لسنا بحاجة لكثير من التحليلات أو التكهنات لمعرفة أجندات بايدن ونياته المبطنة غير المعلنة وما في جعبته من عيدان ثقاب وسهام مسمومة في جولته المكوكية في المنطقة، ومراميها وأبعاد توقيتها في مرحلة حرجة باتت فيها واشنطن تستشعر حرارة الصفعات الموجعة الروسية والصينية على وجه عنجهيتها وتفردها بالقطبية الأحادية.
ولا نحتاج الكثير من التأويل لقراءة طالع بايدن السياسي في فنجان الإخفاقات، فالقادم من البيت الأبيض على جناحي التخبط والارتباك مأزوم داخلياً وعالق في رمال حروب أججها في أوروبا، فجرت رياحها بعكس ما خطط وتبعات ارتداداتها على الاقتصاد الأميركي، باتت تشد طوق الخناق على عنق شعبيته المتدهورة، وتعثره على مطبات السياسة والاقتصاد بات محط سخط، حتى من حزبه بعد أن أصاب اقتصاد بلاده بأزمات حادة، فرأى بالتعكز على”إسرائيل” واستدرار رضا اللوبي الصهيوني المتحكم بالقرارات الأميركية، وتسول إمداد للنفط من دول المنطقة لردم هوة عوز الطاقة المتسعة، إسناداً لفشله الذريع.
بايدن أشعل فتيل الحرب الأوكرانية لحصار موسكو واستنزافها عسكرياً كعرف سياسي أميركي معهود للاتجار بالحروب واستثمار الأزمات وجني أرباح هائلة من صفقات الأسلحة لشركات السلاح الأميركية لكونها تدعم المرشحين الأميركيين ورصيد بايدن الشعبي في انحدار كبير والانتخابات النصفية في تشربن الأول القادم.
الحديث عن تحالفات عدوانية لتهديد دول محور المقاومة، ووضع دول المنطقة على صفيح لاهب من صراعات تنفخ في أوار الفتنة فيها واشنطن، والغمز من قناة عرقلة الاتفاق النووي الإيراني السلمي لمحاباة “إسرائيل” ، ليس جديداً في سياسات أميركا التي تقتات على الإرهاب والخراب، لكن كل المعطيات والمؤشرات على الأرض تدلل على أي حروب رعناء سيدفع فاتورتها كيان الإرهاب الصهيوني، فبأي مسلات صدئة يحاول بايدن رتق ثقوب تغيير ميزان القوى العالمي، وأفول نفوذ واشنطن؟.