الثورة – حلب: تحقيق جهاد اصطيف – حسن العجيلي
كثيرة هي حملات التوعية والنظافة التي دعا إليها مجلس مدينة حلب للحفاظ على نظافة الشوارع والحدائق، لكن مع كل هذه الحملات المهمة لازلنا نرى أن العديد من الشوارع، خاصة الشعبية منها تنادي لتكون نظيفة كمثيلاتها، ولعل الجميع يدرك جيداً واقع النظافة الذي يبدو واضح المعالم فيها دون الإكثار من التحدث اليومي عنها بين عامة الناس.
* عمل يومي وآني..
واقع النظافة والحديث عن المشكلة بعمق أكثر في مدينة حلب التقت صحيفة “الثورة” المهندس “يحيى ضو” معاون مدير الخدمات المركزية لشؤون النظافة في مجلس مدينة حلب، حيث بدا واضحاً من خلال حديثه حجم العمل الكبير بشكل يومي، بل وآني في الكثير من الأحيان، في سبيل الوصول إلى أفضل وجه ممكن لتأمين نظافة تليق بمدينة مثل حلب، وكذلك الأمر بالنسبة للمعاناة اليومية التي يتكبدها هذا القطاع المهم، ومدى احتياجاته ومتطلباته الحالية والمستقبلية.
* نقص باليد العاملة والآليات..
ففاتحة الكلام للمهندس “ضو” كانت تدور بشكل أساس حول النقص الكبير في اليد العاملة، ليتبعها من حيث الأهمية نقص الآليات، خاصة ضواغط الإفراغ سواء الكبيرة منها أم الصغيرة ، كاشفاً أن القطاع يمتلك حاليا ٦٣ ضاغطة كبيرة وصغيرة، بينما كان يمتلك ١٧٣ ضاغطة قبل الحرب العدوانية الظالمة التي شنت على سورية، ومع ذلك يردف المهندس “ضو” أنه يتم يومياً ترحيل نحو ١٢٠٠ إلى ١٥٠٠ طن قمامة، لذلك نقول إننا بأمس الحاجة إلى أكبر عدد ممكن للضواغط نظراً لحجم العمل الكبير الذي تتطلبه مدينة كمدينة حلب، فضلاً عن ضرورة تأمين الكادر العامل بمختلف المجالات، فمثلا كان عدد العمال قبل الحرب ٢٨٠٠ عامل، بينما حالياً يبلغ كامل الكادر العامل في هذا القطاع نحو ألف عامل، ويكفي أن نعرف أن عمال الكنس وحدهم كان ١٨٠٠، بينما الآن ٤٥٠ عاملاً، الأمر الذي نستدركه بتنظيم عدد من العقود عن طريق المنظمات الدولية، وهم لا يتعدون 200 عامل، لذلك تجدنا دائماً بحاجة ماسة لتأمين الكادر الكافي لتأدية عملنا بالشكل الأمثل، مشيراً إلى أن مجلس مدينة حلب طلب تعيين ما لا يقل عن 150 عامل نظافة ضمن المسابقة المركزية التي ستعلن قريبا عن طريق وزارة التنمية الإدارية، ويسعى المجلس قبل ذلك لإضافة نحو 250 عاملاً للعدد السابق ليصبح العدد الكلي نحو 400 عامل بغية زجهم بالعمل، عدا عن السائقين البالغ عددهم 100 سائق نظافة لسد العجز الحالي لهذا القطاع المهم والحيوي، مع العلم أننا اضطررنا إلى تكليف نحو 100 عامل نظافة للقيام بمهام السائقين لقيادة آليات نظافة وتحديداً ” السوزوكي” كوننا نعاني من نقص شديد في هذه الفئة بالذات.
* الأهم وعي المواطن..
وفي موازاة ذلك انتقل المهندس “ضو” للحديث حول أهم نقطة يراها مساعدة في الحد من انتشار القمامة بأحياء المدينة كافة، ألا وهي وعي المواطن التي اعتبرها النقطة الأساس في تأزيم مشكلة النظافة في المدينة، كون معظم المواطنين لا يلتزمون بمواعيد رمي القمامة بالساعات المحددة، والتي تبدأ من التاسعة مساء حتى التاسعة صباحاً وفق قرار مجلس المدينة رقم (٤٠) للعام ٢٠١٨، الأمر الذي يشكل علينا عبئاً زائداً لأننا نضطر إلى أن يبقى عملنا مستمراً طالما أن المواطن لا يتقيد بالمواعيد المحددة.
والأغرب كما يقول مدير شؤون النظافة أن خطوات المجلس العديدة في مسألة توعية المواطنين، لم تأت أكلها، بالرغم من قيام المجلس بالتعاون مع العديد من المنظمات بحملات نظافة وتوعية للمواطنين، خاصة فيما يتعلق بمواعيد رمي القمامة وأماكنها، لتبقى معاناتنا مستمرة بكل أسف مع هذه الظاهرة المكلفة والمتعبة لنا في آن، الأمر الذي فرض علينا المطالبة بتعديل العقوبات المنصوص عليها في القانون رقم (٤٩) لعام ٢٠٠٤ الخاص بموضوع النظافة، ومضاعفة الغرامة المالية أضعافاً، طبعاً الغاية منها تقيد المواطنين بمواعيد وأماكن رمي القمامة، وهو قيد الإنجاز، ليناشد بالوقت نفسه الأهالي بضرورة مساعدة عمال مجلس المدينة نظراً لأهمية هذا العمل على مختلف المستويات.
* لنا كلمة..
لا شك أن واقع النظافة بحلب بحاجة لمتابعة آنية، وباعتقادنا أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المواطنين، خاصة في الظروف التي نمر بها حالياً، وتالياً على مجلس مدينة حلب الذي يفعِّل مسارات عمل الورديات لشعب النظافة، بهدف الارتقاء بسوية النظافة في مختلف المناطق المستهدفة من المدينة، لكن ما نود التأكيد عليه هو أن نلمس الاهتمام الملحوظ من المعنيين على هذه القطاع المهم، لا لشيء وإنما كي لا نحزن على عمال النظافة عندما يأتون في الصباح الباكر ليشاهدوا أن كل ما أنجزوه صار في مكب الريح.
تصوير: خالد صابوني