الثورة أون لاين – ريم صالح:
اكذب واكذب حتى تٌصدق.. هذا هو حال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم، الذي توهم على ما يبدو أن فبركاته، ورواياته الهوليودية حول السلام، والحروب، والإرهاب يمكن أن تنطلي على أحد.
“سنواجه خطر الإرهاب بكافة السبل، سواء أكان من الدول الصغرى، أم من غيرها، واليوم أصبحنا قادرين على مواجهة الشبكات الإرهابية، والقوة النووية يجب أن تكون الملاذ الأخير في حل النزاعات الدولية، ويجب اللجوء لغيرها من الوسائل”.. هذا ما قاله بايدن في كلمة له خلال الاجتماع السادس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متعامياً عن أن نظام بلاده، وإداراتها المتعاقبة سواء أكانت ديمقراطية، أم جمهورية، لم تجلب إلا الدمار والخراب والموت أينما وطأت، وأينما اتجهت أنظارها الاستعمارية ومشاريعها العدوانية النهبوية.
ويبقى السؤال: عن أي إرهاب يتحدث بايدن، وبلاده هي من أوجدت القاعدة، وداعش، وكل التنظيمات الإرهابية المأجورة، ثم هل هناك في الداخل الأميركي من يتجرأ على إنكار ما أقرت به المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأميركية سابقاً هيلاري كلينتون من أن بلادها هي من أوجدت داعش؟، هل هناك من يستطع أن يخفي أن أميركا غزت العراق تحت مزاعم كاذبة، لنهبه وسلبه ثرواته ومقدراته؟، ثم ماذا يمكن أن نسمي ما حدث في أفغانستان، وماذا يمكن أن نقول عن احتلال هذا البلد لمدة عشرين عاماً تحت ذريعة محاربة طالبان، ثم الانسحاب المفاجئ، وترك البلد بأكملها لطالبان؟، ولعل الأهم، هو إذا لم يكن ما قامت به أميركا بحق السوريين جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، باستثمارها للإرهاب، وتجنيدها، وإيعازها للإرهابيين بقتل السوريين، وإجبارهم على ترك بيوتهم، وقراهم، فماذا يمكن أن يكون؟!.
الغريب أن بايدن استرسل في أكاذيبه، وبدأ يهذي حول استخدام القوة النووية، ومتى ينبغي استخدامها، متعامياً عن الحقيقة الكونية التي تقول أن أميركا وحدها هي من استخدمت القنبلة الذرية في هيروشيما، وناكازاكي، وأن نظامه الوحشي هو من استخدم أيضاً الفوسفور الأبيض في الرقة، ودير الزور، بل هو أيضاً من كان ولا يزال يمد كيان العدو الإسرائيلي بأحدث الترسانات العسكرية، والأسلحة المدمرة للإيغال في دم الشعب الفلسطيني الأعزل أكثر وأكثر، وإذا كان هناك من سيستخدم القوة النووية مستقبلاً لقتل الأبرياء وتدمير البشرية، فمن المؤكد أنها ستكون الولايات المتحدة.
ويبقى المثير للسخرية هنا كلام رئيس البلطجة الإرهابية العالمية عن ضرورة تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، هل بايدن مقتنع حقاً بما يقول؟، وإذا كان الأميركي يحترم حقوق الإنسان فعلاً كما يدعي بايدن لما حارب السوريين بلقمة عيشهم، وبحليب أطفالهم، ولما فرض عليهم “قيصره” غير الشرعي، وغير القانوني، وغير الأخلاقي، ولو كان يحترم أيضاً ميثاق الأمم المتحدة لالتزم بأول بند فيه، وهو الحفاظ على الأمن والسلم، والاستقرار العالمي، فكيف يستقيم هذا السلم، وكيف يمكن أن يصان، إذا كانت أميركا هي من تشن الحروب وتفتعل الأزمات، وإذا كانت وحدها من يستبيح سيادة الدول المقاومة، وإذا كانت من تٌوجد الإرهابيين، وتدعم الانفصاليين، وتجند العملاء، وتوعز للانقلابات، في كل بقعة على الجغرافيا العالمية، ولا تستثني من أجنداتها العدوانية أي سيناريو يمكن أن يوصلها لأطماعها وهيمنتها الأحادية؟.