الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
الإجرام الصهيوني تجاوز كل الفظاعات التي وصلت إلى حد غير مسبوق من الوحشية والاقتحامات المتكررة والاعتداء على الفلسطينيين، لاسيما في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، يرافقها موجة من تجريف المزيد من الأراضي بهدف التغيير الديمغرافي عن طريق توسيع البؤر الاستيطانية وإطلاق المستوطنين لسرقة الأراضي تمهيدا لاستكمال مخطط الضم وفرض أمر واقع يقضي على أي أمل في إنهاء الاحتلال.
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت في هذا السياق أن معركة الوجود الفلسطيني في حي الشيخ جراح هي معركة الوجود الفلسطيني في القدس، وهي بكل المعاني معركة “كسر عظم”، مشددةً على أن من واجب كل مقدسي وكل فلسطيني أن يهب للدفاع عن الوجود الفلسطيني في الحي والعمل من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي وهزيمته بالكامل، بما في ذلك ضرورة إلحاق الهزيمة بسياسة الإبعاد والطرد والإحلال الاستيطاني الاستعماري بحق المواطنين المقدسيين، فأمام هذه المعركة وهي معركة الوجود بامتياز يجب أن ترتفع راية الصمود بامتياز.
وأدانت الوزارة في بيان لها بأشد العبارات جرائم الاحتلال والمستوطنين المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني عامة، وضد أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة على وجه الخصوص، محملةً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذا العدوان الهمجي الذي لا يتوقف.
وأشارت الخارجية إلى أن حكومة الاحتلال تختطف حي الشيخ جراح، وتمارس أبشع أشكال الإرهاب والقمع والحصار والتنكيل بمواطنيه بشكل يومي، وتفرض عليه حالة من التوتر الشديد جرّاء اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة لمنازل أهالي الحي ورشهم بسيارات المياه العادمة وقطع الطريق على أطفالهم ورشهم من قبل قطعان المستوطنين بغاز “الفلفل الحار”، مؤكدة أن حكومة الاحتلال تتعمد تصعيد الأوضاع ضد أهالي الحي تمهيداً لطردهم وتهجيرهم بالقوة منه، اعتقاداً منها أن ذلك سيمهّد الطريق أمامهم لإخلاء وتهجير الأسر الفلسطينية من باقي الأحياء المقدسية.
ولفتت إلى أنها تواصل العمل على إثارة قضية حي الشيخ جراح والأحياء المقدسية المهددة بالتهجير القسري على المستويات كافة وفي المحافل الدولية، وتقوم حالياً وبناءً على ردود الفعل المختلفة بالتشاور مع القيادة الفلسطينية من أجل تحديد الخطوات القادمة في هذا الشأن.
وفي سياق الاعتداءات اليومية بحق الشعب الفلسطيني، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت 22 فلسطينيا، بينهم أسرى محررون في الخليل ورام الله بالضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع تجريف قوات الاحتلال طرقا زراعية تربط بين قرى وخرب مسافر يطا جنوب الخليل، وأغلقتها بالسواتر الترابية.
وذكرت وكالة وفا نقلا عن منسق لجان الحماية والصمود في جنوب الخليل فؤاد العمور، أن جرافات الاحتلال أعادت تجريف وإغلاق الطريق التي فتحتها لجان الحماية بمسافر يطا، والتي تربط “خلة الضبع” و”شعب البطم” بمحيطها من الخرب، مشيرا إلى أن طريق خلة الضبع تم تجريفها عدة مرات بهدف تضييق الخناق على المواطنين في المسافر والضغط عليهم لتهجيرهم من المنطقة لصالح التوسّع الاستيطاني في منطقة جنوب الخليل.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة الطرق المؤدية إلى جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، والذي يشهد فعاليات في إطار المقاومة الشعبية لمواجهة إقامة بؤرة استيطانية على قمته.
يذكر أن جبل صبيح التابع لبلدات بيتا وقبلان ويتما جنوب نابلس، يشهد منذ أسابيع فعاليات مقاومة شعبية في إطار المواجهة ضد إقامة البؤرة الاستيطانية، استشهد خلالها خمسة شبان برصاص قوات الاحتلال.
على التوازي اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.