الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
العملية البطولية لستة أسرى فلسطينيين قاموا بتحرير أنفسهم من معتقل “جلبوع” في فلسطين المحتلة عن طريق حفر نفق شكلت صفعة قوية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
إذ تمكن ستة أسرى فلسطينيين من كسر قيد السجان الإسرائيلي عبر نفق حفروه في معتقل “جلبوع” قرب مدينة بيسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 على الرغم من كل الإجراءات الأمنية الاحترازية التي يتخذها الاحتلال في هذا المعتقل.
لقد شكل تحرير الأسرى لأنفسهم إعجازاً بطولياً ورسالة تؤكد أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها أو قهرها، وأن الصراع مع العدو الصهيوني سيستمر خارج سجونه وداخلها حتى تحرير كل فلسطين، كما أن تحرير الأسرى لأنفسهم هو استمرار لنهج المقاومة الذي أثبت أنه الخيار الوحيد والجامع للشعب الفلسطيني حتى استرجاع حقوقه وأراضيه المغتصبة.
ولعل الرسالة الأبلغ لهذا الحدث أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أو يرضخ للعدو الصهيوني مهما طال الزمن، والصراع سيبقى مفتوحاً معه داخل سجون الاحتلال وخارجها، الأمر الذي سيعزز إرباك الكيان وعجزه أمام بطولات الشعب الفلسطيني، فإرادة المقاومة لا يمكن أن تقهر أو تهزم، حيث إنجاز الأسرى الستة تحد حقيقي أظهر ضعف الاحتلال الذي يتباهى بأن تحصيناته داخل المعتقلات ووسائل المراقبة التي يستخدمها هي الأفضل في العالم، فمعتقل (جلبوع) الذي أقامه الاحتلال عام 2004 بالقرب من مدينة بيسان يعتبر من أحدث المعتقلات وأكثرها حراسة، حتى إن سلطات الاحتلال تطلق عليه اسم الخزنة لشدة تحصيناته، وقد عبر الاحتلال عن جنونه وغضبه بقصفه الوحشي لخان يونس.
لقد تمكن الأسرى بشجاعة وثبات من التغلب على إرادة الاحتلال الذي يفرض على تحركاتهم قيوداً صارمة للغاية، إذ تمكنوا من اختراق كل هذه التحصينات وإخفاء مكان الحفر وتهريب التراب داخل فتحات المجاري رغم أن قوات الاحتلال تفتش زنازين المعتقل ثلاث مرات يومياً، وتفحص أرضيتها والأسرِّة الموجودة فيها، والشباك الحديدي لضمان حصانة كل ما في (الخزنة)، إضافة إلى التأكد من عدد الأسرى ثلاث مرات يومياً الأولى عند السادسة صباحاً والثانية عند الظهر والثالثة في المساء.
إن ما جرى هو هزيمة نكراء وفشل كبير للاحتلال الصهيوني، ونصر كبير للشعب الفلسطيني، وإنجاز عظيم للأسرى الفلسطينيين المقاومين ولكل أحرار العالم، وهو يؤكد أن إرادة الحرية تصنع الانتصار، وأن ليل الاحتلال الصهيوني زائل، وأن هذا الإبداع النضالي للأسرى يدعو القوى الفلسطينية كافة إلى التفكير في اجتراح الأساليب المناسبة لتحريرهم.
إن الإنجاز الكبير للأسرى الستة نصر جديد يضاف إلى انتصارات الأسرى في معاركهم التي خاضوها في مواجهة السجان الإسرائيلي في تأكيد على أنه مهما بلغت وحشية الاحتلال لن تتمكن من هزيمة إرادة الحرية والمقاومة عند الشعب الفلسطيني الذي سيتمكن من تحرير فلسطين، واستعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وسيسجل التاريخ هذا الحدث، وسيخلد صورة نفق الحرية على أنها دليل آخر على ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني