الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
لم يمض على العدوان الصهيوني على المنطقة الجنوبية من سورية سوى أيام معدودات حتى قام الكيان الإسرائيلي اليوم بعدوان جديد على ريف دمشق، في تحد صارخ للقرارات والقوانين الدولية، وفي ظل صمت مريب من المؤسسات الدولية التي يفترض بها أن تصدر بياناتها التي تدين هذا العدوان، وكذلك قراراتها التي تلجمه وتعاقب مرتكبيه، لأنه باختصار يعتبر جريمة حرب وعدوان موصوف على دولة عضو بالأمم المتحدة يعاقب عليه القانون الدولي حسب مبادئ ميثاق مجلس الأمن الدولي ومبادئ المنظمة الدولية.
والواقع فإن من يقرأ طبيعة الحالة الهستيرية التي يعيشها الكيان الإسرائيلي هذه الأيام يجزم أن هذا الكيان المارق يعيش ذروة أزماته، وأنه يحاول تصديرها عبر العدوان على سورية، فضلاً عن أنه كيان غاصب قام على العدوان والمجازر والاحتلال والإرهاب ولا يستطيع أن يخلع جلده، ولا أن يتخلى عن طبيعته العدوانية هذه.
وعدوان اليوم يأتي ليحصد الخيبة أيضاً كما سابقاته، وعلى عكس ما تشتهي أحلام الكيان وأطماعه، فظن أنه قادر على قطف شيء ما لم يقدر على تحقيقه لا في محيط دمشق في أوقات سابقة، ولا في المنطقة الجنوبية ولا في القنيطرة وحمص، ففي كل مرة تتصدى لصواريخه الغادرة وسائط دفاعنا الجوي وتسقط معظمها، وتجعل حكامه ومراكز بحوثه في حيرة من أمرهم ومخططاتهم الاستعمارية.
كما أن هذا العدوان لا ينفصل عن مخططات منظومة العدوان وتحركاتها العدوانية على الأراضي السورية، فالنظام التركي يحشد قواته وإرهابييه في الشمال ويهدد باحتلال أراض سورية جديدة غير مكترث بالمجتمع الدولي ولا بقرارات الأمم المتحدة ولا حتى بتعهداته أمام الضامن الروسي، والمحتل الأميركي أيضاً يشارك الصهاينة جرائمهم فيصر على سياسات العسكرة ووضع العصي في عجلات الحل السياسي، وما جرى في اجتماع جنيف الأخير حول مناقشة الدستور ومحاولة نسف الاجتماع بطروحات لا تمت له بصلة خير شاهد.
قصارى القول: تخسر واشنطن وربيبتها إسرائيل اليوم أوراقهما الإرهابية في جنوب سورية، ويخسر النظام التركي أوراقه في الشمال فيصعد الجميع من عدوانهم وإرهابهم كهجوم استباقي لما قبل الحسم السوري في إدلب والجزيرة، وتحسباً لخسارة قادمة قد لا تتحملها منظومة العدوان على سورية، ولا سيما أن عواصمها باتت تخشى من انتصارات سورية على الأرض وفي ميادين السياسة، ومن الانفتاح عليها، فلم تجد تلك المنظومة سوى تسعير مواقفها ولهجتها وحصارها وتضليلها