أدباء يحفظون تاريخهم وآثارهم الماضية والحاضرة في مكتباتهم

الثورة أون لاين- سلوى إسماعيل الديب

المكتبة الخاصة للأديب ذاكرة وحياة، ورفيقة طفولة وشباب وكهولة، تعاصر انكساراته ونجاحاته، هبوطه وصعوده، فكانت لنا لقاء مع عدة أدباء تركوا بصمة لا تنسى في عالم الأدب والثقافة.
الأديبة غادة اليوسف، تقول: منذ طفولتي سحرتني الكلمة المطبوعة، كان الكتاب صديقي الأثير، ترعرعت بين صفحاته، فكنت اكبر وتكبر معي مكتبتي أدباً بأجناسه، إلى أن وصلت إلى سن الشباب، رحت أتخير ذات المنشأ الفلسفي والفكري، لمحاولة الإجابة عن أسئلة كثيرة أطرحها على نفسي ولا أجد جواباً شافياً، يروي روحي العطشى للمعرفة، كنت أبحث عن ذلك في كتب أشتريها دون منهجية، ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك الى نمو الذائقة وأتساع الأفق الإدراكي، ورافق ذلك محاولاتي الكتابية الأولى التي ما تزال تحمل طزاجتها من ذلك الزمن البعيد. وفي المرحلة الجامعية في كلية الآداب قسم فلسفة علم الاجتماع، الذي دفعني للبحث والتقصي خارج المقرر .. أنها لوثة البحث عن الحقيقة التي لا تشبعها مدرسة أو مؤسسة تعليمية فبحثت في النظريات الاجتماعية المتعددة آنذاك، وتبحرت كثيراً كأبناء جيلي بالماركسية التي وسمت تلك المرحلة، فانكببت على قراءة الأدب الماركسي بتلوناته فامتلأت مكتبتي، بالأدب الماركسي بحثا عن حل قضية الحرية والعدالة الاجتماعية للإنسان والمجتمع فامتلأت مكتبتي بكتب عن رأس المال إلى الأيدلوجيات الى الاقتصاد السياسي في العالم وصولاً للمفكرين العرب الماركسيين جورج طرابيشي وسمير أمين وغيرهم، تشربت أفكارهم التي أغنت ثقافتي ووعي الاجتماعي والسياسي أيما إغناء، لكن عندما حصل الزلزال السوفييتي وانهيار المعسكر الاشتراكي .. عندئذ أصابتني خيبة كبيرة في كل شيء فلجأت إلى الأدب وحده وبخاصة الرواية والرواية المترجمة والشعر والنقد وترافق ذلك بإغناء المكتبة .بكل ما يرفد الأدب الجديد فمكتبتي هي بانوراما ..بل تاريخ شخصي لي يؤرج التطور المجتمعي الذي حصل منذ الطفولة حتى المرحلة الحالية مكتبتي مرآة تعكس طموحات عمري الوجدانية المعرفية وفي عناوينها إيقاعات الماضي والحاضر و بنموها وبمراهنتها وبصعود أحلامها وبانكسارتها والإحساس بالغربة والوحدة واللجوء إلى عالم الكتاب بعيداً عن الآخرين ومكتبتي هي الثروة الوحيدة التي أعتز بها وأحبها وأتعامل مع كل كتاب كأنه أحد أولادي بما فيها تلك الكتب التي أصفرت بمحتواها وورقها وما يزال الكتاب الورقي يشكل سحراً وحميمية في التعاطي و التلقي، فما زلت أحضنه ويحضن قلمي، وكثيراً ما أجد على هوامش كتب قرأتها منذ سنين ما يقارب كتاباً كاملاً فهو ذاكرة وتاريخ وإيقاعات ، فكيف أفرط بها، وكثيراً ما فكرت بالتخلص من بعضها لأخفف من هذا الكم الهائل من الكتب وأنا أقول ربما ستكون نهايتي كنهاية الجاحظ، بأن تنهار تلك المكتبة الضخمة على رأسي ، فكل كتاب عزيز وأثير ولا أفرط فيه لأحد لأنه تاريخ شخصي وعام .. إلا عندما أجد أحدا يقدر الكتاب فربما يأتي أحدهم ليستعير وربما ليقتني وهو متشوق للمعرفة وخاصة أن كان من الجيل الجديد أمنحه الكتاب ولست نادمة أو آسفة لأنني أعلم أن هذا الكتاب انتقل من حضني لحضن آخر يستثمره فيه، وأزهر معرفة نماء وجدانية وأخلاقية وإنسانية. فأقف أمام هذه المكتبة وأنا أمام هذا الطور الشائخ من العمر وأتساءل ماذا سيحل بكتبي بعدي؟؟ ولكن ما يبشرني أن لدي حفيدا يحب القراءة وقال لي لا تفرطي بكتبك ،لأنني أحب القراءة وقد وقفت على صدقه من استعارته بعض الكتب الهامة وهو ما يزال في بداية المرحلة الثانوية، فوجدت عنده إقبالاً وفهماً واستيعاباً لما تحويه الكتب ومنها ذات سوية عالية فكرياً وثقافياً مما أسعدني وأشاع بقلبي بعض الاطمئنان على هؤلاء الأبناء الذين ربيت معهم فهرمت أغلفتهم كما هرم غلافي الخارجي..
وأشار الأديب المسرحي فرحان بلبل لتركه المكتبة للزمن وفي عهدة أبنائه الذين طلبوا منه عدم التفريط بها ذاكراً ما يواجهه الأديب من مشقة عند محاولته التبرع للجامعة وغيرها..
وتحدث عن مكتبته قائلاً: لدي كتب هي تحف، طبع بعضها في ثلاثينيات العصر الماضي ، ومنها في الستينات، ومدينة حمص مدينة ذاخرة بالمكتبات، ولكن النت قلل من أهمية هذه المكتبات، فلم يعد يحرص هذا الجيل على اقتناء الكتب الورقية، مهما كانت أهمية الكتاب المطبوع، برغم أنه يصبح بعد فترة أثراً وتاريخاً، وأتمنى ممن لديهم مكتبات ورقية الحفاظ عليها..

أما الأديب عبد الكريم الناعم فأكد بأنه كتب وصية تتعلق بالمكتبة، حيث وزعها على أبنائه ذكورا وإناثا كل بحسب اهتماماته، بحسب الأرقام التي تصنف الكتب في المكتبة، وأضاف: لدي مكتبتان في مكتبتي تتعلق بالنقد الأدبي والأدب تهدى لكلية الآداب في جامعة البعث ..

b-21.jpg

b-20.jpg

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي