الثورة – فاتن أحمد دعبول:
تسعى وزارة الثقافة وضمن أجندتها الثقافية المتنوعة إلى تشجيع الفنون وبعث نشاطها وتأمين مستقبلها واكتشاف المواهب الفنية، وتوفير أسباب الحياة والعمل لمحترفيها.
ولتحقيق هذه الأهداف أطلقت الوزارة مشروع الحاضنة الموسيقية في دار الأسد للثقافة والفنون، قاعة مسرح الدراما، كمشروع استراتيجي متنوع موجه للموسيقيين بمختلف شرائحهم من الخريجين الجدد للمعهد العالي للموسيقا، مع وجود أساتذتهم وطلابهم.
وقد خصص مشروع الحاضنة الموسيقية لهذا العام لموسيقا الحجرة الكلاسيكية الأساسية” آلية وغنائية” والتي تعبر عن أصول التشكيلات الموسيقية الكلاسيكية بعدد أصغر من العازفين، ما يحملهم مسؤولية أكبر في الأداء.
وقد جمعت أمسية إطلاق الحاضنة الموسيقية بين الفرق الخمسة في الحاضنة، وقدمت كل فرقة نموذجا عن مسار حفلاتها خلال عام من العمل في المشروع بمهنية عالية وعزف رائع وانسجام بين العازفين، ما يؤكد على أن جهودا كبيرة تبذل من أجل تقديم الأفضل، وأن تكون هذه الفرق نواة لفرق أوركسترالية في المستقبل، وهذا بدوره أعطى العازمين نوعا من التفاؤل بالقادم من الأيام ، لجهة الدعم المعنوي والمادي الذي ستقدمه وزارة الثقافة، للنهوض بالذائقة الموسيقية أولا وبالموسيقا بشكل عام ثانيا.
أما الفرق فهي خمس فرق:
مجموعة الوتريات وتضم عازفي الرباعي الوتري الكلاسيكي بشكل مضاعف لجهة عدد العازفين، يؤمن كمية الصوت الأكبر، وتتميز هذه المجموعة بالمساحة الكبيرة من ريجستر الآلات المختلفة فيها، وتعمل بإشراف الأستاذ وسيم الإمام.
أما المجموعة الثانية فهي مجموعة رباعي ترومبون، وهو نوع من تشكيلات الآلات الجديدة لآلات النفخ النحاسية والتي تتمتع بكمية الصوت الكبيرة والريجيسترات المنخفضة للصوت، وغالبا ما تترافق مع الحالات الكرنفالية والاحتفالية، وتعمل هذه المجموعة بإشراف الأستاذ سامر جبر
وخصصت المجموعة الثالثة للفيولا، وهي تشكيل متشابه من آلة واحدة وتتمتع بالريجيستر الأوسط بين الآلات، ولاتصدر صوتا كبيرا وإنما عاطفي وهادىء، تحتاج في كثير من برامجها إلى إعادة الكتابة لتتناسب مع المدى الصوتي لهذه الآلة، وتعمل هذه المجموعة بإشراف الأستاذة راما البرشة.
وكان للغناء نصيب في الحاضنة الموسيقية بالرباعي الغنائي الكلاسيكي، وهي تمثل التشكيل المعياري الأول في تحديد ريجسترات الأصوات البشرية الأربعة والمنسجمة فيما بينها لجهة أداء الكورالات الكلاسيكية والأوبرا، تعمل هذه المجموعة بإشراف الأستاذة رشا أبو شكر.
وثمة تشكيل حديث ومتنوع من آلات النفخ النحاسية والبيانو، تقدم عروضا للتراث الموسيقي في مختلف بلاد العالم الذي يستخدم هذه الآلات ضمن مجموعة موسيقا الشعوب، وهي تعمل بإدارة دلامة شهاب.
وجدير ذكره أن الإعداد للمشروع بدأ منذ بضعة أشهر لتهيئة البيئة المناسبة لعمله، وشكلت لجنة تنظيمية خاصة بالمشروع ضمت مجموعة منتقاة من الموسيقيين من ذوي الخبرة والاختصاص، وستواصل فرق الحاضنة الموسيقية عروضها لمدة عام كامل بمعدل حفل لكل مجموعة كل ثلاثة أشهر.
وللمحافظات أيضا نصيب في الحاضنة الموسيقية بهدف تشكيل فرق موسيقية أو دعم فرق فاعلة ودعم مؤلفين وموزعين لكتابة أعمال خاصة لفرق الحاضنة حتى يصبح لكل فرقة برنامجا موسيقيا خاص بها، وتصبح للمؤلف أو للموزع الموسيقي أعمال مكتوبة لأكثر من تشكيل موسيقي.
والهدف الأول للحاضنة هو تأمين البيئة الفنية والدعم اللوجستي المناسب لتشكيل فرق موسيقية بناء على مشروع محدد، ومدة الاحتضان عام على الأكثر، يخصص خلالها للفرقة المحتضنة المكان للتدريب والإشراف الموسيقي والإداري، والدعم الترويجي لتنطلق لاحقا بعملها الخاص بعد أن تكون قد كونت هويتها الفنية الخاصة.