الثورة أون لاين – دمشق – جاك وهبه:
أعلن المخترع السوري إياد محمد زهران عن إطلاق منظومة التدفئة الهيدروجينية الخضراء الأولى على مستوى الشرق الأوسط والعالم بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطاقة، وجاء ذلك خلال فعاليات الدورة الثانية من معرض سورية الدولي للبترول والغاز والثروة المعدنية “سيربترو” الذي يقام على أرض مدينة المعارض بدمشق.
زهران الحاصل على براءتي اختراع في توليد هيدروجين النقي وفي حديث خاص لـ “الثورة” بين أن المنظومة الحالية “منظومة التدفئة الهيدروجينية الخضراء” التي تم العمل عليها لاستثمار الهيدروجين تغني عن الوقود نهائياً وهي صديقة للبيئة ومؤتمتة تعمل عن طريق نظام تدفئة المنزل الذكي بواجهة الكترونية على جهاز (الاندرويد) يحدد المستخدم من خلالها ساعات تشغيل المنظومة.
وبين زهران أن مراحل عمل المنظومة تبدأ من دخول الماء إليها عن طريق فلتر مكون من السيللوز والريزين لتقطيرها عن طريق سحب الكلس والشوائب لتصل بعدها إلى الخزان المغذي للخلية التي تقوم بدورها بفصل الماء كهربائياً _ عن طريق التشريد الكهربائي _ لهيدروجين وأوكسجين بنسبة نقاوة 99.9 لكل غاز عن الآخر ما يجعل إمكانية التخزين آمنة، وبعد الحصول على غازي (الهيدروجين والأوكسجين) وضغطتهما وتخزينهما ضمن خزانات المنظومة يتم جمعهما بجهاز “السولار” الذي تتم من خلاله عملية التدفئة عن طريق تسخين المياه وتوزيع الهواء الساخن الناتج عن عملية الاحتراق الصديقة للبيئة.
وأشار أن عملية توليد وتخزين الوقود الهيدروجيني تتم عن طريق ألواح الطاقة الشمسية خلال ساعات الذروة دون الحاجة لاستخدام شبكة الكهرباء العامة، إلا في حالة استهلاك مضاعف لكمية الغاز المخزنة مسبقاً حيث تعمل المنظومة بشكل أوتوماتيكي عند انخفاض الضغط عن 5 بار على الاستعانة بالشبكة العامة لكن باستهلاك بسيط للطاقة، حيث يحتاج توليد ليتر واحد من الهيدروجين إلى 90 واط لحظي، مبيناً أن كمية الغاز المولدة والمخزنة تتعلق بحجم الخلية.
ونوه زهران أنه بالإضافة لتسخين المياه هناك استثمار آخر للمنظومة متمثل ببديل غاز الطهي، حيث يتم جمع غازي (الهيدروجين والأوكسجين) على فرن البوتوجاز، موضحاً أن الهيدروجين غاز نظيف وطاقته الحرارية تعادل 3.5 أضعاف أي طاقة حرارية لأي غاز أو وقود.
مدير عام المركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور يونس علي بين أنه بعد تقدم المخترع زهران بفكرة الاختراع التي نالت إعجاب المركز تم الاتفاق على تحويلها لواقع ملموس وتطبيقها بشكل فعلي، وبدء العمل على ذلك منذ عام تقريباً، حيث قام المركز بتقديم كافة التسهيلات والتجهيزات اللازمة لتصنيع المنظومة، إلى أن تم الوصول لنموذج فعلي لإنتاج الهيدروجين باستخدام المياه لاستخدامه لأغراض التدفئة في المنازل السورية خاصة أننا نعيش واقعاً صعباً في قطاع الطاقة وقلة في مادتي المازوت والغاز المنزلي، ما يساهم بإيجاد حل بديل لمشكلة الطاقة في القطاع المنزلي.
وبين علي أن إحدى مشاكل الهيدروجين تكمن في خطورة استخدامه كونه قابلاً للانفجار بنسب محددة مع الأوكسجين، لذلك يتم العمل حالياً على ضمان موثوقية وأمان عمل هذا الجهاز خاصة أنه سيستخدم من قبل مواطنين عاديين ليس لديهم أي فكرة عن خطورة الهيدروجين، وهو شق بسيط ومن الممكن أن يتم إيجاد الحلول الفنية والتقنية لمعالجة هذه المسألة.
وأعرب علي عن أمله أن يتحول هذا الاختراع لنموذج تجاري يتم تسويقه محلياً وينتشر بكافة المنازل السورية حيث أننا بحاجة لمثل هذه التجهيزات.
وكشف أنه يتم العمل حالياً على إنجاز مشروع آخر متمثل باستخدام الهيدروجين لتشغيل السيارات ما يساهم في التخفيف من أزمة البنزين التي نشهدها حالياً.
وأشار إلى استعداد المركز بشكل دائم لتقديم الدعم لكافة المخترعين في مجال الطاقات المتجددة في حال تم الاقتناع بالفكرة المقدمة وجدواها الفنية والاقتصادية، ليتم تحويلها لواقع فعلي وعملي للاستفادة منها على الصعيد الوطني.