الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:
شهد العالم بأسره تغيرات دراماتيكية نتيجة ظهور اتجاهات جديدة على مدى العقدين المنصرمين، ومن بينها تطور التعددية، فقد قادت التطورات الاقتصادية والتكنولوجية إلى زيادة التبادلات بين الدول والترابط الاقتصادي بينها، إذ يساهم تعزيز آلية التعاون متعدد الأطراف في مواجهة الضغوط العالمية والتحديات الإقليمية مثل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم برمته.
وفي ضوء ما يواجهه العالم من تحديات، تؤدي العديد من المنظمات الدولية والآليات متعددة الأطراف أدواراً ذات أهمية في الحوكمة العالمية والإقليمية، لكن انسحاب الولايات المتحدة من بعض المنظمات والآليات شكل عقبة في مجال التعاون.
وعلاوة على ذلك، لم تخفق الآليات متعددة الأطراف وأطر التعاون في تعزيز التطور والاستقرار الإقليمي فحسب، بل أفرزت الكثير من التناقضات والمواجهات.
وفي ضوء التمسك بمبدأ التعاون المفتوح، أيدت كل من الصين وروسيا تحسين نظام الحوكمة العالمي، ولتحقيق ذلك كثفت الدولتان التعاون مع بعض الدول الأخرى والمنظمات الدولية وشجعتا على التبادلات بين الشعبين. كما دعت الدولتان المجتمع الدولي إلى بذل الجهود الملموسة بغية إيجاد حل للمعضلات العاجلة، كما طالبتا بمعالجة الخلافات والنزاعات بين الدول من خلال إجراء المشاورات البناءة.
ولتحقيق التعاون الصيني- الروسي في مجال تحسين نظام الحوكمة العالمي، وجدت الدولتان أن الضرورة تستدعي تعزيز الحوار والتعاون، لذلك لجأت الصين وروسيا والعديد من الدول الأخرى إلى التفاهم المشترك للتصدي للأزمات والتحديات القائمة، ما يوجب على الدول بذل الجهود والمساعي الحثيثة لتحقيق المصالح المشتركة، ويتمثل الأمر الأكثر أهمية في تشارك تلك الدول في رؤية موحدة للعالم تقوم على منع سيطرة ثلة من الدول على العالم برمته، بالإضافة إلى معالجة الخلافات والنزاعات عبر عقد جلسات حوارية، ورأى الطرفان أنه يتعين عليهما تنسيق التعاون بينهما لتحقيق أهداف ومطالب كل منهما بناء على الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة.
ينصب التعاون الصيني- الروسي على تحسين نظام الحوكمة العالمي وإصلاحه وفقا للجوانب الأربعة التالية:
1- ضمان تساوي الدول كافة في نظام الحوكمة العالمية، وجسر الهوة الاقتصادية القائمة بين الدول المتطورة والنامية، واحترام الدول لبعضها البعض والتواصل فيما بينها.
2- التصدي للأحادية التي تعد أسلوب تفكير وسلوك يقود إلى إلحاق الضرر بنظام الحوكمة العالمي.
3- بذل الجهود لتحسين سلطة نظام الحوكمة الدولي وتعزيزه، إذ يجب أن يكون للأمم المتحدة سلطة تمكنها من التعاطي مع القضايا الدولية، بحيث يصار إلى معالجة النزاعات الإقليمية مع مراعاة أهداف ومبادئ الأمم المتحدة.
4- تسير الحوكمة العالمية جنباً إلى جنب الحوكمة الإقليمية، إذ تلتزم الصين وروسيا في تأسيس نظام جديد للتعاون الإقليمي، عبر إقامة علاقات تعاون في القارة الأوراسية والتوصل إلى توافق في الآراء بشأن سلسلة من القضايا الإقليمية الرئيسة.
وعلى الرغم مما ذكر آنفاً، فثمة بعض الاختلافات بين الصين وروسيا بشأن مقترحات السياسة والمصالح المتعلقة بالحوكمة العالمية والإقليمية، ذلك أن روسيا ما انفكت تعالج إرث الحرب الباردة ولكن لكون الصين دولة نامية فإن لديها تاريخاً أقصر نسبياً بالنسبة للمشاركة في الشؤون الدولية والدبلوماسية المتعددة الأطراف، علاوة على ذلك فهناك اختلاف في الرؤى السياسية الدولية والأهداف الإستراتيجية في المنطقة والمناطق المحيطة.
ومع ذلك، فقد ارتفع منسوب الثقة الاستراتيجية المشتركة إلى مستويات عالية منذ إجراء المشاورات وإيلاء أهمية كبيرة للتواصل السياسي.
ونافلة القول، ترى الصين وروسيا أن تحسين نظام الحوكمة العالمي سيكون عاملاً فعالاً في صعود اقتصاد الأسواق الناشئة وتزايد مشاركة الدول النامية في المشهد السياسي العالمي، وإزاء ذلك، فإن إصلاح هذا النظام سيمكن الدول من تقاسم ثمار التنمية.
المصدر تشاينا ديلي