الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
تبدو منظومة الإرهاب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، في أصعب وأشد حالاتها عجزاً، وهذا الأمر بات يدفع بجملة من الأسئلة الإشكالية إلى السطح، لعل أهمها كان ولايزال، هل فقدت واشنطن وحلفاؤها وشركاؤها وأدواتها كل أوراقهم في الميدان؟، لاسيما وأن هذا السؤال تحديداً بات يتردد كثيراً وبشكل مضطرد داخل مؤسسات صناعة القرار الأميركي والغربي، خاصة بعد أن أصبح خيار دعم الإرهابيين والرهان عليهم الشغل الشاغل للولايات المتحدة وبشكل صريح ومعلن إلى درجة أنه بات يحتل ويتصدر أولويات السياسة الأميركية على الصعيد الخارجي.
سنوات الحرب والحصار على الشعب السوري تؤكد تلك السياسة الأميركية التي جعلت من الإرهاب رهانها الأخير وخيارها الوحيد بعد أن فقدت معظم خياراتها وأوراقها، بل إن الوثائق والاعترافات التي تتكشف وتعلن يوما بعد يوم تؤكد ذلك وتدعمه، وصولاً نحو إثبات المثبت، وهو فشل وعجز الولايات المتحدة عن تحقيق طموحاتها ومشاريعها الاحتلالية والاستعمارية، وبالمقابل تأكيد قوة وصدقية دمشق وحلفائها، خصوصاً وأن الدولة السورية قد أثبت شجاعة وصموداً لا مثيل له في الميدان رغم شراسة ودموية أطراف الإرهاب بكافة أشكالهم وألوانهم.
الإدارة الأميركية بسلوكها الحالي القائم على الحصار والعقوبات والتصعيد والتسعير وتجاهل كل القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض، لا تبدو وكأنها تندفع وحدها نحو المجهول، بقدر ما تبدو وكأنها تدفع المنطقة والعالم معها إلى حافة الهاوية وفي المقدمة الولايات المتحدة التي تصر على دعم الإرهاب كورقة أخيرة لاتزال تراهن عليها من أجل إنقاذ مشروعها الاستعماري في المنطقة، ونسف كل الحوامل والقواعد الجديدة التي خلقها صمود الدولة السورية وحلفاؤها في الميدان، وصولاً نحو إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبيل امتلاك دمشق وحلفائها لزمام المبادرة وإلحاق الهزائم المتكررة بأطراف الإرهاب الذين باتوا عاجزين عن التقدم قيد أنملة رغم كل تلك الهستيريا والجنون المنظم على مختلف الجبهات.
إن الولايات المتحدة ورغم محاولاتها المحمومة للإيحاء أمام المجتمع الدولي بأنها تجهد للبحث عن حلول سياسية تقارب من جهة التطورات المتلاحقة في الميدان، وتحاكي من جهة أخرى التفاهمات والاتفاقات الأميركية الروسية، إلا أنها لاتزال خارج سياق المصداقية والموضوعية وبعيدة كل البعد عن العمل الجاد والحقيقي في البحث عن حل سياسي نتيجة سلوكها المترنح والغامض مع حلفائها وأدواتها ومرتزقتها.
ضمن هذا السياق يمكن قراءة المرحلة المقبلة، حيث صيرورة الأحداث تبدو رغم عناوينها العريضة والفضفاضة ورغم تفاصيلها المتشعبة تارة والمعقدة تارة أخرى أوضح ما تكون، بل أبلغ في إرهاصاتها، إلى التأكيد على أن الأيام والأسابيع القادمة ستكون حافلة بمزيد الإنجازات والانتصارات الكبرى لدمشق ومحور المقاومة على وجه العموم، لاسيما بعد انتصار الانتخابات الرئاسية في سورية وإيران وهزيمة حكومة العدو الصهيوني في غزة مؤخراً.
