لا تختلف أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن التي يحملها معه إلى المنطقة، عن أجندات أسلافه من الرؤساء والمسؤولين الأميركيين، فهي وبحسب المعلن وبالقدر الذي تبدو فيه فارغة من أي حلول لقضايا المنطقة، تبدو متخمة بالتصعيد والدعم اللا محدود لإسرائيل والسعي المتواصل لدمجها في الجسد العربي الذي لا يزال ينزف دماً بسبب إرهابها وجرائمها المستمرة حتى اليوم.
فبايدن الذي أعلن من على المنبر الصهيوني استمراره وبالاشتراك والتحالف مع إسرائيل بمواجهة حقوق إيران الطبيعية بامتلاك النووي لأغراض سلمية، وكذلك بالوقوف في وجه حقوق الدولة الروسية بالدفاع عن حدودها وأمنها القومي، بالإضافة إلى إعلانه دعم بلاده المطلق للكيان المصطنع وضمان “أمنه” وتفوقه النوعي عبر مواصلة تعزيز قدراته الحربية والاحتلالية، لم يرسم ملامح المرحلة المقبلة فحسب، بل وضع العالم على شفير الهاوية، لأنه وبحسب البيان المشترك الذي خرج به الطرفان الأميركي والإسرائيلي، فإن العالم قد يتحول إلى ساحة صراع لاستعادة “الزمن الأميركي” الذي انهارت أركانه الأساسية بعيد العملية الروسية لحماية المدنيين وضرب النازيين في أوكرانيا.
يبقى الجامع المشترك لكل الرؤساء والمسؤوليين الأميركيين، هو تجاهلهم المتواصل لحقائق الجغرافيا والتاريخ، وابتعادهم عن الحلول الواقعية والمنطقية لقضايا وصراعات المنطقة التي لا يمكن حلها إلا بالاعتراف بأسبابها الحقيقية، وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال مدعوماً من الولايات المتحدة وبشكل يفوق الحدود، وهذا باعتراف أميركا نفسها التي لا تزال تغدق مليارات الدولارات على الكيان الصهيوني لتعزيز بطشه وغطرسته وتفوقه العسكري وقدراته الاحتلالية الإرهابية، والتي تحاكي مصالح وطموحات الولايات المتحدة الاستعمارية والاحتلالية على نحو تكون فيه إسرائيل أقوى قاعدة عسكرية لها في هذه الجغرافيا، تخيف بها كل الأنظمة التي تستظل بعباءتها وتهرول خلفها مكتوفة اليدين ومعصوبة العينين، لا حول لها ولا قوة.
التالي