الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت مدينة حلب، اليوم لقاءً مهماً بين رئيس غرفة صناعة حلب عماد طه القاسم، والأمين العام للكونغرس العربي الأميركي الإسلامي، الدكتور زياد خلف، في إطار الجهود المبذولة لإعادة ربط الصناعة السورية بالأسواق العربية والعالمية، وتعزيز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية في دول الاغتراب.
تحديات وإصرار على النهوض
في بداية اللقاء، قدم رئيس غرفة صناعة حلب عرضاً مفصلاً عن الواقع الصناعي والاقتصادي في المدينة، مشيراً إلى أن حلب التي عرفت تاريخياً بأنها “عاصمة الصناعة السورية” تعرضت لدمار واسع خلال الحرب، لكن إرادة الصناعيين لم تنكسر.
وأوضح أن الغرفة عملت على مدار السنوات الماضية على إعادة تشغيل المعامل المتضررة وتوفير مستلزمات الإنتاج، بدءاً من المواد الأولية مروراً بالطاقة وانتهاءً بفتح قنوات تسويق جديدة.
وأضاف القاسم: رغم كل الصعوبات، تمكنت مئات المنشآت الصناعية من العودة للعمل، وبدأت منتجاتها تغزو الأسواق المحلية من جديد، وهناك جهود متواصلة لرفع تنافسية الصناعة السورية لتصل مجدداً إلى الأسواق الخارجية.
دعوة مفتوحة للمستثمرين
خلال كلمته، وجه القاسم دعوة صريحة للمستثمرين العرب والأجانب، مؤكداً أن سوريا اليوم تمثل بيئة خصبة للاستثمار، وخصوصاً في القطاعات الصناعية الأساسية، مثل النسيج، الصناعات الغذائية، الصناعات الكيميائية والهندسية، وأن الفرص متاحة، والأرضية موجودة، وما ينقصنا هو الشريك الذي يملك الإرادة ورأس المال، ليبدأ معنا مرحلة إعادة الإعمار والتنمية.
من جانبه، شدد الدكتور زياد خلف على الدور الذي يقوم به الكونغرس العربي الأميركي الإسلامي في تعزيز جسور التواصل، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي.
وأوضح أن زيارته إلى حلب تحمل أهمية خاصة، لأنه أراد أن ينقل الصورة الحقيقية عن واقع المدينة بعد سنوات الحرب إلى أبناء الجالية السورية والعربية في أميركا.
نحو مرحلة جديدة من الاستثمار
لا شك أن تفعيل قنوات التواصل المباشر بين غرفة صناعة حلب والكونغرس العربي الأميركي الإسلامي، ووضع خطة مشتركة لتسويق فرص الاستثمار المتاحة في سوريا، وخصوصاً في القطاعات الصناعية التي تتميز بها حلب، تكتسب أهمية كبيرة من خلال إمكانية تنظيم ملتقيات اقتصادية دورية تجمع بين المستثمرين في الداخل والمغتربين في الخارج.
حقيقة تأتي مثل هذه اللقاءات في وقت تحتاج فيه سوريا بشكل عام، وحلب بشكل خاص، إلى كل مبادرة تدعم تعافيها الاقتصادي، فالصناعة التي كانت يوماً ما العمود الفقري للاقتصاد الوطني، تعود اليوم لتأخذ مكانها الطبيعي، ومع وجود شراكات محتملة مع رجال الأعمال في المهجر، فإن الأمل يتجدد بأن تشهد السنوات القادمة مرحلة انتعاش صناعي واستثماري جديد، وخاصة أن سوريا لا تزال أرضاً خصبة للاستثمار، وحلب لا تزال عاصمة الصناعة، وأبناؤها ومعهم شركاؤهم في الخارج قادرون على إعادة بنائها أقوى مما كانت.