الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
(الرحلة ١٧) فيلم ديكودراما يمتد لساعة من الزمن متناولاً في محوره الأساسي واحدة من ملاحم البطولة التي سطرها الجيش العربي السوري ، ويتم من خلاله رصد أحداث حقيقية جرت بدايات عام ٢٠١٣ في إحدى الكتائب التابعة للفرقة ١٧ في محافظة الرقة ، مجسداً مرحلة هامة من البطولات والتضحيات التي عاشها ضباط وأفراد هذه الكتيبة بالتعاون مع أهالي المنطقة فترة الحصار الخانق الذي فرضه الحراك المسلح ذاك العام من خلال سرد درامي ووثائقي يكشف حقائق هامة ، كما يرصد حالات إنسانية ويغوص في عوالم داخلية عند بعض الشخصيات وتأثير الحصار في مسارها كاشفاً أسرار رحلة مليئة بالأحداث تنقلنا خارج الحصار .
الفيلم من إعداد وإخراج علي اسماعيل الماغوط ، سيناريو وحوار حسن مصطفى ، تمثيل : وضاح حلوم ، كرم الشعراني ، طارق نخلة ، رشا ابراهيم ، مجد مشرف ، ياسر سلمون ، مروان خلوف ، سامر سفاف ، ماهر أحمد ، سليمان قطان ، عفراء زينو .. وآخرون ، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ، وسيقُام العرض الافتتاحي له ضمن صالة كندي دمر في الأول من أيلول الساعة السادسة مساء ، ويؤكد مخرجه أن الفيلم يعكس في أحد أوجهه مرحلة هامة من حياة أشخاص البعض منهم لايزال حياً والبعض الآخر ضحى بحياته أو بجزء من أعضاء جسده ، أما عن التعاون الذي جرى بين الجيش وأهالي المنطقة التي دارت فيها الأحداث فيشير إلى أن الفيلم يُظهر كيف أن هذا التعاون وصل إلى أبعد الحدود . وعن سبب لجوئه إلى الديكودراما يقول: للتميّز عن الأفلام والمسلسلات التي سبق وتناولت موضوع الحرب التي شنت على سورية ، فالديكودراما توثيق بشكل درامي يتعايش مع الأبطال الحقيقيين ، نرى معاناتهم وتضحياتهم وبطولاتهم من خلال أداء الممثلين ولكن بشكل توثيقي للحدث ، وهذا الحد الفاصل بين الدراما والتوثيق ، فأنت هنا توثق البطولات من خلال أدوار الممثلين ويؤكد الشخص الحقيقي المعلومة والحدث الذي جرى لنكون ضامنين للمصداقية ، وهذا الدمج من شأنه أن يوصلنا بشكل أكبر للناس .
حول الحدود الفاصلة بين التوثيق والدراما يشير المخرج علي الماغوط إلى أنه كانت هناك رحلة بحث طويلة للوصول إلى موضوع الفيلم ، والبداية كانت من نادي جرحى الجيش العربي السوري حيث التقى ضباطاً وصف ضباط وجنودا وتم التواصل مع أسر شهداء ليقفوا على أدق الأمور ، يقول : (حكوا لنا عن فترة الحصار التي كانوا فيها بداية عام 2013 وكيف جرى التعاون مع أهالي المنطقة وأخذت مع الكاتب فكرة كاملة عن الأحداث وعن الرحلة التي تعتبر موضوع الفيلم الأساسي والتي أسمينا الفيلم باسمها استناداً لها وللفرقة 17 ، وبعد مقابلات عديدة مع الأشخاص الحقيقيين أخذنا حدثاً مهماً في الرحلة وحالات إنسانية ما قبل الرحلة أثناء الحصار ووثقناها كسيناريو فيلم ، وتم التصوير على هذا الأساس) . أما حول آلية تناول المشاهد الدرامية لأشخاص حقيقيين وكيف تم التنسيق والبحث فيها لتأتي ملاصقة للواقع فيؤكد المخرج أن المشاهد الدرامية ستتوثق بالأشخاص الحقيقيين خلال العرض فهم دعموا القصة كما دعموا الممثلين بإيصال الأفكار ، وقد تم اللقاء بين كل الشخصيات الحقيقية والممثلين الذين جسدوا أدوارهم ليتبنوا الحالة وتتحقق المصداقية ، وأشار إلى أن التحضيرات مع الممثلين استغرقت أوقاتاً طويلة ليستطيع كل ممثل تقديم الشخصية الحقيقية بأقرب صورة ممكنة من الواقع ، كما تم الاعتماد على البساطة والعفوية في أسلوب الطرح والابتعاد عن التكلف والثرثرة في المعالجة.