الثورة – علا محمد:
لم يكن صباح الجامعة اليوم شبيهاً بما سبقه، ملامح الطلاب وهم يتبادلون أخبار صدور مرسوم الترفع الإداري حملت شيئاً يشبه الاحتفال غير المعلن، وجوهٌ مضيئة بالرضا، وأحاديث سريعة في الممرات تؤكد أن القرار طال انتظاره، وأنه جاء بمثابة طوق نجاة بعد أشهر من القلق، حدثٌ أعاد رسم ملامح العام الجامعي للآلاف من الطلاب.
طلاب يرونه خلاصاً
وسط هذه الأجواء، التقت “الثورة” عدداً من طلاب الجامعة، وعبّرت الطالبة ريم الصباغ من كلية الحقوق عن ارتياحها للمرسوم، ورأت أنه أنقذ مستقبلها بعدما كانت عالقة بين مواد متراكمة منعتها من الانتقال إلى السنة التالية، وفي ممرات الكلية وصف الطالب علاء جابر من كلية العلوم المرسوم أنه “نافذة للحياة الجامعية من جديد”، مؤكداً أنه أعاد له الثقة بمتابعة دراسته بعد مرحلة قاسية.
الحماسة لم تتوقف هنا، فالطالبة سماح ديوب من الكلية ذاتها، لفتت إلى أن المرسوم “هدية حقيقية” للطلاب الذين اجتهدوا لكنهم اصطدموا بظروف صعبة، لافتة إلى أنه أعاد التوازن بين الجهد والنتيجة، فيما أكد الطالب مروان درويش من كلية الاقتصاد المرسوم بفرصة إنقاذ “لم تكن في الحسبان”، وقال: إنه سيمنحه دافعاً مضاعفاً للاستمرار بروح أكثر التزاماً.
أساتذة يخشون العواقب
وإذا كان الطلاب قد غمرهم التفاؤل، فإن أصواتاً أكاديمية بدت أكثر تردداً، بعض الأساتذة اعتبروا المرسوم خطوة عملية تحل مشكلات شريحة واسعة من الطلاب الذين تعثروا لأسباب خارجة عن إرادتهم، ورأوا أن أثره سينعكس إيجاباً على الجو الجامعي ككل، وفي المقابل، لم يخفِ آخرون قلقهم من أن يتحول القرار إلى ما وصفوه بـ”رسوب مؤجل”، أي أنه يعالج اللحظة فحسب من دون أن يواجه جوهر المشكلة المتعلقة بالمستوى العلمي للطلاب وجودة التحصيل.
ما بين الأمل والحذر
وبين هذه الرؤى المتباينة، يتضح أن المرسوم وضع الجميع أمام مفترق جديد، طلابٌ يرونه فرصة مستحقة طال انتظارها، وأساتذة يطرحون علامات استفهام حول تداعياته المستقبلية، لكنه، مهما قيل، يبقى قراراً أحدث أثراً واضحاً في الحياة الجامعية، وأعاد فتح النقاش حول إصلاح أوسع يوازن بين العدالة الأكاديمية ومستوى التعليم.