في المؤتمر الوزاري العالمي للصمود ضد خطاب الكراهية د. ابراهيم : سورية ملتزمة في تعزيز ثقافة السلام والمحبة كجزء من رسالتهم التاريخية
الثورة اون لاين – ميساء الجردي
ضمن فعاليات المؤتمر الوزاري العالمي حول دور التعليم في معالجة وبناء القدرات للصمود ضد خطاب الكراهية ألقى الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي كلمة المشاركة السورية في هذا المؤتمر بين فيها ترحيب الوزارة بالمشاركة السورية في هذا المؤتمر نظرا لأهمية وحيوية الموضوع المطروح بالنسبة لمؤسسة حكومية مهمتها بناء القدرات في قطاعات التعليم والفكر والعمل.
وبين الوزير أن سورية اعتمدت قبل الحرب عليها، التعليم مدخلا تنمويا للحد من العوامل المولدة للتفكيك الاجتماعي ونشر عوامل الكراهية والتطرف والتفرقة بين مكونات المجتمع السوري، فقد أتاحت فرصة التعليم المجاني لجميع مواطنيها كما اتخذت سياسات جريئة لدعم انخراط أبناء المناطق النائية والفئات الأكثر هشاشة في التعليم ومتابعته، كما عملت سورية على تطوير المناهج التربوية والتعليمية وتضمينها مفاهيم ترسيخ الهوية والانتماء والمواطنة والحوار وتقبل الآخر والتوعية بحقوق الإنسان والنساء والأطفال والمسنين.
وقال إبراهيم إن الحرب ضد سورية أظهرت تأثير الكراهية المدمر في حياة المجتمعات والدول وكيف أن نشر الكراهية أصبح أحد أدوات الحروب التي تستخدم ضد الشعوب من الخارج والداخل بفعل التحريض والتعصب والتطرف، لافتا كيف كان السوريون ضحية تلك التدفقات الممولة بسخاء من أجل تدمير بنيتهم الاجتماعية والأخلاقية وقيم السلام والوحدة الوطنية والحريات الدينية.
وأوضح وزير التعليم العالي في كلمته استجابة المؤسسات التعليمية في سورية لمنعكسات الحرب وتداعياتها في الحد من عوامل إشاعة روح التعصب والكراهية والعنف فعملت على اتخذ العديد من السياسات والإجراءات لتمكين الطلاب الذين تضررت جامعاتهم بفعل الإرهاب من مواصلة تعليمهم في الجامعات الأخرى من دون تمييز، وأنجزت المؤسسات التعليمية والبحثية السورية خلال الحرب العديد من أدلة الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الأطفال والشباب والأسر المتضررة من الحرب لإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع كما قامت بإعداد وتأهيل كوادر متخصصة لمعالجة عوامل التفكك والعنف والكراهية المجتمعي على المستوى الفردي والأسري.
وبين في الختام كلمته أمام المؤتمرين أن الجمهورية العربية السورية ملتزمة بمواصلة العمل على احتواء مصادر العنف والكراهية وتعزيز ثقافة السلام والمحبة والتآلف ليس بين أبناء وشرائح المجتمع السوري فحسب وإنما على المستويين الإقليمي والعالمي فذلك جزء من ثقافة السوريين ورسالتهم التاريخية
وأكد الدكتور نمير عيسى من كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق أن الهدف من المؤتمر تقوية التزام دول الأعضاء في النضال ضد خطاب الكراهية على الإنترنت وخارجه عن طريق التعليم، نظرا لما وصل إليه هذا الخطاب اليوم في العالم أجمع والذي يشجع على العنف ويسبب أضرار نفسية وجسدية مبنية على العنصرية ومعاداة السامية والكراهية ضد المسلمين والمسيحيين.
وبينت الدكتورة أمل يازجي رئيسة قسم القانون الدولي بكلية الحقوق بجامعة دمشق أن المؤتمر هو لمقاومة الحد من الكراهية الذي هو نوع من أنواع التعسف في استخدام حرية التعبير وهذا الموضوع هو الحض على الكراهية ضد المسلمين وضد المسيحيين وضد النساء في بعض المجتمعات وبالتالي هذه المسائل تهمنا محاربتها في الجمهورية العربية السورية، مشيرة إلى أننا في سورية لدينا موقف ثابت ابتداء من التعليم المدرسي وصولا إلى الجامعة لمقاومة ومناهضة أي تعسف في حرية التعبير، والتي تعني استخدام الحق في التعبير بشكل خطاب تحريضي مليء بالكراهية.
يأتي المؤتمر ضمن استراتيجية خطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية وتشارك فيه وزارات التعليم العالي من مختلف دول الأعضاء بشكل افتراضي عبر برنامج زوم على الإنترنت، ومنها وزارة التعليم العالي السورية متمثلة بالسيد الوزير الدكتور بساهم إبراهيم ومعه وفد مشارك مؤلف من عدد من الأساتذة المعاونين والجامعيين والخبراء المختصين على مدار أربع ساعات متواصلة من النقاش والحوار فيما يتعلق بآليات التصدي لكلام وخطاب الكراهية.