الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
نظمت مؤسسة القدس الدولية – سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم محاضرة بعنوان “جولة أثرية في مدينة القدس” ألقاها الدكتور دارم طباع وزير التربية وحاوره الدكتور عمار النهار أستاذ التاريخ العربي والإسلامي في جامعة دمشق.
في البداية تحدث الوزير طباع عن أن القدس مدينة عربية, وأور سالم هو أول اسم ثابت لها اشتهرت به قبل خمسة آلاف عام, ثم ما لبثت أن أخذت تلك المدينة اسم يبوس نسبة إلى ايبوسيون المتفرعين من الكنعانيين وقد بنوا قلعتها والتي تعني بالكنعانية المرتفع، ثم سماها العرب اليبوسيون بيت المقدس أو أورشليم أي “مدينة السلام”.
مع تعاقب الحقب التاريخية سميت المدينة إيلياء وأورشليم والقدس وتكثفت حولها المرويات الدينية التي تصبغها بالقدسية، إذ تخصها النصوص والكتب الدينية بأحداث مهمة دارت على أراضيها من صلب المسيح إلى ليلة الإسراء والمعراج.
كما يعتقد المؤمنون بنهاية الزمان والقيامة، إذ أن العديد من الأحداث المرتبطة بقيام الساعة بحسب المرويات الدينية ستدور في المدينة وقال الدكتور طباع إن القدس عاصمة دولة فلسطين ومدينة مقدسة لجميع المؤمنين حملت في طياتها تاريخ الديانتين الإسلامية والمسيحية حيث احتوت على المسجد الأقصى, وشكلت بالنسبة للمسيحية أصولها التاريخية لما لها مكان لكنيسة القيامة التي شهدت صلب السيد المسيح وقيامته وصعوده إلى السماء.
ثم أسهب الدكتور طباع شارحاً أهمية أبواب القدس ومسمياتها مثل باب الخليل الذي هو ثاني أكبر بابين في القدس بالنظر لأهميته على أنه الباب الوحيد للدخول والخروج في الجزء الغربي من أسوار مدينة القدس، ومن ثم باب الجديد وباب الساهرة وباب المغاربة وما يحملان من أهمية تاريخية تعود إلى أيام زيارة الإمبراطور الألماني “غليون الثاني” لمدينة القدس عام 1898.
وركز السيد وزير التربية على أهمية المسجد الأقصى الحرم الشريف أو بيت المقدس، وهو أحد أكبر المساجد في العالم، وأولى القبلتين في الإسلام, وقد ورد ذكره في القرآن الكريم.
ويختلف المؤرخون حول تاريخ بناء المسجد الأقصى، لكن ذكره ورد في الأحاديث النبوية ما يجعله من أقدم وأقدس أماكن العبادة بالنسبة للمسلمين.
وقال إن المسجد تعرض خلال تاريخه للدمار، وأعيد بناؤه وترميمه عدة مرات، وسيطر عليه الصليبيون، ثم استعاده صلاح الدين الأيوبي، وعمل على تحسين بنائه.
كما تناول الدكتور طباع قبة الصخرة التي تقع في حرم المسجد الأقصى وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان خلال الفترة 691- 692 فوق صخرة المعراج، ويقال إنها قبة المعراج لما لها من رمزية دينية حملت عناوين مثل محراب مريم ومحراب زكريا.
ثم عرج الدكتور طباع إلى كنيسة القيامة التي ينسب بناؤها إلى الإمبراطورة هيلانة التي اختارت تل “الجلجثة ” وهو مكان الصلب لإقامتها وقد بنيت الكنيسة في البلدة القديمة بالقدس، وتحتوي الكنيسة على موقع ما يعتقد أنه قبر المسيح، ويتولى الإشراف عليها ممثلون عن عدّة مذاهب مسيحية، كما أن الكنيسة تعد محجاً لملايين المسحيين كل عام ممن يأتونها للتبرك، واستعادة محطات أساسية من حياة السيد المسيح، وقد بدأ بناء الكنيسة في العصر البيزنطي، بمبادرة من هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، في القرن الرابع للميلاد، فيما تعرضت لأضرار على مر التاريخ، بفعل الحروب والمعارك التي شهدتها المدينة، وأعيد ترميمها وبناؤها عدة مرات، وتمتاز بوصفها إرثاً معمارياً مهماً وتحتوي على فسيفساء نزول المسيح وتعدّ قبتها من المعالم الفنية المهمة في العالم.
حضر المحاضرة الدكتورة بثينة شعبان وسفير دولة فلسطين والسفير اليمني في دمشق وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من قادة وممثلي فصائل فلسطينية وأحزاب سورية وفلسطينية وفعاليات ثقافية واجتماعية ودينية.