الثورة أون لاين – راغب العطيه:
أينما ذكر الطغيان والإرهاب والعقوبات الاقتصادية والحصار، ذكرت الولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأنها من أكثر الدول التي تستخدم تلك السياسات الاحتلالية والاستعمارية والعدوانية ضد العديد من الدول والشعوب، ويكاد لا يمر شهر حتى نسمع بقرارات أميركية جديدة تستهدف هذه الدولة أو تلك بالعقوبات والحصار، وبشكل مناف لكل القوانين والشرائع الدولية.
والأكثر من ذلك كله، هو الحديث الأميركي عن أن هذه العقوبات يتم اتخاذها من أجل دعم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان في الدول المستهدفة فلا ندري كيف تتعزز حقوق أي إنسان على هذه المعمورة عندما تمنع عنه كل وسائل الحياة وأولها الغذاء والدواء؟ .
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هل الجوع والعطش والمرض هو من أساسيات الحرية والديمقراطية الأميركية؟.. ولكن من بنى مجده على دماء وأشلاء الهنود الحمر السكان الأصليين للولايات المتحدة لا يرى بنفس النظرة الإنسانية التي يرى بها الآخرون.
وأكثر الدول التي تعرضت للعقوبات الأميركية هي سورية وكوبا وفنزويلا وإيران وروسيا والصين والعديد من الدول الأخرى التي لا تسير بركب سياسة الهيمنة الأميركية، وتتبع سياسات وطنية تخدم شعوبها وشعوب منطقتها.
وقد فشلت سياسات العقوبات الأميركية منذ عقود طويلة خلت في إخضاع الدول المناهضة والرافضة للمشاريع الأميركية، ومثال ذلك كوبا التي تتعرض للحصار الأميركي منذ عشرات السنين إلا أنها واجهت الحصار والعقوبات بمواردها الداخلية ودعم أصدقائها وحلفائها حول العالم.
وعلاوة على سياسة التضييق والحصار والعقوبات لم تترك واشنطن وسيلة قذرة إلا واستخدمتها للضغط على هافانا، غير أن هذه السياسات الأميركية العدوانية لم تفلح بثني الكوبيين عن تمسكهم باستقلال بلادهم وحرية قرارهم والحفاظ على مكتسبات وانجازات ثورتهم الوطنية.
ويأتي الهجوم الإرهابي الأخير على السفارة الكوبية في باريس ليؤكد من جديد أن الولايات المتحدة تمارس إرهاب الدولة كل يوم، وهي تنتهك الأعراف والاتفاقات الدولية جهارا نهارا، وذلك في سياق ممارسة الضغط على الكوبيين لتغيير مواقفهم الثابتة تجاه التعامل مع الأميركيين.
اليوم وبعد أن ضاقت الكثير من شعوب العالم ذرعا بسياسات الإدارات الأميركية اللاإنسانية، يتوجب على منظمة الأمم المتحدة أن تتحرك وبشكل فاعل لإنهاء الحصار الأميركي عن كوبا وعن كل الدول التي تعاني نتيجة للسياسات الأميركية ومنها سورية، والتصويت الذي تم مؤخراً على القرار الذي يطالب بإنهاء الحصار على كوبا، والذي صوتت لمصلحته 184 دولة ولم تعارضه سوى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني خطوة بالاتجاه الصحيح تستلزم خطوات أخرى داعمة.