غلوبال تايمز”: واشنطن تمارس تضليلاً “نووياً” بشأن الصين

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

وجّه ثلاثة من قادة مجلس النواب الجمهوريين من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولجنة القوات المسلحة، واللجنة الدائمة المختارة للاستخبارات في مجلس النواب، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، طالبوه فيها بالتوصل إلى استراتيجية شاملة مشتركة بين الوكالات لإقناع بكين بإجراء محادثات للحد من التسلح بشأن تعزيز القوة النووية، وأشاروا في الرسالة إلى أن “الصين ستحقق التكافؤ النووي مع الولايات المتحدة بحلول عام 2029” إذا لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء.
إن وصف أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة لوتيرة التعزيز النووي الصيني وتقييمهم للمقارنة بين الصين والقوة النووية الأمريكية مليء بالأكاذيب، والغرض من ذلك هو تضليل المجتمع الأمريكي والحكومة الأمريكية، وخلق انطباع خاطئ بأن الصين والولايات المتحدة قد بدأتا سباق تسلح نووي مشابه لما حدث خلال حقبة الحرب الباردة، ولإثارة العداء تجاه الصين في المجتمع الأمريكي وكذلك في العالم الغربي.
وصف أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة الهيكل العسكري الصيني بأنه “ثلاثي الأصول النووية” وتوقعوا بأرقام مربكة أن ترسانة الصين للرؤوس الحربية ستتضاعف ثلاث مرات أو حتى أربع مرات في السنوات المقبلة، ومن المرجح أن تنتج ما يصل إلى 1000 رأس نووي بحلول عام 2030.
ومع ذلك، حتى لو وصلت جميع مؤشرات الصين إلى الحد الأقصى لتوقعاتهم، فإنها لن تصل لدرجة “التكافؤ النووي” لأن الولايات المتحدة لديها ما يقارب 6000 رأس نووي.
لن يدعم الشعب الصيني سباق تسلح نووي مع الولايات المتحدة على مستوى مماثل لما كان عليه خلال الحرب الباردة، ولكن يجب أن تتمتع الصين بقدرة كافية وذات مصداقية على توجيه الضربة الثانية، يجب أن يزداد عدد الرؤوس الحربية النووية الصينية مع نمو التهديد الاستراتيجي الأمريكي للصين، في محاولة لضمان كفاءة عالية ضد الردع النووي الأمريكي. هذا حق مقدس للصين كقوة عظمى ويشكل أيضاً أحد الأركان الأساسية للأمن القومي لها.
بعض النخب السياسية في الولايات المتحدة غير مرتاحين بشأن التعزيز النووي للصين، لكن هذه مشكلتهم الخاصة. الطريقة الوحيدة للتغلب على هذا القلق هي الحفاظ على الاحترام الاستراتيجي تجاه الصين والامتناع عن تهديدها، فالتعرض للتهديد يُعتبر من المحرمات من قبل القوى الكبرى. لا تزال القوة العسكرية الإجمالية للصين ضعيفة بالنسبة للولايات المتحدة، ولديها التزام طويل الأمد بألا تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية، وطالما أن واشنطن ليس لديها دافع أو خطة خفية، ولن تنفذ ابتزازاً نووياً ضد الصين، فلا داعي للقلق بشأن محاولات الصين تعزيز الردع النووي لأن الصين لن تتخذ أبداً زمام المبادرة للانخراط في أي ابتزاز نووي ضد واشنطن.
إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تطمئن إلى أن الصين لا يمكنها إلا أن تستسلم لتهديد نووي بدلاً من أن تكون قادرة على المقاومة، عذراً، فإنهم يطالبون بالكثير وهم بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرهم ومفهومهم الأمني.
لا يوجد سبب يجعل الصين مسؤولة عن انعدام الأمن، والأهم من ذلك هو أن الولايات المتحدة ليس لديها وسيلة لمنع الصين من زيادة الردع النووي، لقد رأينا معظم أدوات القسر الأمريكية، فلا يمكن إجبار الصين على الدخول في مفاوضات ثنائية أو ثلاثية للحد من الأسلحة النووية من دون أساس عادل، كما أن الحيل الأخرى التي تستخدمها واشنطن مثل الإقناع، لن تنجح أيضاً، فلا يمكن لأحد أن يهز الموقف المعقول والحازم للصين عندما يتعلق الأمر بالمصالح الجوهرية لها.
إن الشعب الصيني يحب السلام ويعارض الحروب وخاصة الحرب النووية. وقد تم إثبات ذلك ليس فقط من خلال التزام الصين بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية، ولكن أيضاً من خلال حقيقة أن الصين لم تخض حرباً منذ أكثر من 30 عاماً، بينما خاض الجيش الأمريكي خلال نفس الفترة من الوقت حروباً كثيرة في جميع أنحاء العالم.
وأصبحت الولايات المتحدة اليوم المتغير الأكبر الذي يثير باستمرار المواجهة بين القوى الكبرى، ولكن أكثر ما تحتاج إلى القيام به الآن هو إدارة طموحها بشكل جيد حتى يعيش العالم بأمن وسلام.
المصدر:
Global Times

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين