لم تعد تؤكد الممارسات والاعتداءات الممنهجة التي تواصل منظومة الإرهاب القيام بها، عجز وتخبط تلك المنظومة الإرهابية فحسب، بل باتت تجسد حقيقة وصولها إلى الرمق الأخير، لاسيما وأنها قد دخلت مرحلة الانهيار والاحتضار بعيد الهزائم الكبرى المتتالية التي تلقتها في الميدان السوري.
فالحرب الشرسة التي تشنها أطراف الإرهاب على الدولة السورية، وبقدر ما تستعر نيرانها يوماً بعد يوم، بقدر ما هي تنذر بقرب نهاية كل المشاريع الصهيو أميركية والغربية والعثمانية الإخوانية، ليس في سورية وحسب، بل في عموم المنطقة والعالم، خصوصاً وأن زمن الغطرسة والعربدة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة بعد أن أطاحت العملية العسكرية الروسية لمحاربة النازية في أوكرانيا بكل أركان الهيمنة والقطبية الأميركية التي استباحت كل القوانين والقيم والحدود الإنسانية والأخلاقية والتي دمرت ونهبت وخربت وقتلت ونشرت الدمار والخراب والفوضى بذريعة حماية الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان.
التصعيد المتدحرج الذي تقوم به الولايات المتحدة وأعوانها وشركاؤها وإرهابيوها ومرتزقتها( إسرائيل- الغرب الاستعماري وخاصة فرنسا وبريطانيا- النظام التركي )، ليس إلا مجرد محاربة لطواحين الوهم الذي لا تزال تلهث خلفه تلك الأطراف لتحقيق طموحاتها ومشاريعها الاستعمارية والاحتلالية والانفصالية والعثمانية.