مدير معهد تاريخ الثقافة المادية للأكاديمية الروسية للعلوم: تدمير التراث الثقافي لمدينة تدمر جريمة حرب وخسارة للإنسانية

الثورة أون لاين – غصون سليمان:

ضمن فعاليات مؤتمر اللاجئين خلال اليومين الماضيين قدم مدير معهد تاريخ الثقافة المادية للأكاديمية الروسية للعلوم في الحفاظ على التراث الثقافي السوري عرضاً تفصيلياً حول التراث الثقافي وما يتضمنه من مقدرات ثقافية واقتصادية واجتماعية لكونها ذات أهمية بالغة وقيمة عالية لا يمكن تعويضها.
وأشار مدير المعهد خلال افتتاح جلسة العمل المشتركة للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين الروسية والسورية في قصر المؤتمرات إلى أن التراث الثقافي هو بمثابة المقدرات، على غرار الثروات الطبيعية أساساً لتقدير الذات والاعتراف الدولي، إذ يدل الاهتمام البالغ بالتراث الثقافي على المعاملة المسؤولة والمتميزة مع تراث الأجيال السابقة ورعاية الأحفاد.
فتحطيم الآثار أثناء النزاعات المسلحة كثيراً ما يدعو إلى التفكير في ضعف التراث الثقافي أمام هذه التحديات ونقله للأجيال القادمة والبحث عن السبل الجديدة للحفاظ عليه.
وأوضح مدير معهد الأكاديمية الروسية للعلوم أن ما أسفرت عنه الحرب العدوانية على سورية نتيجة الاستهدافات المتكررة للآثار من قبل الإرهابيين، جعل العديد من المسائل العاجلة المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي على رأس جدول الأعمال، وهذا يتطلب اتخاذ التدابير العاجلة وتضافر جهود المجتمع الثقافي الدولي بأكمله، مؤكداً أنه من بين العوامل الرئيسية في عملية إعادة إعمار الآثار المدمرة، تحديد درجة وطبيعة التأثير السلبي واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية القطع الأثرية المتبقية.

ha24.jpg

وأشار مدير المعهد إلى أهمية توفر الوثائق عن حالة الموقع الأثري قبل وبعد إلحاق الأضرار به، والأفضل هنا توفر قاعدة البيانات الرقمية الحديثة التي تتضمن مجموعة كاملة حول هذا الموقع وذاك، وذكر أن مشروع “تدمر في الزمان والمكان” وإنقاذ الكنائس المبكرة في سورية مثال بارز على التعاون المثمر بين العلماء والعسكريين الروس والسوريين في الحفاظ على التراث الثقافي الفريد، لافتاً إلى أن الفريق المختص التابع للمعهد كان من أوائل الذين قاموا بتطوير واقتراح مشاريع لرقمية مواقع التراث الثقافي السوري، وتنص هذه المشاريع على إنشاء قواعد البيانات الرقمية للمواقع وهي أنظمة المعلومات الجغرافية على شبكة الانترنت التي ستسمح بإجراء جميع البحوث التحليلية، وبالتالي ستصبح أساساً وثيقاً للتخطيط لكافة الإجراءات بغية الحفاظ على الآثار بما في ذلك أعمال إعادة الإعمار والترميم والحماية والسياحة.

وقال لقد اجتاحت الموجة المدمرة للحرب على سورية التراث الثقافي للبشرية، حيث طمس الإرهابيون الآثار القديمة المشهورة التي تعتبر أساساً للحضارة حيث تشكلت أولى المجتمعات المسيحية على الأراضي السورية ووضع بها أسس الثقافة بأكملها.
ونوه إلى استمرار البحث الاستكشافي وأعمال تقويم الخرائط الجوية الرقمية وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للتفاصيل المعمارية وقواعد البيانات فيما يخص معابد سورية. لافتاً لما شهده العالم عام ٢٠١٥ من تدمير همجي لمواقع التراث الثقافي العالمي على يد المسلحين الإرهابيين في مدينة تدمر الشهيرة، حيث أدانت اليونسكو هذه الأعمال الوحشية ووصفت تدمير التراث الثقافي لمدينة تدمر بأنه جريمة حرب وخسارة لا تحصى للإنسانية.

ha25.jpg

هذا وبعد التحرير وإزالة الألغام في تدمر قدم معهد تاريخ الثقافة المادية التابع لأكاديمية العلوم الروسية اقتراح خلق النسخة الرقمية لوضع المدينة الحالي بأكملها، إذ يعد إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للمدينة الأسطورية تدمر مهمة رئيسية وخطوة أولى نحو ترميمها، ما يساعد على تقييم الدمار عن بعد، وتحديد عمليات التنقيب عن السرقة والخنادق العسكرية، معتبراً أن خرق القواعد اليوم يعتبر نوعاً من الشجاعة، إذ تظل المخطوطة المنحوتة في الحجر من تدمر ليس فقط رمزاً للحضارة بل أيضاً مثالاً على السياسة الصادقة والمنفتحة.

لقد تم توثيق جرائم الإرهابيين الذين دمروا أهم مواقع التراث الثقافي العالمي، معبد بل ومعبد بعل شمين وقوس النصر وعمود زنوبيا ومقبرة وأبراج الدفن، ومعسكر ديوكلتيانوس والمتحف الأثري.
إضافة إلى تدمير منصة المسرح وتفجير تيترابايلون، كما تم اكتشاف العديد من حفريات النهب والخنادق في أراضي الآثار، وبالتالي لأول مرة تم بناء نموذج رقمي لمدينة قديمة بمساحة ٢١ كيلو متراً مربعاً وتم تسليمها إلى الجمهورية العربية السورية ومنظمة اليونسكو.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب