أنترنت بائس ومتلاشٍ

كان جواباً مثيراً للإعجاب كثيراً، هو ذلك الذي أطلقه مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الاتصالات والتقانة عندما أوضح عقب إبداء شركات روسية استعدادها لتحسين خدمات الانترنت في سورية بتكاليف مقبولة (من جيل 2G و3G)، وتعزيز تغطية الأقمار الصناعية الروسية للأراضي السورية.

حيث رأى أن خدمات الإنترنت الروسية (من جيل 2G و3G) هي موجهة للمناطق البعيدة والمدمرة في سورية، وأن “الإنترنت اللاسلكي والفضائي” مرتفع التكاليف، وسيشكّل ضغطاً على المستفيدين في المناطق البعيدة والمدمرة حالياً، مؤكداً السعي للانتقال إلى جيل الـ 4G وما بعده.

وفي الواقع لست أدري كيف اعتاد مسؤولونا على إتقان هذه اللغة التبريرية عندما يريدون شيئاً ما، لا على التعيين، فسرعان ما يجدون الجواب الذي يغلقون به الأبواب والنوافذ على آرائهم التي لا تعرف الباطل من خلفها ولا من بين يديها.

نحن هنا لن نناقش فنية الأمر المطروح ولا مدى صحته وصلاحيته، ولا نزعم الخبرة فيه، فهذا لا يهمنا كمستخدِمين، ما يهمنا هو جودة الإنترنت الذي يسري بين يدينا، وسواء كان (2G أو3G أو4G)، وما بعد بعد ذلك، فإن هذا لا يهم ولا يساوي عندنا أي شيء، نحن فقط نريد نفاذاً قوياً ولائقاً إلى الشبكة يمكننا من التعاطي معها، ومن ممارسة أعمالنا على الإنترنت بشكل طبيعي ومقبول وبلا تلكؤ أوضعف، وبتكاليف منطقية تمكننا من عدم الانقطاع عن العمل، ومن القدرة على المثابرة.

ففي الكثير من المناطق عندنا – وغير المدمرة طبعاً – نشهد فيها واقعاً مريراً لخدمة الإنترنت من شدة بطئه وتعاسته، ونسأل كثيراً كيف يمكن لوزارة الاتصالات أن تقبل بمثل هذا الواقع الرديء، وكيف تقبل على نفسها تحصيل أجور ورسوم كاملة مكملة وكأنها تقدم خدمة عالية الجودة؟!.

أحياناً، بل في كثير من الأحيان ننام على الطلب ونحن ننتظر وتأخذ تلك الحلقة بالدوران ولا تمل وهي تفتل وتفتل إلى أن تعجز الكمبيوترات عن تفسير الحالة، وتأتينا رسائل متناقضة، ففي حين تكون مؤشرات الاتصال بالشبكة موجودة تأتينا رسالة على الشاشة تنبؤنا بأننا غير متصلين بالأنترنت، وبعد قليل من دون أي تدخل تُقلع حلقة البحث بالدوران من جديد لحالها وتبدأ مشوار بحث جديد، ولكن بلا جدوى، حتى أننا أحياناً نحمل اللاب توب أو جهاز الهاتف النقال وندور به في المكان دوراناً ونخرج خارج البيت ونطوف حوله لتغيير الاتجاه علّه يلتقط إشارة تائهة تنقذنا مما نحن فيه، وقد نفلح أحياناً في ذلك وفي أغلب الأحيان لا نفلح.

ما يثير الغيظ أكثر في هذا المجال هو أن بوابات الإنترنت تصر على أن تكون كهربتها من محطة (الدير علي) ولا تعجبها أي كهرباء أخرى، وإلا لماذا تكاد تختفي الخدمة مع اضمحلالها وتراخيها الشديد كلما انقطعت الكهرباء؟!.

لا يوجد مركز هاتف في سورية – على ما نعتقد – إلا وهو مزوّد بمولدة كهرباء طويلة عريضة ترعد رعداً فور انقطاع التيار لتسد الفراغ الكهربائي، غير أن الفراغ نراه يزداد شيئاً فشيئاً والإنترنت يتفاقم وضعه تلاشياً وغياباً كلّما ازدادت فترة القطع الكهربائي، وكأن دور المولدات ملغى تماماً من هذه الناحية، ولا منقذ لنا في هذا الموضوع سوى محطات التوليد عندما توجه تيارها المبارك إلينا في ساعة وصل فينتعش الإنترنت التعيس قليلاً، ولا يكاد يتنفس حتى ينقطع التيار.

في الواقع خدمة الإنترنت في أسوأ أحوالها، وهي من أسوأ ما يمكن أن يكون، ولا أدري على أي الأسس تزعم الوزارة اليوم أنها تسعى للانتقال إلى الجيل الرابع؟!. أنتم ركزوا لنا الأجيال السابقة أولاً واقنعوا البوابات أن تقبل الغذاء الكهربائي من المولدات، ونحن بألف خير.

على الملأ – علي محمود جديد

آخر الأخبار
هل نستطيع بناء قاعدة إحصائية دقيقة؟ "البلليرمون الصناعية" بحلب تبحث تحسين خدماتها انتخابات تل أبيض ورأس العين خطوة في مسار الانتقال السياسي محافظة حلب تناقش التحضيرات لحملة التبرعات المقبلة جراحة الأطفال" في مستشفى اللاذقية مستمرة بتقديم جراحات نوعية عدّاد الموت يرتفع على أتوتستراد درعا - دمشق 78 مشروعاً جديداً لتعزيز منظومة مياه الشرب بدرعا الشبكات المصغرة.. كهرباء للمناطق الأكثر احتياجاً إشارة إلى ما نشرته "الثورة" .. المباشرة بصيانة أوتستراد اللاذقية - أريحا "العرقوب الصناعية" في حلب.. قرن من الإنتاج بين الأصالة والتحدّيات بعد أسبوع من تحقيق لـ"الثورة".. القبض على لصوص الحقائب بحلب الصكوك المالية.. خطوة إنقاذ أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟  32 مليار ليرة بين الجيوب.. الرقابة تكشف فساداً في عقود للنفط والغاز كيف نتغلب على صعوبات النطق السليم عند الأطفال ؟ 122 ألف طن .. إنتاجنا "المتوقع" من زيت الزيتون توقعات البنك الدولي لنموالاقتصاد السوري تثيرالتساؤلات؟ سوريا تحتاج 25 مليون طنِّ إسمنت سنوياً مبادرة المشاريع الأسرية.. استثمار للطاقات المحلية ودعم الاقتصاد حين يشيخ الدفء.. بين حضن البيت ورعاية دور المسنين الحياة الصحية.. من طب الأطفال إلى الشيخوخة كيف يراها الباحثون؟