت الدولة والشعب دوراً في إسقاط الهيمنة الأمريكية على العالم وحالت دون قيام القرن الأمريكي الذي سعى إليه المتطرفون في البيت الأبيض، فيعود الأثر إلى مقاومة سورية وصمودها وقدرتها الأسطورية على خوض المعارك والحروب وتكييفها وانتزاع الانتصارات.
وختم الباحث عوض حديثه لنا بالقول: تعرف سورية أنها بصمودها وفرت المنصة لصعود روسيا السريع والاستثنائي ولبلورة المشروع الأوراسي.. وانطلاقاً من منصتها تراهن سورية على كفاءتها وعلى الشعوب الحرة وعلى التحولات الجارية، لتقول لأمريكا: لقد قررنا مسيرتنا على طريقتنا وفرضنا كل العوامل والأسباب لأزمةّ داخليةٍ أمريكية ستأخذها بحسب كل التقديرات إلى الانكفاء وربما إلى الانهيار الداخلي، وكثير من الشواهد تؤكد ذلك.
الزعبي: سورية مازالت الدولة المحورية للمشروع المقاوم
رئيس تجمع إسناد لدعم سورية العميد المتقاعد والكاتب السياسي ناجي الزعبي – الأردن، تحدث للثورة قائلاً: إجراء الانتخابات الرئاسية السورية يعني أن سورية عبرت سنوات العدوان والمحاولات الأميركية الصهيونية التركية والرجعية العربية للتفكيك والتدمير والإطاحة ببنية الدولة وشعبها وجيشها وقيادتها.
ويعني أن سورية مازالت الدولة الحيوية الراسخة المحورية للمشروع الوطني المقاوم، والماضية لخوض معركة النهوض والبناء والتنمية وتجاوز الحصار والحروب الأميركية القذرة كالحصار وإحراق المحاصيل الزراعية والنفط والحرب على الليرة السورية.. الخ، مازالت سورية تواصل القيام بواجبها الكفاحي المتصدي لمشروع الهيمنة والنهب الصهيو أميركي والرجعي العربي.
وأضاف: بالطبع أميركا لن تعترف بالانتخابات السورية لان في اعترافها بها إقراراً بالهزيمة العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتبديداً لكل الجهود والمليارات واستمرار سورية قلعة للصمود والتصدي الداعم للمقاومة وتكريس الاستقلال الوطني والاقتصادي والسياسي.
واختتم العميد الزعبي قائلاً: أنا أشارك بصندوق شرف السفارة السورية بالأردن في كل انتخابات تجريها سورية.
زكي: إجراء الانتخابات ينزع ورقة الضغوط السياسية من يد أمريكا
الإعلامي والكاتب السياسي الفلسطيني – اللبناني إيهاب زكي، قال في حديثه للثورة: منذ بداية العدوان على سورية ، كانت الشرعية الدستورية هي الهدف للتصويب عليها، لما يحمله ذلك من احتمالية تقويض الدولة، وهي محاولات لم تتوقف، لذلك فإن الإصرار السوري على تدعيم هذه الشرعية، بغض النظر عن ظروف الحرب، هو جزء من حماية الدولة والحفاظ على مؤسساتها وأركانها، وإجراء الانتخابات في موعدها – بخلاف أنه حماية للدولة وللشرعية – هو استباق للمخطط الأمريكي، الذي يلحظ وضع هذه الشرعية في بازار سياسي، حيث تقدم سورية تنازلاتٍ سياسية مقابل الاعتراف بالشرعية.
وأضاف إن إجراء الانتخابات في موعدها هو خسارة أمريكية لهذه الورقة، وتجنيب السيادة السورية مخاطر المساومة.. وعدم الاعتراف الأمريكي متوقع، حيث ليس من المتوقع أن تعترف إمبراطورية تتجنب الأفول بهزيمتها.. وعدم اعترافها يأتي باعتباره كما تعتقد هي أنه جزء من الضغط على دمشق، التي أثبتت أنها لا تبدل سياساتها ومواقفها ولا تفرّط بسيادتها تحت الضغط.
وقد أثبتت سورية قدرة هائلة على حماية موقفها وسيادتها، كما أن المستقبل الذي تتجه إليه المنطقة من انقلابٍ في خرائط النفوذ، تحتاج للعقل الاستراتيجي السوري، فهو قادر على مجاراتها، بل والمشاركة بإعدادها، وهذا ما أثبتته السياسة السورية، خصوصاَ في عقد النار والحرب على سورية.