الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
اختتم مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري اجتماعاته مع نظيره الصيني شيه تشن هوا ووزير الخارجية وانغ يي في تيانجين، حيث حاول مسؤولو المناخ الصينيون فصل المحادثات عن العلاقة التجارية والاقتصادية بين الدولتين، على أمل تجنب نوع العداء الذي شكل محور المحاولات الأخيرة للحوار الأمريكي الصيني من الجانب الأميركي، وقال كبير مستشاري كيري، جوناثان بيرشينج، للمشرعين الأمريكيين، إن محادثات المناخ تجنبت حتى الآن موضوعات حساسة.
وقال وانغ وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية: إن التعاون الصيني الأمريكي في مجال تغير المناخ لا يمكن فصله عن البيئة الشاملة للعلاقات الصينية الأمريكية مضيفاً أن الولايات المتحدة تأمل في أن يكون التعاون المناخي “واحة” في علاقاتهما الثنائية، ولكن إذا كانت الواحة محاطة بالصحارى فإنها ستتدهور عاجلاً أم آجلاً.
وتعكس تعليقات وانغ استياءً واسع النطاق في الولايات المتحدة، وتجاه ما وصفته وسائل الإعلام الحكومية الصينية مرارًا وتكرارًا بالنفاق الأمريكي، ويتهم الكثيرون في بكين الولايات المتحدة بالفشل في إحراز تقدم كبير بشأن تغير المناخ، مشيرين إلى التشريعات المناخية الموعودة خلال إدارة أوباما والتي لم تتحقق قط، وانسحاب إدارة ترامب من اتفاقيات باريس للمناخ.
وقال لي شو، مستشار السياسة في منظمة السلام الأخضر بالصين: “أعتقد أن التظلم هنا، هو أن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لإثبات حسن نيتها تجاه الصين، وتريد توجيه أصابع الاتهام نحو بكين”، مضيفًا أن أي “شخص واضح الرؤية يمكن أن يرى هناك فجوة كبيرة بين ما تنشره الولايات المتحدة وما تفعله”، وينعكس هذا النوع من الاستياء من خلال ما ينشره المستخدمون على الانترنت، فهم يتعاطون مع كلام الولايات المتحدة ببرود، فأمريكا بنظر الصينيين لا يمكن الوثوق بها أبداً، فالتعليقات التي تم الإدلاء بها على الإنترنت كانت سلبية.
وقالت إحدى المنشورات على منصة وسائل التواصل الاجتماعي Weibo : “إذا أرادت (الولايات المتحدة) التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن تغير المناخ، فيجب أن يكون الجانبان على قدم المساواة، ويجب أن تكون صادقة مع الصين، وهذا الشيء أمر مفقود لدى القادة الامريكيين”، وعلق مستخدم آخر لموقع Weibo قائلاً: “يرجى إخماد الحرائق في كاليفورنيا أولاً.. إن أمريكا تتحدث دائمًا بشكل كبير ولكن لا يمكنها حتى الاهتمام بنيران الهشيم.. ما الذي يجب مناقشته بشأن تغير المناخ؟” كما انتقدت وسائل الإعلام الحكومية مرارًا وتكرارًا نهج الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أجندة الرئيس جو بايدن الخاصة بالمناخ لا تزال غير مؤكدة وتعتمد على موافقة الكونغرس.
وقال لي: إن الصين ستفي بنسبة 100٪ مما وعدت به”، بينما الولايات المتحدة لا تقدم ما وعدت به … وهي لا تتمتع بقدر كبير من المصداقية.”
وقال لي إن عدم مصداقية المفاوضين الأميركيين هو تناقض صارخ مع التبادلات التي تمت خلال إدارة أوباما مما يبرز كيف ترتبط الدبلوماسية والرأي العام والتعاون المناخي ارتباطًا وثيقًا.
وخطاب الصين حول الازدواجية الأمريكية، وحول كون المناخ لا ينفصل عن العلاقات الثنائية، ليس جديدًا، فقد قال وانغ، وزير الخارجية، أشياء مماثلة في وقت سابق من هذا العام، و قبل زيارة كيري الأخيرة لشنغهاي .
لكن هناك شيئان مقلقان مختلفان بشأن هذه الزيارة. أولاً: لم يلتق كيري مع وانغ في المرة الأخيرة – مما يشير إلى بدء مناقشة السياسة الخارجية في محادثات المناخ، والتي حث فيها الخبراء الصينيين على عدم تسييسها. ثانيًا: على عكس محادثات شنغهاي، لم يكن هناك بيان مشترك أو إعلان عن إجراءات ملموسة هذه المرة.
وقال لي إنه على الرغم من أن باب التعاون لا يزال مفتوحاً، فإن الافتقار إلى نتيجة “ليس بالتأكيد بشرى سارة لكوكب الأرض”. وكان السيناريو الأفضل هو أن يوقع البلدان اتفاقية يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لعقد مؤتمر محوري للأمم المتحدة بشأن المناخ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في نوفمبر تشرين ثاني المقبل.
وقال لي عندما ننظر إلى تغير المناخ، فإنه ليس مجرد قضية جيوسياسية، إنه مسألة بيئية وعلمية”، مضيفا أن البلدين بحاجة إلى إيجاد طريقة لتنحية السياسة جانبا و”الخلاف في نفس الاتجاه.. هناك الكثير فقط الذي يمكننا ضخه في الغلاف الجوي، وإذا لم نتصرف بالسرعة الكافية، فمن المحتمل ألا تكون هناك” واحة “في العالم، أو في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. سيتحول الأمر كله إلى صحراء عاجلا أم آجلا.
بقلم: جيسي يونغ وستيف جورج