الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
تداعيات هائلة ستؤثر على كيفية خروج أوروبا من أزمة الطاقة الحالية وعلى كيفية معالجة العالم لأزمة المناخ، حيث لأوروبا حصة كبيرة جدا من الانبعاثات الغازية العالمية الناتجة منذ بداية العصر الصناعي، وقدرتها على الابتعاد عن الوقود الأحفوري أمر أساسي لتجنب المعدلات المدمرة للاحترار العالمي.
ففي ظل ارتفاع أسعار الكهرباء، تعتمد أوروبا اعتماداً كبيراً على الغاز الطبيعي لتشغيل الأنوار وتدفئة المنازل وصناعة الطاقة، على الرغم من أن معظم دول الكتلة تبتعد عن الفحم بشكل أسرع من أجزاء أخرى من العالم، مثل آسيا، إلا أنها استمرت في الاعتماد على الغاز أثناء بناء بنيتها التحتية للطاقة المتجددة.
بموجب قواعد الطاقة الأوروبية يمثل الغاز خمس استهلاك الطاقة في أوروبا، ويتم استيراد معظمه من روسيا، ولكن في حين أن الغاز الطبيعي أقل تلويثاً من الفحم، إلا أنه لا يزال وقوداً أحفوريا ينتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تعمل على ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وبدون خطة بشأن الغاز لا توجد وسيلة لدى أوروبا لتحقيق هدفها المناخي، وهو خفض انبعاثاتها بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990.
بعبارة أخرى، تعمل أزمة الطاقة على تسريع عملية حساب الغاز – وتنذر بما ستواجهه أجزاء أخرى من العالم أثناء قيامها بتحولات الطاقة.
قالت لوسي ماتيرا ، محللة أوروبية في E3G ، وهي صاحبة مجموعة أبحاث مناخية: ” يبرز السؤال: ” ماذا سنفعل بشأن الغاز؟ ” وكيف يمكن لنا الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، في حين أن السياسات المصممة لمعالجة تغير المناخ ليست المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الكهرباء، ويزعم بعض القادة الأوروبيين أن هذا هو الحال، والسبب في الأساس هو أن الطلب على الغاز قد ارتفع مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
لكن بعض الحكومات في جميع أنحاء القارة تخشى الآن أن تؤدي فواتير التدفئة المرتفعة هذا الشتاء إلى دعم الشعبويين في الانتخابات الوطنية المقبلة في العديد من البلدان، أو إثارة اضطرابات اجتماعية مثل احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا عام 2018.
وقد دفعت هذه المخاوف العديد من الدول الأوروبية إلى التشكيك بهدف الاتحاد الأوروبي الطموح المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 في المائة على الأقل في غضون عقد من الزمن.
زعمت المجر أن ارتفاع أسعار الغاز مرتبط بطموحات الاتحاد الأوروبي المناخية، والتي وصفها رئيس وزرائها، فيكتور أوربان ، بأنها “خيال خيالي”، بولندا، منتج رئيسي للفحم لم تكن أبدا من المعجبين بأهداف المفوضية الأوروبية لخفض الانبعاثات، وضغطت على بروكسل لتغيير أو تأخير بعض إجراءاتها المقترحة.
وصف تيم جور من معهد السياسة البيئية الأوروبية ومقره بروكسل، وهو مجموعة بحثية، قفزات أسعار الكهرباء بأنها “عاصفة كاملة”، فقد ارتفع الطلب العالمي على الغاز بشكل حاد في الوقت الذي انخفضت فيه الرياح في شمال أوروبا (حيث توجد طاقة رياح كبيرة) وانخفضت احتياطيات الغاز خلال شتاء طويل مغلق، يضاف إلى هذا المزيج إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، إلى حد كبير في أوروبا الغربية.
وأشار جور إلى “حقيقة أن الاتحاد الأوروبي قد نجح في إخراج الكثير من الفحم من شبكة الطاقة مما يجعل الأمور أسوأ في الواقع”.
وتهدف حزمة المناخ الخاصة بالمفوضية الأوروبية إلى تقليل استهلاك الغاز بمقدار الثلث بحلول عام 2030 ، مقارنة بمستويات عام 2015، والقضاء عليه فعليًا بحلول عام 2050. ولا تزال كيفية القيام بذلك غير واضحة، ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار الغاز إلى تعقيد هذه الجهود.
بقلم: ميليسا إيديسوميني سينغوبتا