الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
الأسرة والمدرسة هما المحصنان الرئيسيان لنمو النشء روحياً وفكرياً، فهما يؤديان دوراً متكاملاً لتعزيز القيم النبيلة والأخلاق الحميدة وتنمية المهارات والقدرات الفكرية والبدنية وصياغة فكر الناشئة، وتتحمل المدرسة إلى جانب الأسرة العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة
الإرهاب الفكري الذي استغل تقنيات العصر في تغيير كثير من مفاهيم الناشئة، وسلوكياتهم، وهذا يتطلب حضوراً نوعياً في توعية تلك العقول الشابة ومخاطبتهم بلغة عصرهم، وهذا يعني أن تبذل المدرسة (إدارة، معلمين، مشرفين) دوراً أكبر في تبني حوار معتدل قائم على الثوابت يحافظ على وطنية الشباب وانتماءاتهم، ويساهم في تهذيب سلوكهم ويدفعهم نحو تحمل مسؤولياتهم الوطنية.
وتكمن تغذية عقول الناشئة بأهمية الابتعاد عن الأفكار الضالة المنحرفة، وزرع حب الوطن والدفاع عنه في نفوس أبنائنا، مؤكداً أن تلاحم الشعب مع قيادته هو سر قوتنا وأمننا.
أيضاً تكمن أهمية تربية الأطفال تربية صحيحة وتوجيههم على الوجه الأمثل معتمدين المثل القائل العلم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن هنا يفترض أن تحمل المدرسة رسالة وطنية سامية بأهمية التكاتف والتعاون مع الجميع وتقدير تضحيات جنود الجيش العربي السوري وسهرهم على راحة الجميع، بما يمنحهم السلامة والطمأنينة ويحمي المجتمع وهذا لن يتحقق من دون تربية وتعليم.
دور المدرسة كبير في توجيه الطلاب وإرشادهم وحماية أفكارهم، وهو دور لن يتأتى من دون أن يتحمل المعلمون والمعلمات مسؤولياتهم، وتحديداً نشر ثقافة التسامح بين الطلاب، وليكن العبء الأكبر على المؤسسات التعليمية في مواجهة الإرهاب الفكري وهذا الدور يمثّل الخط الأول في المواجهة، وتحديد الكيفية التي يجب أن تكون عليها مخرجات تلك المؤسسات التعليمية وإدراج التعليم الوجداني الأخلاقي على الحصص الدراسية بداية موفقة لترجمة عمل وزارة التربية ومؤسساتها ودورها في التربية قبل التعليم.
تحصين الفكر لا يمكن أن يتحقق ما لم يكن هناك رؤية مشتركة من جميع مؤسسات المجتمع، ولا يمكن تحميل المدرسة هذا الدور فقط فالعمل الجماعي كما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد أكثر إنتاجاً وصواباً والعمل على بناء الفرد أساس المجتمع السليم.
ومع اقتراب العام الدراسي الجديد نؤكد أن تماسك النسيج الاجتماعي لن يتحقق إلاّ باختيار الجيد من المعلمين، والتأكد من سلامتهم الفكرية والسلوكية، مع ضرورة تأهيلهم، والاهتمام بدور المرشد وإمداده بالأدوات التي تساعده على أداء دوره وتمكينه من إدارة الحوار الذي يستهدف تنمية مهارات الطلاب الفكرية والسلوكية والتحصين الذاتي للطلاب، وضرورة أن ينتقل المعلم من ملقن وناقل للمعلومة إلى كونه مصمماً للبيئة التعليمية المثالية ومشاركاً في إنتاجها، إضافة إلى تفهم ظروف الطلاب والتعامل معهم كسلوك متغيّر ومدّ جسور التعاون بين المؤسسة التعليمية وكافة الجهات ذات العلاقة بهدف الإفادة وتنفيذ البرامج الحوارية التي تحقق الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والقيام بالدور الصحيح ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم.