إن ديبث نيوز”: سياسة بايدن قائمة على تهميش أوروبا

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

ماذا تعني قرارات إدارة بايدن الأخيرة المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية الوحيدة للاتحاد الأوروبي؟ الحيرة والانزعاج في باريس! الذعر في بروكسل! كما أن هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة ولا توجد إجابات لها في برلين!.

قراران اتخذتهما إدارة بايدن من جانب واحد في غضون أسابيع قليلة جعلا الأوروبيين يقفون هناك في حيرة من أمرهم، فعندما أمر بسحب القوات الأمريكية بشكل مفاجئ من أفغانستان، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن لحلفاء بلاده، وخاصة الناتو، أمراً واقعاً، قال ببساطة: “لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”، فنفذ بايدن صفقة ترامب مع طالبان دون حتى استشارة الحلفاء. لم يكن أمام الفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم من المتواجدين على الأرض في كابول خيار سوى إعادة جنودهم وأفراد آخرين إلى الوطن على عجل وبشكل لم يُخطط له، فليس لديهم خيار سوى قبول السياسة الأمريكية وأتباعها.

وفي منتصف أيلول كان القرار المدوي التالي، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف جديد مع أستراليا والمملكة المتحدة في المحيط الهادئ (AUKUS) وينص على تصدير ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى أستراليا، وهو استفزاز مفاجئ لباريس، فقبل خمس سنوات، وافقت فرنسا على توريد 12 غواصة تعمل بالديزل إلى أستراليا، وقد انهارت الآن عملية الإنتاج والتي تبلغ قيمتها 66 مليار دولار أمريكي، يعد كل من AUKUS وشحنات الأسلحة مؤشراً على المنافسة الشديدة في نقل الأسلحة.

ووصفت فرنسا السلوك الأمريكي والاسترالي بأنه “غير مقبول بين الحلفاء والشركاء”، فاستدعت سفيريها من واشنطن وكانبيرا للتشاور، وقالت باريس إن القرار الأمريكي كان “وحشياً” وأن سلوك أستراليا “طعنة في الظهر”.
أما في بروكسل، فقد أظهر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تفهمه للإنزعاج الفرنسي وقال: “علينا أن نعتني ببقائنا، كما يفعل الآخرون”، إن كل من صفقة الغواصات والانسحاب المتسرع من أفغانستان تعززان رواية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم الثقة بالولايات المتحدة، ولطالما دعا إلى الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا.
ولكن الاتحاد الأوروبي قدم “استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ” بشكل متزامن تقريباً مع إهانة الولايات المتحدة لفرنسا والاتحاد الأوروبي في 16 أيلول والمتمثلة بصفقة”AUKUS”.

وتشكل استراتيجية الاتحاد الأوروبي هذه إشارة إلى دول المحيط الهادئ بأن الاتحاد الأوروبي يأخذ على محمل الجد مصالحه الاقتصادية والسياسية في هذه المنطقة، كما يشير أيضاً إلى أنه لا يتبع المسار الصارم المناهض للصين الذي تتبعه الولايات المتحدة، لكنه لا يريد ممارسة المساواة أيضاً، فالعلاقات عبر الأطلسي لا تزال أولوية، ويعد الأمن والدفاع من بين الأولويات السبع للاتحاد الأوروبي في المحيط الهادئ.
كيف يجب أن يكون رد فعل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بعد القرارات الأحادية الجانب للولايات المتحدة وبعد أن تشير واشنطن بوضوح إلى تجاهلها لآراء ومصالح الأوروبيين؟.
هناك ثلاثة خيارات: أولاً، يجب على أوروبا أن تستثمر أكثر في “القوة الصارمة”، وأن تقف على قدميها عسكرياً وسيتطلب هذا موارد مالية كبيرة، حيث لا يكفي المستوى الحالي لميزانيات الدفاع البالغ 2٪ من إجمالي الناتج المحلي للدفاع لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي الفعلي في أوروبا مقابل الولايات المتحدة وروسيا والصين.
هناك شكوك حول ما إذا كانت جميع الحكومات الأوروبية مستعدة لزيادة ميزانيات الدفاع بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك يجب التغلب على عقبات سياسية كبيرة حيث أنه لم يقتنع جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، خاصة دول أوروبا الشرقية ، بأي حال من الأحوال بالحكم الذاتي الاستراتيجي لأوروبا، هم لا يزالون يرون أن أمنهم مضمون قبل كل شيء من قبل الناتو، ومع الولايات المتحدة في المركز الأول.

الخيار الثاني، بعد كارثة أفغانستان دعا كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى تشكيل قوة رد فعل سريع تابعة للاتحاد الأوروبي والتي كانت موجودة منذ فترة طويلة بما يسمى بـ “مجموعات القتال”، ومع ذلك لم يتم نشرها مطلقاً نظراً لعدم وجود إجماع سياسي في الاتحاد الأوروبي.
الخيار الثالث هو عودة الاتحاد الأوروبي كمشروع سلام، فقد مُنح عام 2012 جائزة نوبل للسلام لأنها كانت عاملاً مهماً في الحفاظ على السلام في أوروبا، أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون مثالاً لمناطق الصراع الأخرى في العالم، وهو يحاول عبثاً حتى الآن مواكبة النهضة الجيوسياسية بطريقة أو بأخرى، لاسيما في المنافسة بين واشنطن وبكين، ما هو الهدف على سبيل المثال من إرسال فرقاطة ألمانية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما حدث للتو؟ وهذا غير مناسب إطلاقاً كدليل على القوة ضد الصين، ومن المؤكد أن الحكومة الصينية لا تعتبرها علامة على الصداقة والاستعداد للتعاون.

سيكون من المنطقي أكثر أن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن المنافسة الجيوسياسية، واستخدام “القوة الصارمة”، والاعتماد بدلاً من ذلك على الطابع المدني أو “القوة الناعمة”.

المصدر:
In Depth News

آخر الأخبار
"المالية " تقدم عرضاً موجزاً للنظام الضريبي الجديد .. معايير واضحة للتكليف   قطر: الاعتداءات الإسرائيلية على السويداء تهديد خطير لأمن المنطقة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع: نحن مع دولتنا ولا نقبل أي توجه للخارج السعودية تدين استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية "الداخلية": الحكومة تنسق مع وجهاء وأعيان السويداء لفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم "صحة درعا" توجه نداء لدعم المستشفيات بالمستلزمات الإسعافية  "الاتصالات والنقل".. تعزيز التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية  سوريا: الاعتداءات الإسرائيلية تصعيد خطير وخرق فاضح لمبادئ القانون الدولي   رئاسة الجمهورية: ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك  "يداً بيد".. ثلاث سيارات إسعاف بالخدمة بريف حمص واقع مياه الشرب بحمص في اجتماع مجلس المحافظة مشروع رقمي متكامل للأمن والمراقبة في حسياء الصناعية نساء طرطوس يبدعن في المشاريع الصغيرة لمساندة أسرهن محافظ حلب: تعزيز حضور المرأة في ميادين العمل المجتمعي والوطني التحدي النهائي للمسابقة البرمجية ينطلق في جامعتي اللاذقية وطرطوس تمكين طلاب الدراسات من أدوات البحث العلمي وربطه بالواقع الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز ترحب بدخول قوى الأمن والجيش إلى السويداء خريطة تنفيذ محدودة ومصير غامض لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة.. "الدفاع" تعلن وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء تأكيد على الشراكة واستمرار التعاون.. اختتام أعمال اللجنة الأردنية - السورية المشتركة في عمّان