ضمن ورشة العمل والتدريب والتأهيل التي تقيمها مؤسستنا تحت عنوان “مصفوفة النص والتلقي في الصحافة الرقمية” اقترح المدرّب الإعلامي حسين ابراهيم على كلّ متدرّب من الإعلاميين المشاركين من وسائل إعلامية مختلفة إنشاء قناة إعلامية خاصة، وبالفعل تنوّعت تلك القنوات والصفحات في تخصصاتها بين السياسة والثقافة والاقتصاد والخدمات والتحليل..
في هذه الخطوة إذا ما حافظ معظم الزملاء على قنواتهم والتزموا معايير الدّقة والمصداقية في عمليات النشر والتحليل نستطيع مع عدد من المهنيين تقديم قيمة مضافة للمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى خلق فرص لابأس بها في عملية الإصلاح والتغيير في المحتويات الرقمية المتاحة بشكل واسع..
عمليات الفرز بين الأصيل والدخيل تصبح سهلة وتحقّق علامة فارقة في العالم الافتراضي الذي تقوده جيوش من الجهلة والمنتفعين والمرتزقة الدخلاء على ثقافاتنا ومجتمعاتنا وحياتنا..
ألف باء التحوّل الرقمي في الصحافة ذهنيّة متفتّحة متوقدة تمتلك منهجية عقلية ذات كفاءات ومهارات عالية غير مرتهنة بمصالح شخصية، وغير مأجورة لأيّ جهة مهما كانت صفتها الاعتبارية أو المؤسساتية أو الدولية، همّها بالدرجة الأولى المتلقي أيّاً كانت حاجته أو شغفه..
الدور الحقيقي للإعلامي الناجح التأثير والتأثّر بالمجتمع وإزاحة من يأخذ دوره في ظلّ مانشهده من تعديّات على العمل الصحفي المهني والذي تفرضه وسائل الاتصال المختلفة على الشبكات، والأهم من كلّ ذلك حالة التغيير الذهني والعملي التي يفرضها العمل الصحفي الإلكتروني والتي تتطلب تغييراً فعلياً ومسؤولاً يبدأ من الفرد (الإعلامي) ولا ينتهي بالمؤسسات الإعلامية…
أهم مايجب التخلّي عنه هو عقلية وذهنية الموظف الإعلامي وإلصاق صفة المواطن الإعلامي الذي يختصر كلّ الأحداث والأشياء من حوله بمواطنته التي تجعل منه إنساناً لا يتخلى عن إنسانيته…
رؤية – هناء الدويري