ربما لا يحتاج المتابع للأحداث على الأراضي السورية إلى كثير من التحليل ليدرك أن العدوان الجديد على سورية، الذي ارتكبه الكيان الإسرائيلي على المنطقة الجنوبية، جاء بسبب إتمام المصالحات في محافظة درعا وعودة الأمن والأمان لها وبسط سلطة الدولة، فمن المعروف أن الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من الهستيريا كلما تقدم الجيش العربي السوري في منطقة سورية وأعاد الأمن والأمان إليها، وكلما دحر التنظيمات الإرهابية فيها.
فهذا الكيان الغاصب يحاول يائساً دعم أدواته وعملائه من المجموعات الإرهابية المنهزمة، ومن هنا فإن عدوانه على المنطقة الجنوبية، جاء ليشكل رافعة جديدة للإرهابيين، ومحاولة فاشلة للالتفاف على إنجازات الدولة السورية في هذه المنطقة، المتمثلة بالتسويات والمصالحات، التي أنهت حالة التوتر وسمحت بانتشار الجيش العربي السوري هناك، وهو ما يزعج هذا الكيان الإرهابي الذي استشعر الخطر على حدود فلسطين المحتلة.
ومن الأهداف الأخرى لهذا العدوان هو التناغم مع منظومة الإرهاب بقيادة واشنطن للاستمرار في مخططاتها الاستعمارية ضد سورية، وخصوصاً أن حكام الكيان ومراكز بحوثه تخشى اليوم أكثر من أي وقت مضى من سقوط مشروعهم الهدام وفوضاهم (الخلاقة) في سورية، وإدراكهم أن دمشق باتت تستعيد عافيتها ودورها الإقليمي والعربي وباتت أكثر قدرة على لجم الأطماع والتحركات الصهيونية بعد انتصارها على الإرهاب.
كما أن العدوان الإسرائيلي، الذي يأتي في إطار العدوان الصهيوأميركي المتكرر على حرمة وسيادة الأراضي السورية، يحاول التمدد عبر أذرعه الإرهابية إلى محيط الجولان المحتل، ووضع قدم جديدة له لأنها منطقة ذات أهمية إستراتيجية في إطار الصراع في المنطقة.
ولا ننسى هنا في هذه العجالة أن العدوان والإرهاب والحروب هي حاجة فعلية للكيان الغاصب، لأنه لا يستطيع العيش والتنفس من دونها، فضلاً عن أنها ضرورة للخروج من أزماته الداخلية ومحاولة تصديرها إلى الخارج.
قصارى القول: العدوان فشل في تحقيق أهدافه كالعادة، وسورية قادرة على إفشال حلقاته مهما كانت أحجامها، وقادرة على لجم النزعة العدوانية لهذا الكيان الإرهابي، ومثلما انتصرت على الإرهاب والاحتلال فإنها قادرة على طي مخططاته وتآمره والانتصار عليه وعلى مشغليه الآن وفي المستقبل.
من نبض الحدث -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة